المهرجان الوطني لموسيقى الحوزي.. رحلة ميراث وتراث

المهرجان الوطني لموسيقى الحوزي.. رحلة ميراث وتراث

أُسدل الستار، بقصر الثقافة “عبد الكريم دالي” لتلمسان، على الطبعة الـ13 للمهرجان الثقافي الوطني لموسيقى الحوزي التي شارك فيها أزيد من 150 فنانا يمثلون مدارس مختلفة في هذا الطابع الموسيقي من عدة ولايات.

وجرت التظاهرة تحت شعار “رحلة ميراث وتراث” وتمت إقامة معرضين فنيين وهما معرض النوبة الأندلسية ومعرض تاريخ الموسيقى الأندلسية للمدارس الثلاثة تلمسان والجزائر وقسنطينة بحضور السلطات الولائية مع تقديم وصلات ومعزوفات موسيقية في طابع الحوزي لجمعية نادي الشبيبة الجزائرية ( La SLAM).

وينتمي طابع الحوزي للموسيقى العربية الأندلسية وتعتبر تلمسان من أول المدارس التي تأسست بالجزائر للحفاظ على هذا الموروث الثقافي والفني النفيس، حيث تبنت المدرسة الغرناطية التلمسانية للموسيقى الأندلسية هذا الفن واهتمت به وبوصوله إلى العالم وتعتبر المهد الذي اشتهر فيه الحوزي منذ القرن الـ 15 وكانت بمثابة المنارة التي انبثقت منها النهضة التي عرفها فن الحوزي في شمال إفريقيا خصوصا مع السعيد عبد الرحمن المنداسي وأحمد بن تريكي ومحمد بن مسايب، ومازالت تلمسان معقل العديد من الفنانين الذين ساهموا في الحفاظ على أصالة هذا الفن وفي انفتاحه على الحداثة”. وتهدف وزارة الثقافة والفنون من خلال هذا المهرجان إلى تحقيق الاستمرارية والاحتفاء بهذا النوع المتميز من موسيقانا، وقد جمع ذاكرة تزخر بعبق الزمن الجميل وبصمات الآباء والأجداد وتؤهله ليدخل مسارا جديدا ويؤسس لمقاربته الخاصة في هذا المجال”. كما سخرت الدولة إمكانيات كبيرة من خلال مقاربة واضحة ومنهجية ناجعة، والتي من شأنها تثمين وترقية معالم هويتنا الثقافية والفنية، ومن خلال المهرجانات المرسمة التي وصل عددها إلى 200 مهرجان ثقافي، خصص منها 6 مهرجانات للموسيقى الكلاسيكية الجزائرية التي تهتم بالموسيقى الأندلسية والحوزي والمالوف والصنعة والعروبي. فالمقاربة المعتمدة اليوم تتجه أكثر نحو لاحترافية والتميز وتحقيق الرقي قصد المساهمة في دفع وتيرة التنمية الاقتصادية الوطنية عن طريق التأسيس لاقتصاد ثقافي متميز وقائم بذاته”. ويعتبر هذا المهرجان فضاء للفنانين والمبدعين والدارسين للفن والثقافة الجزائرية، وهو فرصتنا لتدوين هذا التراث والحفاظ عليه وتحيينه والمجتمع المدني والفاعلين الثقافيين مدعوين للمساهمة لإنجاح الفعل والمبادرة الثقافية والترويج لها من جهة والمحافظة على الموروث الثقافي من جهة أخرى. كما يعتبر هذا الإرث الموسيقي أحد الأرصدة الموسيقية الفنية المتميزة في الجزائر وتمت المحافظة عليه من طرف الجمعيات الموسيقية ومن طرف أعلام هذا الطابع الموسيقي الذين سجلوا أنفسهم أمثال المنداسي وبن تريكي وبن مسايب وبن سهلة وقدور بن عاشور الزرهوني وغوتي بوعلي والعربي بن صاري والحاج بوبكر بن زرقة والشيخ محمد بجاوي شاوش والشيخ احمد ملوك وغيرهم.

للإشارة، يرتقب تنظيم، على هامش هذه الفعاليات، ندوات ومحاضرات بعنوان “الحوزي أسفار وأوتار” وأبواب مفتوحة على الجمعيات الموسيقية الأندلسية قصد التعريف بالجمعيات المحلية وفتح باب الانخراط للأطفال، علاوة على أقسام لتعليم الآلات الموسيقية (Master Class) وورشة العود والكمان والنص والشعر.

وبرمجت ضمن هذه الطبعة سهرات فنية موسيقية في الحوزي عبر عدد من بلديات الولاية، استنادا لمحافظ المهرجان أمين بودفلة. وتهدف هذه الطبعة إلى تسليط الضوء على ما شكله هذا الفن في خلق جسور ثقافية ساهمت في التأصيل لأحد أهم الفنون الموسيقية ضمن ما تزخر به الهوية الثقافية من فنون وابداعات متميزة أصبحت جزء من الذاكرة الفنية الجزائرية، إلى جانب التعريف بالمدارس الفنية الثلاث التي تتقن هذا النوع الموسيقي وهي مدرسة “الصنعة” بالجزائر العاصمة ومدرسة “المالوف” بقسنطينة ومدرسة “الغرناطي” بتلمسان، كما جرى شرحه.

 

ق/ث