تمثل الموسيقى التصويرية مفتاحاً لنجاح الكثير من الأعمال إذا تم توظيفها بشكل جيد، ودائماً ما تخطف المستمع وتجذب انتباه الجمهور أثناء مشاهدة العمل، إذ تمثل الموسيقى التصويرية اللغة الأولى للأعمال الفنية والتي دائماً ما يجتمع عليها الجمهور باختلاف لهجاتهم وثقافتهم، باعتبار الموسيقى لغة يشترك فيها الجميع.
وعن هذا الموضوع بدأ الموسيقار هشام نزيه كلامه قائلاً: إن الموسيقى التصويرية من أهم العناصر المؤثرة في العمل الفني وبدونها يفقد عنصراً مهماً جداً لنجاحه، فبمجرد سماع موسيقاه دون رؤية المسلسل يمكن أن يعرف المشاهد أو المستمع هذا المسلسل بسهولة، مثل مسلسل “رأفت الهجان” و”ليالي الحلمية” و”أرابيسك” وفي السينما “أفلام العار” وفي المسرح “شاهد ماشافش حاجة” و”ريا وسكينة” وغيرها.
وأضاف نزيه: أن عملية التأليف الموسيقي لأي عمل فني لا تنفصل أبداً عن العمل نفسه، ولا يمكن إنجازها دون أن ينغمس المؤلف في التفاصيل والحبكة الدرامية، ويجتمع بصُناع العمل لمعرفة رؤيتهم التصويرية والإخراجية وطبيعة الشخصيات والأماكن، لخلق المقطوعات الموسيقية المناسبة للأحداث.
وعن رأيه في الأعمال التي لفتت نظره الموسيقى التصويرية لها في رمضان، قال: تابعت عدداً من الحلقات المختلفة للأعمال الدرامية في رمضان ولفت نظري كثيراً الإبداع الذي حدث في مسلسل «المداح» للمطرب حمادة هلال، فالعمل كله جميل ومتطور وبه إبداع بصري مبهر وكانت الموسيقى التصويرية لكريم عبد الوهاب مكملة للإبداع في العمل نظراً لاختلاف طبيعة المشاهد.
أما الموسيقار أسامة الرحباني، فقال: هناك أطر عدة متبعة في هذا الإطار من قِبل الموسيقيين في العالم. فهناك من يكتفي بقراءة نص وسيناريو العمل لينجز مهمته. في حين الأوروبيون يشتغلونها بشكل عام ويضعونها بتصرف المخرج، كما أن البعض يتبع تفاصيل الحركة المشهدية. أما أنا فأستلهم موسيقاي التصويرية من الجو العام للعمل ومن شخصياته مما يدفع بالمخرج إلى تركيب الصورة على هذا الأساس.
وأضاف: “هو اختصاص بحد ذاته وموروثه له علاقة بالموسيقى الكلاسيكية، كما أنه يدخل في خانة الفن الانطباعي؛ لأنه يترجم صورة مشهدية. وأحياناً كثيرة يأخذ الطابع التجريدي إلا أنه وفي غالبية الأحيان هو بمثابة شرح للصورة. كما أنه يترجم أجواء العمل وطبيعته إذا ما كانت تتصف بالتوتر أو الشجن أو الرومانسية، وما إلى هنالك من أنواع أخرى. فالموسيقى لا لغة لها فتخترق حواس الإنسان من دون استئذان.
وتابع: “أنا شخصياً أتأثر بموسيقى عمل ما، فإما يشدني لمشاهدته أو العكس، ولا بد من الإشارة إلى أن عملية المونتاج للعمل مهمة في هذا الإطار. فكلما كانت جيدة ومتقنة ساهمت فى تقريب الحس الموسيقي من الصورة المشهدية. وفي لبنان قلة من الموسيقيين يتقنون هذا الفن أو متخصصون فيه.
أيضاً الموسيقار وليد فايد قال إنه لمس أن الجمهور كان سعيداً بالموسيقى التصويرية ودورها وتوظيفها بشكل جيد هذا العام، وهذا يعني أن جميع الموسيقيين ممن وضعوا الموسيقى التصويرية لدراما هذا العام وصلوا وبقوة إلى قلوب الجمهور.
ق\ث