تأتي نسخة العام الجاري من مناسبة “اليوم العالمي للأرصاد الجوية” التي تصادف 23 مارس في وقت يشهد العالم تغيرات متسارعة في الخارطة المناخية، تبعتها زيادة درجات الحرارة في بعض المناطق، مع هبوط كبير في معدل البرودة في مناطق أخرى خلال السنوات الماضية.
الرؤية المذكورة سلفاً أثبتتها آخر تحديثات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التي أعلنتها في 26 فيفري الماضي عبر موقعها الرسمي، حيث توقعت المنظمة أن يشهد العالم في غضون الثلاثة أشهر المقبلة ظاهرة “النينيو”، التي تنجم عن تأثير تغيّر الحرارة في أحد المحيطات على أحوال الطقس بمناطق أخرى بعيدة، نظراً إلى بلوغ درجات الحرارة مستويات أقل من الظاهرة بقليل في الجزء الاستوائي من المحيط الهادي في جانفي، وأوائل فيفري الماضي، مقروناً بظهور معالم جوية تشبه أنماط ظاهرة “النينيو” في أواخر شهر ديسمبر.
عام أكثر حرارة
مدير فرع التنبؤ بالمناخ والتكيف معه في منظمة الأرصاد ماكس ديلي، توقّع أنّ يكون العام الجاري أكثر حرارة من الأربعة أعوام السابقة قائلاً: “منظمة الأرصاد أكدت أخيراً أن الأعوام 2015، و2016، و2017، و2018 هي أحر أعوام مسجلة في التاريخ البشري، إلا أن حدوث ظاهرة (النينيو)، ولو بأوضاع ضعيفة، ربما يجعل العام 2019 أكثر حرارة من العام الماضي”، نسبة للتأثيرات التي يمكن أن تلحقها الظاهرة بأنماط المناخ في أجزاء واسعة من العالم، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي الاستعداد لمواجهة المخاطر المرتبطة بهذه الظاهرة مثل الأمطار الغزيرة والفيضانات وحالات الجفاف.
توعية وتثقيف
تنوّعت مظاهر الاحتفال باليوم العالمي للأرصاد الجوية على منصات التواصل الاجتماعي، وانتهزت بعض الصفحات المتخصصة المناسبة لتقديم نصائح توعوية تدعو إلى مساهمة جميع الأفراد، والبلدان في الحفاظ على البيئة واستدامتها بما يحفظ حقوق الأجيال القادمة، بينما اكتفت منصات أخرى بالتعريف بالمناسبة وأهميتها، وقدّمت جرعات تثقيفية عن التطوّر الذي طرأ في علم الفلك منذ قديم الزمان حتى العصر الحديث. غير أنّ الناشط عزيز جودة احتفل بالمناسبة على طريقته، إذ نشر قائمة ضمت المصطلحات المرتبطة بالطقس والمناخ ومعانيها، وأصولها العلمية.
