الممثل يزيد صحراوي لـ “الموعد اليومي”: “فخامة الشعب” مسرحية جديدة عن الحراك الشعبي قريبا على ركح المسارح

الممثل يزيد صحراوي لـ “الموعد اليومي”: “فخامة الشعب” مسرحية جديدة عن الحراك الشعبي قريبا على ركح المسارح

كثيرة هي الأعمال الفنية التي أُنجزت عن الحراك الشعبي من أغانٍ وقصائد شعرية…. وجاء هذه المرة دور أبي الفنون، حيث كتب المسرحي يزيد صحراوي نصا مسرحيا عن الحراك الشعبي حوله إلى عمل مسرحي عنونه بـ “فخامة الشعب ينتظر”. فعن هذا العمل المسرحي الجديد، تحدث يزيد صحراوي لـ “الموعد اليومي”…

 

– حدّثنا عن العمل المسرحي الجديد الذي كتبت نصه وأنت بصدد تحضيره لعرضه قريبا على الركح؟

* تم كتابة النص في بداية الحراك أي في 23 فيفري بعدما تبلورت الفكرة في ذهني ….. هي قصة شيخ عاش وقت الثورة ومنخرط في الحزب القديم بعفوية ككل الآباء… زوجته متوفية له بنت واحدة جامعية بطالة… مخطوبة من شاب صحفي… يشاهد عمي الطيب الحراك في التلفزة ولا تعجبه طريقة خروج الشعب وذلك خوفا من العنف…. يأتي صهره الصحافي الذي ضرب موعدا لخطيبته للخروج يوم الجمعة للمشاركة في المسيرة السلمية…. هنا يبدأ الصراع بين الأب والصحافي… أما البنت جميلة تبقى في حيرة من أمرها…. هو صراع أجيال… هذا العرض هوّ هدية مني كفنان للشعب الجزائري الذي أعطى درسا للعالم في السلمية. العرض هو ثلاثي… الأب، البنت وخطيبها، يشارك في هذا العمل المسرحي الجديد كل من دايخة يسرى، شعبان محمد عزيز وأنا.

 

– لو لم يكن الحراك الشعبي، هل كنت ستكتب هذا النص؟

* لا. طبعا… الفكرة مأخوذة من الحراك، فهي مشتقة من الواقع… أما القصة فهي خيالية أقصد شخصيات العرض.. اخترت الأب الكبير في السن الذي يرمز للتاريخ وابنته الشابة مع خطيبها الذي يرمز للجيل الجديد الذي كسر حاجز الخوف بالخروج للشارع، العرض هو تشريح لواقع نعيشه كشعب.

 

– ألا ترى أننا نتحمّل جزء كبيرا مما يحدث لنا كمواطنين جراء سكوتنا على الوضع طيلة السنوات السابقة؟

* لا نتحمّل الجزء الكبير لكن نتحمل نسبة منه، كوننا نحن كشعب كنا في سبات عميق وهذا راجع لعدة أسباب.. المواطن البسيط لم يكن له الوقت للتفكير في التغيير أو بناء وطن جديد وهذا راجع لخبث النظام الذي جعل المواطن منهمكا بهمومه اليومية الصعبة والمثقلة بوضعية عيش مزرية…. إنها سياسة “جوع كلبك يتبعك”، ولكن مع مرور الوقت، كلّ الخطط والسياسات المتعفنة أصبحت لا تنفع مع مواطن أصبح لا يؤمن بنظام اسمه السلطة، ففقد الثقة وملّ من العيش في نفق مظلم. يجب أن نعترف أن من حرّك هذا الشعب هو جيل من الشباب الواعي وبعفوية ولم يكن النظام الحاكم مؤمنا أن كلمة الحراك ستنجح أو حتى أنه كان يظن أن الشعب سيقوم بمسيرة تكون فيها فوضى وتخريب وتكسير وهمجية… لكن حساباته كانت خاطئة حيث برهن الشباب عن نضج ووعي لا مثيل لهما بداية من 22 فيفري، واختلطت كل الأوراق و ذابت كل الأفكار والحسابات التي درسها النظام لينفذ خطته، والدليل أنهم قاموا بعدة محاولات للمناورة وحاولوا ربح الوقت… لكن الشعب انتصر بتوحده وسلميته للمطالبة بتغيير جذري.. أكيد أنه أمر مستحيل تحقيقه في ظرف زمني قصير، لهذا تدخل الجيش…

 

– والحراك الخاص بالفنانين ماذا تقول عنه؟

* صراحة بالنسبة لي… لا حدث. أنا واحد من هذا الشعب ومع حراك الشعب لا يمكن أن نسمي ما قام به الفنانون حراكا، فهم أصلا مبعثرون وليس لهم نقابة أو قبعة أو حتى جمعية وطنية يتكلمون تحت شرعيتها، فكيف نقول حراك الفنانين…. حراك الصحفيين نعم… حراك المحامين نعم… حراك القضاة نعم… الطلبة… نعم… الأطباء نعم …أما الفنانين للأسف هذه حقيقة والتاريخ لا يرحم… نعم هناك محاولات لكن لا حدث.

أذكرّك أنه في شهر جانفي قمت بنشر فكرة تأسيس جمعية وطنية للفنانين عبر صفحتي لكن لم أتلق الدعم الفعلي إلا من بعض الأصدقاء والمشروع جاهز بملف  مدروس.. مبادرة قمت بها وتعلمين أني من الناس الذين يقولون الحقيقة لكن لا حياة لمن تنادي.

 

– هل توافقني إن قلت لك أن الثقة لم تعد موجودة لدى هؤلاء في مثل هذه الجمعيات، فكيف يقبلون دعمك لإنشائها؟

* المهم أنا أقدم ما يمليه عليّ ضميري وأشارك بطريقتي بعرض مسرحية تتحدث عن الحراك مع أنني أعلم أن هناك الكثير من الفنانين لم يعجبهم عملي، لكن أنا مقتنع بما أقوم به، ومن واجبي أن أقدم للجمهور رسالتي بطريقتي الفنية، أما الباقي لا يهم.

نعم.. أوافقك الثقة لم تعد موجودة لأننا بكل بساطة طغت علينا الأنانية ولا نبحث عن الحلول المنهجية لنرتقي بالفن، بل معظمهم يبحثون عن أشياء أخرى للأسف.

 

– ما رأيك في الأعمال الفنية المختلفة التي أُنجزت عن الحراك؟

* جميل بالنسبة لي كل الأعمال تستحق التشجيع مهما كان نوعها… وتحية لكل فنان قدّم شيئا ولو بسيطا لأن نجاح الثقافة بصفة عامة ونجاح الفنان هوّ في تنوع الأعمال والجمهور هو الذي يقيم بتذوقه كلّ عمل… تحية لكل فنان قدم عملا من أجل الوطن

والشعب.

حاورته: حورية/ ق