الموسيقار عبد الحكيم نوبلي لـ “الموعد اليومي”: الفن في الجزائر يحتضر… هذا ما يربطني بنوبلي فاضل ولا أملك بطاقة فنان

الموسيقار عبد الحكيم نوبلي لـ “الموعد اليومي”: الفن في الجزائر يحتضر… هذا ما يربطني بنوبلي فاضل ولا أملك بطاقة فنان

 

الموسيقار نوبلي عبد الحكيم هو اسم فني يكبر كل يوم بعمله الفني المتميز لأنه يقدم أعماله الفنية على طبق من ذهب وبالمجان، لأنه اتخذ الفن كهواية فقط، كانت لنا معه جلسة حميمية بعد عودته مؤخرا من البقاع المقدسة، فكان هذا الحوار الأخوي.

 

الأستاذ حكيم نوبلي.. كيف كانت بدايتك مع النغم الأصيل وما حكايتك مع العود؟

بداياتي كانت بتعلقي وحبي لهذه الآلة رغم أني لم ألمسها حتى، فكنت أعشقها وهذا مما أدى بي إلى مصاحبة العازفين والتقرب من الفرق الموسيقية الموجودة آنذاك، فالتحقت بفرقة الفنار وكان رئيسها الأخ عبد الحميد بديد وكان عازفا على العود التحقت بها كمطرب وكان يمنع وقتها لمس الآلات، فطلبت من الوالد رحمه الله أن يشتري لي عودا، وكان لي ذلك بحيث كان يتردد كثيرا على تونس وقتها ومن ثم التحقت بالفرقة التابعة لمديرية الشؤون الاجتماعية لعمال سوناطراك والتي كانت تحت إشراف الأستاذ القائد خليفة حميدي رحمه الله، وهذه الفرقة تعلّم فيها تقريبا كل فناني بسكرة، وكانت لنا معها مشاركات في مهرجانات وطنية أهمها إقامة حفل في المسرح الوطني محي الدين باشطارزي شاركت مدينة بسكرة بفرقة قوامها أربعين عضوا من بينهم 22 بنتا، وهذا لم يتكرر في تاريخ بسكرة الفني وما زال جل الأعضاء الذين شاركوا موجودين تقريبا. هذه كانت البداية بعدها التحقت بفرقة المرحوم عيسى هيبة الذي تعلمنا منه الكثير.

 

لماذا كل ما ذكر اسمك جاء ذكر الملحن نوبلي فاضل؟

قضية الاسم هذا طبيعي كون الأستاذ نوبلي فاضل الملحن الجزائري الكبير ابن عمي، ولكن لا تجمعني به أية علاقة فنية ولم يجمعنا أي عمل فني .. ألتقي به في أفراح ومناسبات عائلية نتبادل الزيارات وأفتخر به وأحترمه، فهو قامة فنية جدير بأي فنان جزائري أن يفتخر به وأتمنى له بالمناسبة الشفاء العاجل وأقدم له التحية.

 

لماذا لم تحترف الفن؟

أنا لم أحترف الفن ولم أفكر يوما اتخاذه مصدر رزق، وعليه مشاركاتي قليلة وتقتصر على تنشيط ندوات أدبية، أين يمتزج الأدب والكلمة الموزونة والراقية مع اللحن، فكنت أشارك إخواني الشعراء والأدباء بوصلات غنائية تتجلى فيها الكلمة الراقية واللحن الجميل واختارها من أعمال كبار الفنانين وكبار الشعراء، فتزيد الجلسة جمالا والحمد لله استحسنها جميع من حضر المقهى الأدبي وخاصة ببسكرة.

 

برز اسم نوبلي حكيم في المقهى الأدبي لمدينة بسكرة كما برز عدد كبير من الشبان بعاصمة الزيبان.. ما سر تعلق هؤلاء الشباب بك وارتباطهم بالفن الأصيل؟

المقهى الأدبي فضاء يبرز أعمال المشاركين فيه ويتم مناقشتهم والتعريف بأعمالهم، ففكرت أن أضيف لهذا النشاط تقديم شباب لهم موهبة في الغناء وأداؤهم جميل وفنهم راق وجميل وقلت لا مانع إن تعطى لهم فرصة لإبراز موهبتهم، وأمام نخبة من الشعراء والأدباء ونجحت الفكرة ولاقت استحسان الجميع والحمد لله هؤلاء الشباب اليوم يشاركون في مسابقات وطنية ودولية وينالون أعلى المراتب. أنا تبنيت مبدأ تشجيع كل ما هو فن جميل وراقي ومحترم وما تشجيعي للشباب، إلا دليل على هذا فأنا لا أرد من يقصدني، المعيار الوحيد هو الفن الراقي والجيد. أنا صديق تقريبا كل المنشدين في الجزائر وأتواصل معهم وأقدم لهم ملاحظاتي ومنهم من يستشيرني وهذا أعتز وأفتخر به كثيرا.

