الموعد تستطلع آراء بعض الجمركيات في يومهن العالمي.. “مهنتنا صعبة للغاية ونحن ضحايا بعض الحالات الشاذة”

الموعد تستطلع آراء بعض الجمركيات في يومهن العالمي.. “مهنتنا صعبة للغاية ونحن ضحايا بعض الحالات الشاذة”

الوصول إليهن لم يكن بالمهمة الهينة لما لهذا الجهاز من حساسية، خاصة وأن الموظفين بسلك الجمارك، هناك من  يربط اسمهم باستغلال المهنة للإستيلاء على ممتلكات المسافر بحجة المراقبة الجمركية ، واللجوء إلى ابتزاز هذا الأخير لتمرير مستلزمات أحيانا يكون ممنوع عليهم إدخالها، فحاولت المتحدثات من خلال هذه المساحة الدفاع عن سمعتهن والحديث عن الصعوبات التي تواجههن في مهنة تحسب على الجهاز العسكري.

هي اختارت إسم “سليمة” وكان وصولنا إليها من خلال موظفة بمطار هواري بومدين الدولي لأننا بعد نهاية الدردشة أكدت أن ذلك ليس اسمها الحقيقي، وبررت ذلك أن عملها يكتسي حساسية تتجاوز أحيانا العمل في سلكي الشرطة والدرك الوطني، أين ذكرت لنا أن العمل بالجمارك رغم أهميته الواسعة في حماية الإقتصاد الوطني بتطبيقه مختلف القواعد و القوانين و فرضه للضرائب و الرسوم على السلع التي تمر على الإقليم الوطني مستعملة في ذلك الوسائل القانونية، المادية، و البشرية، إلا أن هذه المهام الصعبة لم تصرف عنهم الانتقاد الذي يوجه لهم من كل حدب وصوب، لدرجة أصبح اسم الجمركي بصفة عامة يرتبط حسبها بالاستلاء على بضاعة المسافر، وإجباره على اقتسام ما اقتناه من الخارج معهم. كل ذلك حسبها غير صحيح لأن مثل هذه الحالات شاذة لأنهم ملزمون بالعمل بقوانين صارمة، من منطلق أن إدارة الجمارك مكلفة بتحصيل الحقوق و الرسوم المطبقة على السلع التي تجتاز الحدود الوطنية، كما أنها إدارة مكلفة بمراقبة حركة السلع و المنتوجات و رؤوس الأموال عبر الحدود، و تسهر إدارة الجمارك بكامل أعضائها على تطبيق القوانين، واحترام التشريعات التي تنظم المبادلات الإقتصادية و تحركات الأشخاص و وسائل النقل البرية و البحري و كذا الجوية، كما تمتد المهمة . حسب سليمة إلى مكافحة الغش و عصابات التهريب، بالإضافة إلى تحملهم مسؤوليات أخرى، تهدف إلى خدمة الاقتصاد الوطني، كل ذلك تتحمل أوزاره المرأة الجمركية ناهيك عن مهامها الأسرية التي تفرض عليها اليقظة للتوفيق بين المهمتين. وغير بعيد عن سليمة كان لنا اتصال مع زميلتها السيدة ليندة متزوجة وأم لطفلين، ذكرت أنها اقتحمت عالم الجمارك منذ 9 سنوات ،وعادت إلى الصعوبات التي واجهتها بعد رفض عائلتها لهذه المهنة وبعد أن نجحت في إقناعهم بالإستعانة بخالها، دخلت هذا المجال أين اصطدمت بصعوبات كثيرة، لما لهذا الجهاز من أهمية كبيرة، في حماية الإقتصاد الوطني من المنافسة الأجنبية والمراقبة التجارية وهنا تحدثت ليندة عن المهمة الجبائية بالنظر إلى أن مهمة الجمارك هي ذات طابع جبائي فإنها تلعب دورا ضريبيا بتكفلها بتحصيل ما يفرض كضريبة عند الإستراد أو التصدير، و هذا ما يفسر مساهمتها في تمويل خزينة الدولة بموارد مالية إضافية، وتكفلها بمكافحة إدخال البضائع والمنتجات دون تشريع. مهام تضاف لها حسب السيدة ليندة مهمة أكبر من خلال رعاية الأسرة وهنا أشارت إلى تفهم زوجها لطبيعة عملها رغم أنه خارج السلك وهو ما ساهم في نجاحها أين يقتسم معها مهمة البيت وتربية الأبناء، مع العلم أن هناك زميلات لها يعانين الأمرين بسبب عدم تفهم أزواجهم للمهام الصعبة التي يتقلدنها، وهو ما يفسر نقص عدد النساء في سلك الجمارك، وهذا تحدي آخر ترفعه المرأة الجمركية حسبها التي تلجأ إلى كل الوسائل لإضفاء طابع النزاهمة على المهنة، وتعمل باستمرار على تغيير الصورة السوداء لعون الجمارك بصفة عامة، المتهم بالبزنسة والحصول على السلع المستوردة بطرق غير مشروعة مع العلم حسبها أن القانون صارم في مثل هذه التجاوزات التي قد تكلف مرتكبها عقوبات خطيرة تصل إلى حد السجن.

ق.م