“الموعد اليومي” تقف على وضعية قاطني قرية “العزلة” ببني عمران.. معاناة يومية مع غياب الضروريات وشح في المشاريع التنموية

“الموعد اليومي” تقف على وضعية قاطني قرية “العزلة” ببني عمران.. معاناة يومية مع غياب الضروريات وشح في المشاريع التنموية

تتواصل معاناة سكان قرية “العزلة” ببني عمران جنوب شرق بومرداس مع غياب كل متطلبات الحياة اليومية في ظل التهميش وغياب التنمية بهذه القرية التي تتميز بكثافة سكانية كبيرة، ما جعلها اسما على مسمى، الأمر الذي يتطلب التفاتة سريعة وجدية من السلطات المعنية وعلى رأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي وكذا والي الولاية من أجل برمجة بهذه القرية جملة من المشاريع التنموية من شأنها أن تخرجهم من قوقعة التهميش والغبن.

تنقلت “الموعد اليومي” إلى قرية “العزلة” ببني عمران جنوب شرق بومرداس ووقفت على حالة التهميش والاقصاء اللذين يميزان حياة السكان اليومية، أين تجمع أمامنا عدد كبير من المواطنين لدى معرفتهم أننا من الصحافة وطالبونا بإيصال معاناتهم للمسؤولين لعل ذلك سيغير من حياتهم المعيشية، مبدين استياءهم وتذمرهم من غياب نية التكفل الحقيقي بمطالبهم الشرعية والمعقولة في نظرهم، خاصة وأنها متعلقة بتوفير كل متطلبات الحياة المعيشية من ماء وغاز وإنارة عمومية وتحسين حالة الصحة وتعبيد الطرقات وغيرها…

 

وضعية الطرقات الكارثية تعزل القرية عن العالم الآخر

تعرف طرقات قرية “العزلة” ببني عمران جنوب شرق بومرداس تدهورا كبيرا في ظل عدم صيانتها منذ سنوات، الأمر الذي زاد من سوء حالتها وعرقل من سير السكان وحتى أصحاب المركبات يجبرون على تركها خارج القرية خوفا من تعرضها لأعطاب، آملين أن تتدخل السلطات وتقوم ببرمجة مشروع صيانتها حتى تنهي معضلتهم معها.

وفي لقائنا مع بعض السكان أكدوا لنا أنهم يعانون الأمرين مع الطرقات، ففي فصل الشتاء تتحول الطرقات إلى مستنقعات مائية وبرك تعرقل من سير الراجلين الذين ينتعلون الأحذية المطاطية في كل مرة دخلوا القرية، في حين أصحاب المركبات يجبرون على تركها خارج قريتهم خوفا من تعرضها لأعطاب، فتكلفهم مصاريف إضافية هم في غنى عنها، أما صيفا فإن الغبار المتطاير هو سيد يومياتهم، ما يعرضهم لأمراض متنقلة عبرها خاصة ذوي الحساسية والربو.

مضيفين في السياق ذاته أنه رغم الوعود المقدمة من طرف السلطات بتسجيل عملية لتزفيت الطريق المؤدي إلى القرية، لكن تبقى حبرا على ورق، الأمر الذي امتعض له هؤلاء الذين ينتظرون تدخلا عاجلا للجهات المسؤولة من أجل تعبيد الطرقات حتى تنهي معاناتهم معها..

 

 

الغاز الطبيعي حلم يراودهم منذ سنوات

كما يواجه سكان القرية مشكلة غياب الغاز الطبيعي عن سكناتهم، ما يؤدي بهم إلى استعمال غاز البوتان للطهي والتدفئة، ما جعل يومياتهم تنصب حول الجري والتبعات اليومية وراء قوارير غاز البوتان التي تخضع للمضاربة من قبل التجار في فصل الشتاء بالنظر إلى أهمية هذه الطاقة من أجل التدفئة، خصوصا وأن بلدية بني عمران منطقة بردها جد قارس، أين يرتفع سعر القارورة الواحدة إلى 500 دج، ما أفرغ جيوبهم في فصل الشتاء وأدى بالعديد منهم خاصة ذوي الدخل المتوسط إلى اتباع الطرق البدائية وهي جلب الحطب من الغابات لاستعماله في التدفئة هروبا من مصاريف قوارير البوتان التي لا تتناسب مع القدرة الشرائية للعائلات الفقيرة.

