معرض الإنتاج الجزائري هو حدث سنوي يشهد إقبالًا كبيرًا من الزوار المحليين والدوليين، حيث يُعتبر فرصة هامة لعرض الإنجازات التي حققتها الجزائر في مختلف القطاعات الإنتاجية.
هذا العام، ومن خلال حضور العديد من الشركات والمصانع الجزائرية، تبرز بوضوح النقلة النوعية التي شهدها المنتوج الجزائري في السنوات الأخيرة، هذه الزيادة الملحوظة في الجودة والتنوع تعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة الجزائرية والقطاع الخاص لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية. واحدة من أبرز المجالات التي شهدت تقدمًا كبيرًا هي الصناعات المحلية. في هذا المعرض، يمكن للزوار الاطلاع على مجموعة واسعة من المنتجات المصنعة في الجزائر، بدءًا من المنتجات الغذائية، مرورًا بالصناعات الإلكترونية، وصولًا إلى السيارات والمعدات الثقيلة. على وجه الخصوص، يمكن ملاحظة التطور الكبير في صناعة السيارات المحلية، حيث أصبحت الجزائر قادرة على إنتاج موديلات متنوعة من السيارات، سواء للاستخدام الشخصي أو التجاري. العديد من الشركات المحلية مثل “سوفاك” و”هيونداي الجزائر” تقدم سيارات ذات مواصفات عالية، مما يقلل من الاعتماد على الواردات ويعزز الصناعة المحلية. المنتوج الزراعي الجزائري أيضًا، شهد تقدمًا ملموسًا في الآونة الأخيرة. المعرض يعكس قدرة الجزائر على زيادة إنتاجها الزراعي وتقليل الاعتماد على استيراد المنتجات الغذائية. من أبرز هذه المنتجات، الحبوب، الخضروات، والفواكه، حيث استطاعت البلاد تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الزراعية. كما تبرز المنتجات الزراعية المحلية مثل زيت الزيتون، التمور، ومنتجات الألبان في المعرض كدليل على تحسين الجودة وزيادة الإنتاجية. ومن المجالات التي تميزت أيضًا في المعرض هو القطاع التكنولوجي. حيث أصبح المنتوج الجزائري في مجال البرمجيات والاتصالات أكثر تطورًا، ويعكس تطور الابتكار المحلي. العديد من الشركات الجزائرية عرضت حلولًا تكنولوجية جديدة في مجالات البرمجة، تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات. كما أُقيمت عدة شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا، مما يعكس التحول الرقمي الذي تشهده البلاد. الجزائر تسير نحو تطوير بنية تحتية رقمية تمكنها من التنافس على الصعيد العالمي. كما يلعب معرض الإنتاج الجزائري، دورًا محوريًا في الترويج للمنتوج المحلي سواء على مستوى السوق المحلي أو العالمي. حيث يُتيح للمنتجين فرصة عرض منتجاتهم أمام الجمهور المحلي والدولي، وبالتالي فتح أسواق جديدة وتوسيع قاعدة العملاء. يعزز المعرض من صورة الجزائر كمركز صناعي رائد في المنطقة، ويحفز الشركات والمصانع على تطوير منتجاتها بشكل مستمر. كما يساهم في خلق فرص عمل جديدة، ويشجع على الاستثمار في القطاعات المنتجة. ما يجعل المنتوج الجزائري يشهد تقدمًا ملحوظًا في مختلف القطاعات، وهو ما يعكس نجاح السياسات الوطنية التي تهدف إلى تعزيز الصناعات المحلية وزيادة قدرة الجزائر على تلبية احتياجاتها الداخلية. كما أن المعرض يعد فرصة لتسليط الضوء على هذه الإنجازات، ويؤكد على قدرة الجزائر على تقديم منتجات ذات جودة عالية يمكنها منافسة المنتجات العالمية.
إيمان عبروس
