سيتم “قريبا” إستكمال أشغال إنجاز المخطط التقني لحماية واستصلاح الموقع الأثري “مرسى الدجاج” المكتشف في السنوات الأخيرة بزموري البحري شرق بومرداس، حسب ما أعلن مدير الثقافة بالولاية.
وقال “قوديد عبد العالي” في تصريح لوأج، بأن أشغال إنجاز هذا المخطط الخاص بالموقع الأثري “مرسى الدجاج” الذي أكتشف سنة 2006 إثر عمليات التحري التي أجرتها مديرية الثقافة، “جارية على قدم وساق وسوف تستكمل وتسلم ما بين نهاية 2020 وبداية 2021 كأقصى تقدير”.
ويجري إنجاز هذا المخطط الذي يعد بمثابة “أداة تعميرية” تضم توجيهات تنظيمية لحماية هذا الموقع واستغلاله كفضاء سياحي من طرف مكتب دراسات متخصص تم اختياره من طرف اللجنة الولائية لحماية الممتلكات الثقافية، إثر تسجيل وتصنيف هذا المعلم الهام سنة 2016 كمعلم أثري وطني إستنادا إلى النتائج الإيجابية لعمليات الحفر و التنقيب التي قام بها على مستواه خبراء المعهد الوطني للآثار .
ويتضمن هذا المخطط ثلاث مراحل أساسية، تتمثل الأولى في التشخيص والإجراءات الإستعجالية للموقع والمرحلة الثانية في الرفع الطوبوغرافي والأركيولوجي وإعداد الصيغة التمهيدية لمشروع المخطط والمرحلة الثالثة التي لا تزال قيد الإنجاز تتمثل في إعداد الصيغة النهائية للمخطط التي من خلالها تحدد التوجيهات الأساسية لحماية
وكيفية استغلال الموقع ككل .
وسيتم تقديم هذا المخطط بعد الانتهاء من إعداده أمام اللجنة الولائية لحماية الممتلكات الثقافية ثم المجلس الشعبي الولائي من أجل الدراسة والمصادقة عليه، وبعدها يقدم للوزارة الوصية من أجل الدراسة والمصادقة النهائية قبل دخوله حيز التنفيذ بعد نشره في الجريدة الرسمية .
وكان هذا الموقع الذي يحتوي على طبقات جوفية أثرية لمختلف الحقب الحضارية و التاريخية للمنطقة بدءا من عصور ما قبل التاريخ إلى العصور الإسلامية، قد استفاد في 2017 من أشغال “ريادة واستكشاف أثري” شارك فيها 35 طالبا من معهد الآثار بجامعة الجزائر 2 تحت إشراف أساتذة وباحثين أخصائيين.
وتعد أشغال “الريادة والإستكشاف الأثري” المذكورة الثانية من نوعها، حيث أن هذا الموقع استفاد كذلك من حفريات سبر الأغوار (Sondage Archéologique) شهر مارس 2007 حققت نتائج “علمية هامة” أكدت ما يكتنزه من أثار باطنية شجعت على تصنيف الموقع بتاريخ 28 أفريل 2016 .
وأُكتشف هذا الموقع الأثري جراء عمليات التحري والمعاينة التي كانت تجريها مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة بالتنسيق مع الجمعية الثقافية (السواقي) المختصة في المجال، حيث تم من خلالها التأكد من أهمية الموقع من وجهة التاريخ وعلم الآثار
وثرائه الأركيولوجي.
وعلى إثر ذلك، أثبتت التحريات الميدانية والمصادر والمراجع التاريخية أن الموقع الأثري المذكور يتضمن موقع المدينة التاريخية “مرسى الدجاج” التي اشتهرت في الفترة الإسلامية وعرفت قديما بإسم “روسوبيكاري” وهي من أشهر مدن موريتانيا القيصرية، حيث بنيت وشيدت على أنقاض مرفأ روسوبيكاري الذي شيده القرطاجيون خلال القرن السادس قبل الميلاد.
وحسب المؤرخين، فقد تعرضت مدينة مرسى الدجاج سنة 1225 بعد الميلاد لهجوم عسكري بقيادة “يحي بن أبي غانية الميورقي” الذي ثار على “الموحدين” فهدم مدن و حصون هذه الدولة الموحدية ولم يتم تعميرها بعد هذا الخراب مما أدى إلى تحولها إلى أطلال غطتها الرمال لقرون من الزمن ولم يعد إكتشاف مكانها إلا في سنة 2006 .
ق/ث