ماذا تعني لك أم كلثوم؟

حبي وتعلقي بسيدة الطرب العربي أم كلثوم لأنها تملك صوتا قلًما نسمع مثله وغنت لكبار الشعراء وملحني الزمن الجميل، واعتبر أعمالها خالدة كما يتغنى العالم بموسيقى بتهوفن وموزار وأصبحت إرثا عالميا، كذلك أم كلثوم هي إرث عربي لا تحصر انتماءها لدولة مصر لوحدها.

 

لماذا كانت الأجيال السابقة تتعلق بالفن الأصيل بينما نشاهد الشباب اليوم يختارون أغاني السندويتش.. ما السبب في رأيك؟

عزوف الشباب عن هذا النوع من الفن والفنانين والأغاني الطويلة يرجع لعصر السرعة وتغير في الغاية من الفن.. قديما كان الفن يعتمد على الكلمة الهادفة والتي تصلح أن تكون حكمة أو مثلا يتداوله الناس، إضافة إلى اللحن الذي كانت ترتاح النفوس لسماعه، اليوم غابت هذه الحاجات.

 

ما رأيك في الحركة الثقافية ببسكرة وبالجزائر عموما من ناحية الفن؟

الفن في الجزائر يحتضر، إن لم نقل أكثر من هذا والسبب يكمن في السياسة المتبعة في هذا المجال.. الدولة التي تدعم المواد الغذائية واسعة الاستهلاك بنسبة معينة وتجعل الفن مجانا ماذا تنتظر من هذا الفن.

أتحدى 90 في المائة من الذين يحسبون على الفن لو كان المتفرج يدفع ليحضر عروضهم أن يملأوا صفا واحدا من القاعة، لأن كبرى الأعمال الفنية في العالم تقاس بمداخيلها والشباك هو الفيصل، ونحن في الجزائر نعطي للفنان الملايين ويقدم للمتفرج ما يشاء ناجحا أو لا.

أما بالنسبة للحركة الثقافية في بسكرة، فبخلاف أنشطة بعض الجمعيات التي نفتخر بها وطنيا مثال الخلدونية، المطربية، أنغام الزيبان للإنشاد، أما الباقي ينشطون في المناسبات فقط واستبشرنا خيرا بقدوم الأخ مراد بن عيسى مدير دار الثقافة أحمد رضا حوحو ببسكرة الذي أعطى دفعا قويا للحركة الثقافية في المدينة، وهو مشكور على ذلك.. أيضا بيت الشعر ايضا أضاف للعمل الأدبي والثقافي الكثير، اتحاد الكتاب الجزائريين كذلك.

 

ما إنطباعاتك بعد مشاركتك في مهرجان عين تافتيكا بالعلمة؟

أيام مهرجان عين تافتيكا للإبداع والأدب بالعلمة لا تنسى وهو من أنجح المهرجانات التي عرفتها وكل الشكر للقائمين عليه وأتمنى لهم النجاح.

 

ما جديدك مع فرقة نجوم الزيبان؟

الجديد مع أنغام الزيبان وبالنسبة لي هو الإشراف الفني والتحضير والتدريبات مع أعضاء المجموعة والبرنامج هذا من اختصاص رئيس الجمعية الأخ العربي شبري الذي أحييه بالمناسبة.

 

ما هي أمنيتك الأخيرة؟

أمنيتي أن تزدهر الحركة الثقافية والفنية في مدينة بسكرة وأن نجعل مدينتنا قطبا ثقافيا بإمتياز، لأنها فعلا بسكرة من قديم قبلة للفنانين وللمثقفين ومعظم فناني الجزائر من ولاية بسكرة.

 

من هم الفنانون الذين كان لك احتكاك كبير بهم على المستوى الوطني والعربي؟

الفنانون الذين التقيت بهم طبعا فنانو المنطقة مناعي ومحبوب ادريس التومي والهادي قدودة من وادي سوف في الثمانينيات والتقيت مع فنانين في باريس أمثال نبيهة كراولي، أحمد عدوية، الشيخة الحمدانية من المغرب، كما تعاملت مع الفنانين الجزائريين مثل عبد الحميد عبابسة والتقيت الفنان علي الخنشلي مع فرقة عيسى هيبة و المطرب محمد الأوراسي وعزفت مع الفنانة زوليخة رفقة محمد جبيرات وكثيرون لا أذكرهم.

 

كلمتك الأخيرة لقراء “الموعد اليومي”؟

أشكر جريدة الموعد اليومي التي منحتني هذه الفرصة للتواصل مع قرائها الذين أتمنى أني لم أثقل عليهم والشكر موصول لكم أخي وصديقي الأديب الكاتب الأستاذ حركاتي لعمامرة.

 

حاوره: حركاتي لعمامرة