عمل المركز الوطني للأرصاد الجوية
يقوم المركز الوطني للأرصاد الجوية بمجهودات كبيرة من أجل متابعة تطورات أحوال الطقس، و إيصال آخر الأخبار للمواطنين، من خلال النشرات الجوية خاصة حينما يكون الوضع خطيرا، حيث يتعامل المركز بحذر شديد و سرعة كبيرة للإطلاع على أحدث التغيرات في الطقس وتنبيه المواطنين، وفي هذا الخصوص قالت هوارية بن ركتة مهندسة دولة في الأرصاد الجوية ومكلفة بالإعلام في مركز التنبؤ، بأن النشرات الخاصة تختلف حسب طبيعة الإضطراب الجوي، حيث هناك حالات تكون فيها الوضعية الجوية متوقعة 48 ساعة من قبل، وكل التنبؤات التي يقوم بها المركز هي نتاج معلومات تصل من مختلف مصالح الأرصاد الجوية العالمية وحتى المحلية، وعلى ضوئها يقوم المركز بإعداد النشرية الخاصة، و أضافت بأنه لا يمكن إعطاء نشرة خاصة قبل 48 ساعة، لأن الجو يتغير باستمرار كل ست ساعات، وبالتالي لا يمكن التنبؤ بالتدقيق بما سيحدث قبل 48 ساعة، كما أن مدة صلاحية النشرة الخاصة قد تمتد إلى أربعة أيام، وكل تنبؤ يفوق 5 أيام لا يكون دقيقا وذا مصداقية كبيرة، وقالت المتحدثة إن وزارة الداخلية والجماعات المحلية تأتي على رأس المصالح والمؤسسات التي تصلها النشرية الخاصة للأحوال الجوية، حيث تكون على علم بكل الظروف الجوية التي يتوقع حدوثها، بالإضافة إلى مصالح الحماية المدنية، المديرية العامة للأمن الوطني، الدرك الوطني، وكالة الأنباء الجزائرية والتلفزيون، فكل هذه الهيئات لها الأولوية في إخطارها بالوضعية الجوية التي تتضمنها النشرية الخاصة بالإضافة للمطارات الدولية والموانئ، كما يعمل المرصد الوطني للأرصاد الجوية على إعلام بعض المؤسسات الأخرى عن طريق وسائل الإتصال مثل الفاكس، الأنترنت كمؤسسة توزيع المياه، الديوان الوطني لتهيئة الطرقات و شركة سونلغاز.
المركز عضو في لجنة تسيير الكوارث
في بداية الألفية الجديدة استحدثت لجنة ممثلة في اللجنة الوطنية لتسيير الكوارث، حيث أنشئت في أعقاب الإجراءات والإصلاحات التي تلت كارثة فيضانات باب الوادي سنة 2001، وتضم هذه اللجنة المركز الوطني للأرصاد الجوية الذي يكون على اتصال دائم بها، حيث تباشر نشاطها وتكثفه عندما تصدر نشرات جوية خاصة، و عندما يتعلق الأمر بالقضايا والزلازل وكذا المناطق التي تعزلها الثلوج.
ويستعمل المركز الوطني للأرصاد الجوية أجهزة وأدوات وتقنيات عديدة من أجل القيام بمهامه، و هي وسائل عمل جد متطورة ومسايرة لما يوجد في بلدان أخرى كفرنسا، المغرب، وتونس و يدخل ذلك في إطار تسهيل عملية تبادل المعلومات في الرصد الجوي.
المركز الوطني لحسابات الأرصاد الجوية
أُنجز مركز الحسابات التابع للديوان الوطني للأرصاد الجوية من أجل القيام بحسابات الأرصاد الجوية بالجزائر العاصمة، وهذا في إطار برنامج لتطوير الإمكانات العلمية والتقنية لخدمة الأرصاد الجوية، وتم دعم هذا المركز بأحدث التجهيزات في مجال الإعلام الآلي، بهدف الوصول إلى المستوى النوعي المطلوب في الخدمة العمومية، حيث سيساهم في تطوير وتدعيم القدرات الرقمية في مجال الأرصاد الجوية.
وعن محطات الديوان الوطني للأرصاد الجوية، فهو يحصي حاليا 77 محطة رصد جوي في المناطق المنخفضة، و 12 محطة أخرى في المرتفعات، و3 هياكل متخصصة في الأبحاث و الأرصاد الجوية بتيارت وقصر الشلالة وتمنراست، بالإضافة إلى 5 رادارات للأرصاد الجوية و 400 مركز لمراقبة الطقس، لتوفير معطيات حول حالة الطقس بانتظام لمختلف القطاعات الإقتصادية ومعاهد البحث و الجامعات، وفي إطار مكافحة الجراد يحصي الديوان الوطني للأرصاد الجوية مركزا جهويا لمراقبة الأرصاد الجوية بتمنراست، و40 محطة للمراقبة على مستوى هذه الولاية الجنوبية، بالإضافة إلى 80 محطة أخرى منتشرة عبر الإقليم الوطني.
ل.ب