أعادت الإذاعة الجزائرية عبر القناة الأولى، سهرة الثلاثاء إلى الأربعاء، عشاق الفن الأصيل إلى الزمن الأندلسي الجميل عبر تنظيمها حفلا على مدار ساعتين، احتضنته قاعة العروض لمين بشيشي بمقر الإذاعة الوطنية، وأحيته جمعية “الجزائرية الموصلية”، وذلك تحت شعار “إرث حضاري، أصالة وإبداع”.
وجرى الحفل في أجواء روحانية مميزة، وسط حضور جماهيري كبير من محبي الطابع النغمي الأندلسي الذين تجاوبوا بالتصفيقات مع الإيقاعات النغمية في فسيفساء متناغمة على آلات إيقاعية عديدة على غرار: العود، الموندول، البيانو، الكمان والقيتارة.
وقدم أعضاء الفرقة الموسيقية للجمعية ضمن هذا الحفل، مجموعة من النوبات الأندلسية، تحت قيادة رئيس الجوق محمود حاج علي، ومن أبرز تلك القصائد والمدائح الدينية “نسبة حسين الجد” و”محمد روح الوجود” و “يا محمد يا جوهرة”، وهي وصلات تغنت بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم. كما تمت تأدية مجموعة من الاستخبارات والقصائد في نمط القادرية وهي قصائد مستوحاة من الشعر الأندلسي الملحون من بينها “أهل الله راهم حازو”، “تحيا بكم”، “يا من بالأوزار”، و”أنا بالذي بيا صافت النظرة” وغيرها. وفي ذات السياق، أكدت نائب مدير مكلفة بالإنتاج والبرمجة بالقناة الإذاعية الأولى نجاة كتو، في تصريح لملتيميديا الإذاعة الجزائرية، أن فكرة إقامة هذا الحفل تأتي في إطار جهود الإذاعة للترويج لهذا الموروث الثقافي الموسيقي والإرث الحضاري إلى الجمهور المستمع، مضيفة أن الحفل الذي تم بثه على أثير القناة الأولى كان فرصة للجمهور للاستماع والاستمتاع بالفن الأندلسي الأصيل في رحاب الإذاعة الجزائرية.
يشار إلى أن الجمعية “الجزائرية الموصلية” تعتبر من أعرق جمعيات الموسيقى الأندلسية في الجزائر، وهي في الأصل مزج بين جمعية الجزائرية التي تأسست سنة 1930، وجمعية الموصلية التي تأسست سنة 1932، وقد كان الجمع بينهما سنة 1952.
كما تعد جمعية “الجزائرية الموصلية” مدرسة موسيقية متكاملة ومختصة أيضا في التكوين، وتخرّج منها كبار فناني الأغنية الجزائرية منهم سمير تومي، نادية بن يوسف، نصر الدين شاولي وغيرهم.
ب\ص