الموعد اليومي” زارتها للوقوف على انشغالات السكان.. مشاكل بالجملة تحاصر يوميات قاطني “القرية الفلاحية” بيسر

الموعد اليومي” زارتها للوقوف على انشغالات السكان.. مشاكل بالجملة تحاصر يوميات قاطني “القرية الفلاحية” بيسر

تحاصر يوميات قاطني قرية “القرية الفلاحية” بيسر جنوب شرق بومرداس العديد من المشاكل التي أثرت على يومياتهم وحولت حياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق، الأمر الذي جعلهم يعيشون ظروفا قاسية وعزلة تامة، ناهيك عن صمت المسؤولين تجاه انشغالاتهم، الأمر الذي تذمروا له.

“الموعد اليومي” زارت القرية الفلاحية بيسر جنوب شرق بومرداس من أجل الوقوف على انشغالات السكان، الذين ولدى معرفتهم أننا من الصحافة تجمعوا أمامنا وطالبونا بإيصال معاناتهم للجهات المسؤولة، والتي يتقدمها غياب الغاز الطبيعي، الماء الشروب إلى جانب اهتراء الطرقات وغياب أدنى الخدمات الصحية بالقرية وغيرها.

أول مشكل تطرق إليه القاطنون في لقائنا بهم تمثل في غياب الغاز الطبيعي والمعاناة التي يتكبدونها من التبعات اليومية وراء قوارير غاز البوتان التي تعرف ندرة حادة بالقرية، ما يضطر السكان إلى التنقل حتى لوسط بلدية يسر أو البلديات المجاورة كبرج منايل و الناصرية من أجل جلب قارورة غاز واحدة لا تكفي حتى لسد حاجياتهم من طبخ وتدفئة ليوم واحد خاصة في فصل الشتاء، أين تزيد معضلتهم أكثر، الأمر الذي استاء له القاطنون الذين يطالبون المسؤولين بالتعجيل في التدخل لتزويد قريتهم بهذه الطاقة الحيوية حتى تنهي معضلتهم مع قوارير البوتان التي أفرغت جيوبهم في ظل المضاربة التي يقوم بها التجار لأسعار قوارير البوتان التي تصل في الأيام الباردة إلى 450 دج، الأمر الذي أفرغ جيوب العائلات ويدفع ثمنها ذوو الدخل المتوسط الذين لا يستطيعون تحمل هذه الوضعية.

كما يعاني القاطنون من مشكلة أخرى وهي غياب الماء الشروب وذلك على مدار أيام السنة، إذ لم تعد الآبار القديمة تكفي حاجيات العائلات القاطنة بهذه القرية، ما يؤدي بهم إلى الاستنجاد بصهاريج من المياه التي أفرغت جيوبهم في ظل أسعارها المرتفعة خاصة في فصل الصيف، حيث تصل إلى 4000 دج، ناهيك عن غياب الإنارة العمومية وما نجم عنها من انتشار السرقة والاعتداءات في الفترة الليلية، الأمر الذي حرم السكان من نعمة الراحة بقريتهم وجعلهم يقبعون في منازلهم في الفترة المسائية خوفا على حياتهم وأملاكهم حتى وإن كانت للضرورة.

نقائص “القرية الفلاحية” بيسر لا تقتصر عند هذا الحد بل تجاوزتها لأخرى منها غياب الخدمات الصحية، فرغم أن القرية تعتبر من أقدم القرى على مستوى بلدية يسر وذات كثافة سكانية معتبرة، إلا أنها تفتقر إلى مركز صحي، ليبقى شبح الأمراض يترصد بقاطنيها، الذين أكدوا أنهم يكابدون متاعب كبيرة في الوصول إلى أماكن تواجد الهياكل الصحية بالقرى المجاورة، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالنساء الحوامل، ويقول السكان إن تنقلهم إلى تلك المرافق الصحية من أجل تغيير الضمادات أو لأخذ حقن صار مكلفا، الأمر الذي زاد من حجم معاناتهم، دون الحديث عن الحالات المستعصية والخطيرة التي تستدعي السرعة في التصرف قبل حدوث ما لا يحمد عقباه.

هذا إلى جانب اهتراء شبكة الطرقات باعتبارها لم تعرف عملية صيانة منذ سنوات، الأمر الذي زاد من سوء حالتها خاصة في الأيام الممطرة، أين تتحول إلى مستنقعات مائية وبرك تعرقل من سير الراجلين وأصحاب السيارات الذين يتجنبون دخول قريتهم خوفا من تعرضها لأعطاب فتزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها، في حين صيفا فإن الغبار المتطاير هو سيد يومياتهم ما يعرضهم لأمراض متنقلة عبرها خاصة بالنسبة لذوي الحساسية

والربو، المرافق الرياضية والترفيهية شبه غائبة بالقرية إن لم نقل غائبة ما يضطر الشباب للتنقل حتى إلى وسط البلدية لملء أوقات فراغهم، الأمر الذي كبدهم مصاريف نقل هم في غنى عنها يدفع ثمنها الشباب البطال الذين لا يستطيعون تحمل مصاريف النقل.

وفي ظل هذه الظروف المزرية التي تطبع يوميات سكان “القرية الفلاحية” بيسر جنوب شرق بومرداس، يناشد هؤلاء السلطات المحلية التدخل العاجل للتكفل بانشغالاتهم، وذلك من خلال تجسيد مختلف المشاريع التنموية التي من شأنها رفع الغبن عنهم وإعادة الحياة من جديد لقريتهم.

أيمن. ف