يعيش سكان قرية “تاخروانت” بالناصرية شرق بومرداس واقعا معيشيا متدهورا منذ عدة سنوات، حيث لم يستطع الرؤساء الذين توافدوا على البلدية تغيير واقعهم المعيشي حسب شهادات السكان، فرغم تضاعف عدد المقيمين بها إلا أن السلطات المحلية لم تتخذ إجراءات استعجالية من أجل برمجة بهذه القرية أية مشاريع تنموية التي من شأنها رفع الغبن عنهم..
طرقات القرية غير معبدة… والدخول إليها أضحى صعبا
يشكو سكان القرية من انعدام التهيئة داخل أزقة القرية التي تتحول إلى برك مائية وأوحال كلما تساقطت قطرات قليلة من الأمطار، والذي يكون شاهدا على معاناة السكان الذين يضطرون لانتعال أحذية مطاطية أو وضع الأكياس البلاستيكية تفاديا لتسرب المياه داخل أحذيتهم أثناء سقوط الأمطار، كما يقوم البعض الآخر بجلب كميات من الحجارة أو الرمل ذات النوعية الخشنة من المحاجر المجاورة للقرية ووضعه أمام الأبواب والأزقة قصد تسهيل عملية التنقل إلى الطريق الرئيسي الذي يربط القرية بالبلدية، إضافة إلى معاناتهم أثناء التنقل من بيوتهم إلى المصلى لأداء فريضة الصلاة، كما يعاني السكان من غياب قنوات صرف مياه الأمطار، حيث يضطرون إلى استعمال الطرق التقليدية في صرف مياه الأمطار التي تغزو القرية وتسبب الذعر في نفوس سكانها مخافة أن تغمر المياه منازلهم…
وعلى صعيد آخر، اشتكى محدثونا من سوء وضعية الطريق الرابط بين القرية والبلدية التي توجد في وضع كارثي، حيث بمجرد سقوط قطرات قليلة من الأمطار تتحول إلى برك ومستنقعات مائية يستحيل المشي فيها…
انعدام النقل المدرسي… وإنجاز ابتدائية حلم ما يزال ينتظره التلاميذ
من جهتهم، يعاني تلاميذ القرية من انعدام النقل المدرسي، حيث يضطرون للتنقل مشيا على الأقدام لمسافة تزيد عن الكيلومتر في ظروف مناخية قاسية، خاصة في فصل الشتاء للالتحاق بمقاعد الدراسة، فيما أدى الوضع بالبعض إلى التوقف التام عن الدراسة في سن مبكرة رغم النتائج الجيدة التي يتحصلون عليها في كل سنة بشهادة أوليائهم وبعض الأساتذة الذين تحدثوا إلينا، إضافة إلى الالتحاق المتأخر لبعض التلاميذ بمقاعد الدراسة في الفترة الصباحية في غالب الأحيان، ما أدخلهم في مشاكل يومية مع الإدارة، إضافة إلى كل هذا، فقد أعرب أولياء التلاميذ عن مخاوفهم من تعرض التلاميذ لاعتداءات على مستوى الطريق الرابط بين القرية والبلدية وتعرض البنات المزاولات لدراساتهن بالطور الثانوي والإكمالي إلى مضايقات ومعاكسات من طرف بعض الشباب المنحرفين، خاصة في الفترة المسائية على وجه الخصوص، كما طالب ممثلو السكان في ذات السياق ببناء مدرسة ابتدائية بالقرية متسائلين في نفس الوقت عن سبب حرمانهم من المشروع رغم وجود وعاء عقاري يسمح بتجسيد الابتدائية، إضافة إلى استفادة قرى مجاورة تتوفر على النقل الحضري ما يسهل تنقل التلاميذ نحو البلدية، كما أشار السكان إلى أنه ورغم المراسلات العديدة إلا أن ذلك لم يلق أذانا صاغية من طرف السلطات المحلية…
غياب ملعب جواري ومواهب رياضية ضائعة
وفي إطار آخر، يعاني شباب القرية من غياب المرافق الجوارية كدار للشباب أو مركز للتسلية أو ملعب جواري يمكن لهم أن يقضوا فيه وقت الفراغ الذي أصبح من مميزات يومياتهم، حيث سلب منهم الملعب الجواري الوحيد المتواجد بأعالي القرية خلال الأعوام القليلة الماضية بعد أن كان شباب القرية يلجأون إليه لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية، التي من شأنها الترويح عن النفس، ما جعل شباب القرية يشعرون بالإقصاء والتهميش من طرف السلطات الوصية التي لم تفكر في مصير مئات الشباب الذين يمارسون كرة القدم وطرح البديل بتهيئة ملعب آخر رغم وجود عدة أرضيات تسمح بذلك…
ورغم المواهب التي تزخر بها القرية إلا أنها تبقى عرضة للإهمال واللامبالاة خاصة فيما يتعلق بكرة القدم، حيث أشار محدثونا إلى أن بعض اللاعبين يمكن لهم أن يدعموا الفرق المحلية، مؤكدين في سياق آخر أنهم يضطرون إلى إجراء دورات في كرة القدم على أرضية ترابية وانتظار فصل الصيف وانتهاء موسم الحصاد لاستغلالها بعد أن تستعمل في زراعة الحبوب.
مفرغات عشوائية والقرية غارقة في الظلام
وفي إطار آخر، تعرف القرية انتشارا واسعا للمفرغات العشوائية والفضلات على أطراف ومداخل القرية، الأمر الذي يعرض حياتهم للإصابة بمختلف الأمراض، حيث قال السكان إن هذه المفرغات كانت دوما محل صراع ومناوشات بين السكان، خاصة بعد رفض البلدية التكفل بنقل الفضلات والقمامة إلى مركز الردم التقني المتواجد ببلدية قورصو، إضافة إلى رفض البلدية تهيئة مفرغة لرمي الفضلات بالقرية، وفي إطار آخر تفتقر القرية إلى الإنارة العمومية، ما حولها إلى المكان المفضل للمنحرفين للقيام بأفعالهم، وهي الاعتداءات والسرقة للحصول على ما يريدون… حيث استغرب جميع من قابلناهم من الأسباب الحقيقية لحرمانهم من الإنارة رغم استفادة القرى المجاورة منها، ورغم المراسلات العديدة والمتكررة التي قامت بها جمعية القرية إلى السلطات المحلية التي وعدتهم -حسب تصريح السكان- بتجسيدها السنة الفارطة، غير أنه لا حياة لمن تنادي…