مؤكدين أنهم راسلوا المسؤولين عدة مرات من أجل تزويدهم بهذه الطاقة الحيوية، غير أن الأمر يتأجل في كل مرة، وهو ما استاء له السكان الذين ينتظرون اليوم الذي تتدخل فيه السلطات من أجل ربط سكناتهم بهذه الطاقة الحيوية التي يعتبرها هؤلاء أولى اهتماماتهم.

 

قاعة العلاج الوحيدة مرفق بلا روح

قطاع الصحة بالقرية يلقي بظلاله في ظل وجود قاعة علاج وحيدة بالقرية، غير أنها مرفق بدون روح، الأمر الذي استاء منه السكان خاصة منهم المرضى الذين يجدون صعوبة كبيرة في الالتحاق بأقرب مصحة جوارية، ما يعرضهم في كل مرة إلى مضاعفات صحية قد تؤدي بهم إلى ما لا يحمد عقباه.

في هذا الصدد، أكد لنا المواطنون أن قاعة العلاج الوحيدة المتواجدة بقريتهم تتوفر على ممرضة قاطنة بالقرية وتسعى جاهدة لتقديم خدمة عمومية للمواطنين، لكن ما عساها أن تفعل في ظل افتقار القاعة للمواد الضرورية حتى لإسعاف جريح أو حقن إبرة، لأن القاعة تفتقر لكل الأساسيات من أجل حفظ الأدوية، ما جعل المواطن في رحلة بحث يومية عن مصحة تداويهم وتخفف من آلامهم.

مضيفين في السياق ذاته أن قاعة العلاج أصبحت مرفقا مشيدا بلا روح، في الوقت الذي أكد القائمون على الصحة بالولاية في العديد من المناسبات على ضرورة وضع برنامج بتواجد الطبيب مرتين في الشهر من أجل القيام بالفحوصات الطبية، إلا أن ذلك لم يره المواطنون لأشهر عديدة، الأمر الذي خلف تذمرا واستياء كبيرين في نفوس المواطنين خاصة منهم المرضى وكبار السن.

 

نقص مياه الشرب يزيد من متاعب السكان

ويبقى مشكل انعدام المياه الصالحة للشرب بالقرية قائما منذ سنوات رغم تخصيص السلطات المحلية مشروع لتزويد السكان بالمياه من البئر العميقة، حيث تم توفير الطاقة الشمسية كحل مؤقت لاستخراج المياه لفائدة سكان قرى بلدية بني عمران، لكن المشكل يبقى في بُعد البئر عن المناطق، مما يجبر سكانها على التنقل إلى أقرب نقطة من أجل التزود بهذه المادة التي تعد من الضروريات في يومياتهم.

وحسب السكان، فإنهم يجبرون على جلب المياه من البلديات المجاورة وبأثمان باهضة تصل إلى 5000 دج للصهريج الواحد، تستغله العائلة من يوم الى 03 أيام على أقصى تقدير للشرب والطهي والغسيل والتنظيف والتطهير، وهو ما يعده سكان القرية أمرا صعبا، كونهم يتنقلون يوميا إلى البحث عن المياه الصالحة للشرب، ويتحملون حر الشمس وقر الشتاء، مما يستدعي تدخلا عاجلا للسلطات الولائية وعلى رأسهم الوالي، لإيجاد حل نهائي لهم عن طريق توفير المياه بالكميات التي تلبي احتياجات السكان أو توفير المياه بحنفياتهم على الأقل يومين في الأسبوع حتى تنهي معضلتهم مع غياب هذه المادة الأساسية في يومياتهم.

