في دردشة قصيرة جمعتنا بالمنشد حسان دحمان المعروف بأعماله الفنية الملتزمة، تحدث فيها عن وضع الفنان في الجزائر خاصة عندما يمر بظروف صعبة، حيث قال: الفنان في الجزائر إذا صادف مشكلا أو تعرض لظرف صعب في حياته سواء مهنيا أو صحيا، أكيد لا يلقى اليد مبسوطة ولا يلقى من يخرجه من أزمته خاصة ذلك الذي لا يملك مصدر رزق آخر غير الفن، وبصراحة الفنان الجزائري يبقى التهميش يلاحقه مع مرور الزمن، وهو ليس وليد الصدفة بل منذ زمن بعيد، كما يعاني من اللامبالاة، ولو كان الفنانون الذين سبقونا لهذا الميدان يلقون الاهتمام، لوجدت الأجيال التي أتت من بعده الدعم والاهتمام، لكن للأسف، يقول حسان دحمان، الفنان يبقى هو والنسيان رمزا واحدا، فكم من فنان صنع مجدا وتاريخا فنيا مشرفا لبلده بالداخل والخارج وحصد ألقابا وتتويجات ومثّل بلده أحسن تمثيل في دول أخرى، لكن للأسف الجزائر لم تقدم شيئا ولو رمزيا لهذا الفنان، فالتهميش هاجس يعيشه أغلب الفنانين في الجزائر، وتصبح حالتهم أكثر سوءا عندما يكون هناك ظرفا خاصا في الجزائر. وعدم الاهتمام بالفنان يتحمله المسؤولون على القطاع الثقافي ومن أوكلت لهم مهمة خدمة هذه الفئة في المجتمع الجزائري والسهر على تحسين ظروفها، لكن عندنا في الجزائر يحدث العكس تماما، ولذا نجد بعض الدول العربية والأجنبية تهتم بالفنان وتعطيه حقه وتصنع له رمز التميز وتاج العطاء وهي من تصنع الفنان وتضعه في قائمة تسمى واجهة المجتمع التي تصنع أفراحه وتخفف ضيقه، لكن هنا في الجزائر يموت الفنان من تهميشه وعدم الاهتمام به، وهذه المعاملة السلبية ليست وليدة الصدفة بل منذ زمن طويل وهو يعامل بنفس الطريقة ولاشيء تغير رغم تعاقب المسؤولين على القطاع الثقافي.
وختم محدثنا قائلا: لابد من العمل على تنظيم بيت الفن في الجزائر والاهتمام بالفنان الذي يقدم فنا هادفا ويعمل بطريقة احترافية ويشرف بلده بالداخل والخارج ويرفع راية الجزائر عاليا في مختلف المحافل خاصة عندما يمر بظروف صعبة من مختلف النواحي. ومن المؤسف جدا أن يستمر تهميش الفنان الجزائري وعدم الاهتمام بظروفه ووضعه الحالك لفترة أطول، ولابد من وضع خطة عمل مدروسة ومحكمة تعيد للفنان قيمته وتعطيه حقه .
كلمته: حورية/ ق