“الموعد اليومي” تقف على الوضعية المزرية لقاطني قرية “تخروانت” بالناصرية

“الموعد اليومي” تقف على الوضعية المزرية لقاطني قرية “تخروانت” بالناصرية

* معاناة متواصلة مع غياب الضروريات ومشاكل بالجملة بحاجة إلى حلول سريعة

لا تزال معاناة قاطني قرية “تخروانت” بالناصرية، شرق بومرداس، متواصلة مع مواجهتهم لمشاكل بالجملة، ما جعل سكانها يعيشون يوميات صعبة جراء انعدام أدنى متطلبات الحياة اليومية التي يحتاجها المواطنون، ما يتطلب التفاتة سريعة للجهات المعنية من أجل الوقوف على تلك المشاكل وإيجاد حلول لها من أجل تحسين حياتهم المعيشية.

“الموعد اليومي” تنقلت إلى قرية “تخروانت” بالناصرية، شرق بومرداس، ووقفت على الوضعية المزرية لقاطني هذه القرية الذين عبروا لنا، في لقائنا بهم، عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من غياب كل متطلبات الحياة المعيشية، على غرار غياب التهيئة الحضرية، الغاز الطبيعي، الماء الشروب، إلى جانب قاعة العلاج التي هي عبارة عن هيكل دون روح، في ظل غياب كل المستلزمات الطبية التي يحتاجها المريض، ناهيك عن انعدام المرافق الرياضية، ما يجعل الشباب في رحلة دائمة عنها من أجل ملء أوقات فراغهم.

 

الطرقات في وضعية مزرية ما عزل القرية عن العالم الآخر

أول مشكل تطرق إليه قاطنو قرية “تخروانت” بالناصرية، شرق بومرداس، تمثل في تدهور الطرقات التي تعرف حالة كارثية، ما تسبب في عزلة القرية عن العالم الآخر، الأمر الذي زاد من معاناة القاطنين الذين ينتظرون تعبيدها عاجلا حتى تنتهي هذه المعضلة التي أرقتهم سواء في فصل الشتاء أو الصيف.

وقد أكد السكان أن الطرقات تتحول في الأيام الممطرة إلى مستنقعات مائية وبرك تعرقل سير الراجلين، خاصة منهم التلاميذ الذين يجدون صعوبة في السير عليها، ما يعطلهم عن مدارسهم، في حين أصحاب المركبات يتركون سياراتهم خارجا خوفا من تعرضها لأعطاب فتكلفهم مصاريف إصلاحها هم في غنى عنها. أما صيفا، يضيف ذات المتحدثين، تتحول الطرقات إلى أتربة وغبار متطاير يعرضهم لأمراض، خاصة منهم ذوو الحساسية والربو، الأمر الذي امتعض له القاطنون الذين ينتظرون تخصيص ميزانية لصيانة الطرقات من أجل هذه المعاناة التي يواجهونها يوميا.

 

الغاز الطبيعي والماء الشروب حلم السكان

كما تنعدم بسكنات قاطني القرية شبكة الغاز الطبيعي، ما يؤدي بهم إلى رحلة بحث يومية عن قارورات البوتان التي أفرغت جيوبهم، في ظل أسعارها المرتفعة والتي لا تتناسب مع القدرة الشرائية للعديد من العائلات التي لجأ البعض منها إلى جلب الحطب لاستعماله للتدفئة والطبخ على حد سواء.

هذا إلى جانب جفاف حنفيات سكنات قاطني القرية، ما زاد من سوء حالتهم في ظل أهمية هذه المادة التي اعتبر توفرها بسكناتهم بالضروري، بالنظر إلى حاجاتهم اليومية لها من أجل الشرب والغسيل والتنظيف، الأمر الذي يؤدي بهم إلى شراء صهاريج من المياه التي تخضع للمضاربة من قبل التجار، خاصة في فصل الصيف بالنظر إلى أهميتها في ظل الحرارة المرتفعة التي تميز الجو، ما يعني الاستعمال الكبير لهذه المادة، حيث يصل سعر الصهريج الواحد الذي يكفي ليوم واحد فقط لسد حاجياتهم إلى 2300 دج، ما أثقل كاهل العديد من العائلات وأفرغ جيوبهم، في ظل أن أسعارها لا تتناسب مع قدراتهم الشرائية.

 

 

قاعة العلاج هيكل من دون روح

ولعل ما يزيد من معاناة سكان قرية “تخروانت” بالناصرية، شرق بومرداس، هو غياب كل الضروريات الأساسية بقاعة العلاج الوحيدة المتواجدة بالقرية، ما يجعل المريض على المحك في ظل غياب كل الإسعافات الضرورية حتى لتغيير ضمادات أو حقن إبرة، نظرا لغياب ثلاجة تحفظ الأدوية.

وقد أكد سكان القرية أن قاعة العلاج أصبحت هيكلا بلا روح، الأمر الذي خلف تذمرا واستياء كبيرين في نفوس المواطنين الذين يضطرون للتنقل حتى إلى القاعة متعددة الخدمات المتواجدة بوسط مدينة الناصرية، وفي بعض الأحيان يتنقلون حتى إلى مستشفى برج منايل أو الثنية من أجل العلاج، حتى وإن كان ذلك لسبب بسيط، كتغيير ضمادات أو وخز إبرة، الأمر الذي يكبدهم مصاريف النقل هم في غنى عنها يدفع ثمنها أكثر المرضى، خاصة منهم في حالة خطر، وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا وسريعا من قبل الجهات المسؤولة وفي مقدمتها مديرية الصحة لولاية بومرداس من أجل النظر لقطاع الصحة بالقرية والبلدية ككل من أجل تحسينها، وبالتالي حماية المريض من الخطر الذي قد يحدق به في كل مرة..

 

الشباب في رحلة بحث يومية عن ملاعب رياضية وترفيهية لملء أوقات فراغهم

كما يبقى إنجاز مرافق رياضية وترفيهية مطلبا ملحا لشباب قرية “تخروانت” بالناصرية شرق بومرداس، الذين يرون في ذلك أولوية قصوى، لاسيما في غياب مثل هذه المرافق، إلى جانب تعرض الكثير منها للإهمال وعدم تهيئتها من جديد، ما يدفع هؤلاء السكان إلى التنقل حتى إلى الملاعب الرياضية في البلديات المجاورة من أجل ممارسة هواياتهم وتفجير طاقاتهم، غير أنهم يصطدمون بدفع تكاليف النقل هم في غنى عنها، في ظل البطالة التي تلقي بظلالها بعدما نخرت أجساد العديد من الشباب، بمن فيهم خريجو الجامعات الذين يجدون أنفسهم بطالين، في ظل غياب فرص العمل حتى في إطار عقود ما قبل التشغيل.

وأمام هذه النقائص الكثيرة التي تتربص بحياة سكان قرية “تخروانت” بالناصرية شرق بومرداس، يطالب هؤلاء المسؤول الأول عن البلدية بالتدخل العاجل من أجل تحسين حياة السكان عن طريق الالتفات إليهم وحل مشاكلهم العالقة منذ سنوات.

أيمن. ف