الموت البطيء

الموت البطيء

يُعدُّ الكسَل ظاهرة مميتة، وخسارة للإنسان في كثير من الجوانب؛ الصحيَّة، والنفسية، والدينية، والدنيوية والأخروية. أما أسباب الكسل: فالنِّفاق، والعجز وحبُّ الراحة، والفراغ والترف، وكثرة الطعام والشراب، وكثرة النوم، وطول الأمل، وصحبة أهل الكسل، والتعلق بالأوهام والأماني الكاذبة، وفساد البيئة، والكسل مذموم شرعًا: قال الله تعالى: ” إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ” النساء: 142. وتأمَّل حال مريم عليها السلام، وقد جعل لها من الرطب الجَنِيِّ ما كفاها مؤنة الطلب، إلا أنَّه أمَرَها بهز النخلة: ” وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ” مريم: 25. وقد استعاذ النَّبي صلى الله عليه وسلم من الكسَل؛ مما يدلُّ على ذَمِّه، فقال: ” اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من العجز والكسَل”؛ رواه البخاري، وقرَنه صلى الله عليه وسلم بالعجز؛ لأنَّ كليهما يؤدِّي إلى التثاقل عن إنجاز المهمات. وقال صلى الله عليه وسلم فيمن نام ولم يصَلِّ بالليل حتى أصبح: ” يَعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقد، يضرب على مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد؛ فإن استيقظ فذكر الله انحلَّت عقدة، فإن توضَّأ انحلَّت عقدة، فإن صلَّى انحلَّت عقدة، فأصبح نشيطًا طيِّب النَّفس، وإلَّا أصبح خبيثَ النَّفس كسلان” رواه البخاري. وانظر إلى لفظ واحد من الألفاظ القرآنيَّة التي حثَّت على الحركة والعمل والمبادرة؛ ألَا وهو السَّعي، كم تكرَّر لبيان أهميته. قال سبحانه: ” وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ” النجم: 39، ” وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا ” الإسراء: 19، ” لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ” طه: 15، قال ابن مسعود رضي الله عنه: “إنِّي لأبغض الرجلَ أراه فارغًا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة”، ومن وسائل التخلص من الكسل:

– علو الهمَّة، والنَّظر في سِيَر أصحابها؛ من نبيِّين، وصالحين، وعظماء.

– وضع أهداف وبرامج يوميَّة، وشهرية، وسنوية لتحقيقها.

– المبادرة للعمل، وعدم الركون للرَّاحة والأماني.

– مخالطة المجتهدين وأصحاب الهِمَم، والابتعاد عن الكسالى.

– كثرة ذِكر الله، والمحافظة على الأدعية الشرعية، والاستعاذة من الكسَل.

 

موقع إسلام أون لاين