 

نفايات مبعثرة في كل مكان بالقرية

من يتنقل لقرية “العزلة” ببني عمران جنوب شرق بومرداس، يلاحظ منذ الوهلة الأولى تلك النفايات المبعثرة في كل مكان ما حول المنطقة الى مفرغة عمومية تشمئز منها النفوس وتنفر الزوار إليها، محملين المسؤولية لعمال النظافة المتأخرين، حسبهم، عن رفع القمامة في عديد المرات، أو زيارة تجمعاتهم السكنية مرة في الأسبوع، وهو ما اعتبروه بالعمل غير الكافي، والأمر الذي تسبب في زيادة عدد أكياس القمامة أمام منازلهم، وبالتالي انتشار الروائح الكريهة المنبعثة منها، مما أدى إلى انتشار الحشرات السامة التي تفضل العيش في مثل هذه الأماكن، ما أضحى يشكل خطرا على صحتهم وكذا على فلذات أكبادهم بمختلف الأمراض والأوبئة باعتبارهم يفضلون اللعب بهذه الأماكن، غير مدركين لحجم الأضرار التي يمكن أن تلحق بصحتهم في عز انتشار جائحة “كورونا”، ناهيك عن غياب الحس المدني لدى العديد من القاطنين الذين يقومون برمي النفايات من دون الاكتراث للحالة الكارثية التي ستصل إليها قريتهم، الأمر الذي يتطلب تدخلا عاجلا للجهات المسؤولة من أجل النظر لهذه المشكلة عن طريق احتواء الظاهرة وتوفير حاويات أخرى من شأنها أن تنظف الحي وتخرجه من التلوث البيئي الذي هو فيه منذ أشهر.

 

نقص المرافق الرياضية هاجس الشباب

من جهتهم، عبر سكان قرية “العزلة” ببني عمران جنوب شرق بومرداس وبالأخص الشباب عن امتعاضهم الشديد إزاء النقص الفادح للمرافق الترفيهية والرياضية التي تهتم بفئة الشباب، كالملاعب الجوارية وقاعات الرياضة ومكتبات المطالعة، حيث أكدوا أن عدم توفير هذه الهياكل الترفيهية بقريتهم يساهم بشكل كبير في انحراف الشباب وانغماسهم في الآفات الاجتماعية الخطيرة خاصة منها المخدرات والسرقة، نتيجة الروتين اليومي الذي يعيشونه، بالإضافة إلى العناء الذي يتكبدونه للتنقل إلى القرى المجاورة من أجل ممارسة نشاطاتهم وهواياتهم، مشددين على ضرورة إنجاز مساحات خضراء وفضاء للعب الأطفال، بعدما أصبح يتعذر على أبنائهم إيجاد مكان للعب سوى الشارع والتسكع بالمقاهي، الأمر الذي يشكل خطرا على حياتهم.

وأمام هذا الوضع، يأمل الشباب والسكان على حد سواء تدخل الجهات المسؤولة بما فيها مديرية الشباب والرياضة لولاية بومرداس من أجل تخصيص مشاريع في قطاع الرياضة عن طريق انجاز ملاعب جوارية وقاعات رياضية الى جانب تخصيص مساحات خضراء للعب فيها.

 

السكان ينتظرون التفاتة سريعة للجهات المسؤولة

يتخبط سكان قرية “العزلة” ببني عمران جنوب شرق بومرداس في جملة من المشاكل، التي لطالما أثارت سخطهم واستياءهم، ويأتي على رأس هذه المشاكل غياب كل متطلبات الحياة المعيشية من ماء وغاز وإنارة عمومية وقاعات علاج، إلى جانب الطرقات والنفايات والمرافق الرياضية، وهو ما أثر سلبا على مختلف مناحي حياتهم، ناهيك عن غياب المشاريع التنموية التي من شأنها تحسين المستوى المعيشي لهؤلاء السكان الذين يطالبون في كل مرة بضرورة تدخل الجهات المسؤولة من أجل النظر لهذه المشاكل التي أثرت على معيشتهم عن طريق برمجة جملة من المشاريع في مختلف القطاعات التي من شأنها أن تحسن وضعيتهم المعيشية.

روبورتاج: أيمن. ف