يعد المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي الذي تحتضنه مدينة باتنة منذ 4 نوفمبر وإلى غاية التاسع من الشهر الجاري، موعدا للإبداع وفضاء لترقية المسرح الناطق بالأمازيغية، حسب ما أكده لـ “وأج” فنانون وممارسون لأب الفنون.
فقد دأب المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي منذ انطلاقه في سنة 2009 على فسح المجال أمام كل ممارسي المسرح سواء كانوا هواة أم محترفين، لتقديم أعمالهم بمختلف متغيرات الأمازيغية بكل ما تنطوي عليه من عادات وتقاليد وموروث ثقافي، وفق هؤلاء الفنانين.
وأضافوا أنه يعد فرصة من شأنها تمكين المتلقي من عشاق الفن الرابع من التعرف على الزخم الثقافي الذي تزخر به الجزائر، ومن ثم الترويج له بما يخدم الثقافة والسياحة الداخلية وكذا التنمية.
وبالنسبة لرئيس جمعية “ماشاهو أفرحونن” من ولاية تيزي وزو وزين رحموني، فإن المهرجان قد أعطى دفعا قويا للمسرح الناطق بالأمازيغية ووسع دائرة المهتمين به، كما أنعش في هذا السياق الإنتاج الفني وشجع الممارسين على التنافس من أجل تقديم الأحسن.
وتكتسي التظاهرة أهميتها، وفق السيد رحموني، من اعتمادها على مختلف المتغيرات الأمازيغية في العروض المقدمة بكل ما تحمله من ثراء وتنوع لغوي ونصوص ذات جماليات فنية مستمدة من التراث الثقافي لكل منطقة.
من جهته، يرى الفنان والممثل المسرحي سيف الإسلام تولميت من ولاية باتنة أن المهرجان عمل على تقريب الجمهور الواسع من الركح.
أما الفنان سعيد حمدوش من جمعية “ثاغرما” من أقبو بولاية بجاية، فأشار إلى الأجواء البهيجة التي يوفرها هذا الفضاء الفني لممارسي المسرح من ممثلين ومخرجين وكتاب سيناريو للتقارب وتبادل الخبرات كل في مجاله بما يسمح بتقديم الأفضل من سنة إلى أخرى.
وعلى الرغم من غيابها في الطبعة الـ 12 لنقص في ميزانية المهرجان حسب المنظمين، فإن رئيس فرقة “إيمولا” للمسرح من جمعية تاغيت نازجر من ولاية جانت رؤوف العيد، قد أثنى على الدور الذي لعبته ورشات التكوين التي اعتمد عليها المهرجان منذ طبعته الأولى في إعداد وصقل مواهب عناصر عدة فرق هاوية.
ولم يخف محافظ المهرجان سليم سهالي أن من بين أهداف هذه التظاهرة الثقافية هو استحداث على الأقل لغة معيارية على الخشبة تلتقي فيها المتغيرات الأمازيغية المختلفة، إلى جانب ترقية الفعل الثقافي الناطق بالأمازيغية.
ق/ث