اختارت عالم البراءة وكلها عزم على تقديم رسالة نبيلة صادقة، صنعت لنفسها عالما بلا حدود، تفجر فيه طاقتها الملونة بالفن والإبداع الذي يشبه كثيرا فستانها الذي يميزها عن باقي زملائها، فأصبحت المهرجة “سيما” صانعة البهجة ومحبوبة الأطفال، كلماتها وحركاتها التي ترسم عروضها أينما حطت الرحال، كانت بمثابة التأشيرة التي ساعدتها على الولوج إلى قلوب براعمنا، فهي تؤمن بأن كل طفل يحتاج أن يضحك…
وأكدت الفنانة أسماء مروشي والملقبة بـ “سيما” ابنة بلدية شعبة العامر بولاية بومرداس في لقاء جمعها بـ “الموعد اليومي”، شغفها بفن التهريج وبدايتها والعراقيل التي صادفتها وطموحها في مجال أصبح للأسف في الآونة الأخيرة يعاني من بعض الظواهر التي يجب إعادة النظر فيها بكل جدية على المدى القريب.
وأضافت وهي تستعرض بدايتها في هذا المجال، أن طموحها لدخول عالم المسرح كان منذ طفولتها بدءا بشغفها بالكتابة بما فيها الشعر وتأليف القصص منذ الصغر، عشقت التنشيط فأصبحت منشطة في المخيمات الصيفية وبعد حصولها على شهادة البكالوريا عام 2012 انتقلت إلى دراسة اللغة الأمازيغية في جامعة مولود معمري بتيزي وزو، هنا بدأت بوادر موهبتها ترى النور من الشغف إلى الممارسة على الخشبة، حيث أكسبها التنشيط خبرة في التواصل مع الناس وخاصة الأطفال، كانت لها تجربة كمرشدة سياحية مع أطفال المدارس. وأثمر بعدها لقاؤها مع المهرج زعطوش من ولاية سطيف بولوج عالم فن التهريج، فقدمت بعدها العديد من العروض التي تعتمد فيها على تقديم رسالة تربوية هادفة، تمزج فيها بين الفكاهة وتلقين الأطفال بطريقتها المميزة، إذ تحاكي الأطفال الذين تعودوا عليها وأصبحت محبوبة براعم ولاية بومرداس بفضل موهبتها التي جمعت فيها بين الكوميديا ومعالجة مواضيع ذات مغزى بإدخال البسمة لكل العائلة.
فمزاولتها لمهنة التدريس كأستاذة لغة أمازيغية في متوسطة سي رشيد بولاية بومرداس لم تمنعها من مواصلة رحلتها الإبداعية، إذ صنعت لنفسها بصمة خاصة جعلت العائلات تطلبها لإحياء حفلات أعياد ميلاد أطفالهم، فضلا عن الفقرات المتنوعة التي تنشطها في مختلف المناسبات على مستوى المدارس والفضاءات الترفيهية. کما عبرت لنا عن أسفها مما يتعرض له هذا المجال من الدخلاء الذين يركضون وراء الربح السريع على حساب البراءة التي أصبح يُغامر بها من خلال بعض الجهات سامحهم الله التي تقوم بجلب هؤلاء المهرجين الذين يقدمون عروضا تطغى عليها أغاني الراي وكلمات ساقطة مع موسيقى صاخبة، والخطير أن بعض المهرجين يقومون حتى بشتم الأطفال بكلمات غير لائقة قد تسبب لهم أزمات نفسية.
ودعت “سيما” صانعة البسمة إلی ضرورة تخصيص مدارس أكاديمية لتأطير هذا الفن التربوي الذي قد يساهم في نمو شخصية أطفالنا بطريقة سوية، لأن المهرج ليس دوره إضحاك الطفل فقط، بل تقديم فكرة قد تعود بالإيجاب في مشوارهم التربوي والثقافي وحتى الاجتماعي على المدى البعيد.
ولم تخف سيما العراقيل التي صادفتها في ممارسة نشاطها بدءا بالمادة الأولية التي يستعين بها المهرج كالماكياج وحتى الإكسسوارات واللباس.
وفي هذا الصدد، أكدت محدثتنا أن في بدايتها لما اختارت لباسها الذي يعتبر بصمتها طيلة مشوارها، هناك من تجرأ على تقليدها ناهيك عن بعض الدخلاء الذين يريدون الاستحواذ على هذا المجال.
وخلصت إلى أن شغفها بفن التهريج أعمق لأنها مؤمنة بقدراتها وبالعالم الذي اختارته، عالم الطفل الذي إذا عبر عن حبه للمهرج، فهو صادق.
حاء \ ع




