الممثل والكاتب فتحي كافي يتأسف للخلافات التي تنخر الساحة الفنية

الممثل والكاتب فتحي كافي يتأسف للخلافات التي تنخر الساحة الفنية

شدد الممثل والكاتب المسرحي فتحي كافي على أنّ خصوصية وهوية المسرح الجزائري مستمدة من الفنون الشعبية، داعياً كتّاب المسرح للعودة إلى الأدب الجزائري، كاشفا في هذا السياق عن مشروع لاقتباس رواية “اللاز” للطاهر وطار وتجسيدها على الركح.

لدى حلوله ضيفاً على برنامج “مسميات”، عاد كافي إلى بداياته مع الكتابة المسرحية، حيث انتقل من التمثيل إلى الكتابة بعد تجربة “عزيزي طرزان” التي اقتبسها عن الكاتب التركي الشهير عزيز نسين، مروراً بمسرحية “كارت بوستال” التي حقّقت نجاحاً كبيراً، وفازت بعدة جوائز.

وكشف كافي عن اعتكافه على اقتباس رواية “اللاز” للطاهر وطار لتحويلها إلى عمل مسرحي، مؤكداً صعوبة هذا العمل واختلاف السياقات، ونوّه إلى أنه يعمل على أن يبقى وفياً لأفكار الطاهر وطار في هذا الاقتباس.

ودعا ضيف الملتيميديا إلى العودة للفنون الشعبية باعتبارها رافداً هاماً للمسرح، مضيفاً أنها هي ما يصنع الخصوصية والمحلية ويعطي طابعاً جزائرياً خالصاً.

وتأسف المتحدث ذاته للخلافات التي تنخر الساحة الفنية، واستمرار غياب تنظيم نقابي يدافع عن الفنانين.

ويقول فتحي كافي إن “عزيزي طرزان” هي أول تجربة كتابية له وهو يعتز بهذه التجربة التي أحدثت تغييرا في مساره المسرحي كممثل وكاتب، فهي شهادة ميلاد للكاتب المسرحي، فهذا النص تحصل على الجائزة الكبرى للأيام المسرحية المغاربية بمشاركة ممثلين مسرحيين من تونس والمغرب، ورغم هذا فالنص بالنسبة للكاتب فتحي كافي لم يأخذ حقه كنص إبداعي وباختصار كل النصوص تقريبا لم تأخذ حقها في الفعاليات والمهرجانات في المجال المسرحي الجزائري بما فيها هارمونكا، القرص الأصفر، كارت بوستال، رغم شهادة المختصين بروعة النصوص.

وأوضح كافي “رغم اتجاهي إلى الكتابة، يبقى التمثيل بالنسبة لي أجمل مهنة لأنها تسمح للفنان بأن يعيش مرات عديدة لتقمصه العديد من الشخصيات ويغوص فيها والممثل الجيد هو الممثل الصادق. وأنا كل ما تتاح لي فرصة التمثيل أحصل على متعة كبيرة”.

وأضاف بأن الممثل القوة بالنسبة إليه هو الراحل حسن الحساني لأنه استطاع أن يعكس شخصية الرجل الريفي بامتياز. وتابع قائلا: “التمثيل الحقيقي يمنحك فرصة اكتشاف الذات وعوالم أخرى لا تتاح للإنسان العادي، وهذا يتطلب شجاعة وجرأة

والانسان الذي يفقد الأنا، أي التواضع يفقد معها مساحات كبيرة وجميلة، ويبدو أن بيئتي الصوفية لعبت دورا في هذا المجال وأنا وفيّ لبيئتي”.

ووصف كافي تجربة كتابة نص “كارت بوستال” بالتجربة الرائعة لأنها سمحت له بأن يعمل مع فريق مسرحي متكامل والسينوغراف الكبير حمزة جاب الله والمخرج قادة شلبي، وهي تجربة كللت بجوائز شرفت الفن الرابع الجزائري، وبالتالي تبقى محطة اكتشف فيها نفسه أكثر على حد تعبيره.

وتحدث الأستاذ فتحي عن وجود أزمة إنتاج وليس أزمة نص مسرحي وقال موضحا: “صحيح أن المنظومة الثقافية للأسف فشلت أين نجحت تجارب أخرى، لم نستثمر في الكتابة التي كانت آخر همنا واهتمامنا بدليل أن أجر الكاتب يبقى جد هزيل مقارنة بالمهن الأخرى ولم ننتبه إلى هذا الأمر سوى مؤخرا، وهناك مشكلة أخرى تتمثل في عدم اهتمامنا بالأدب الجزائري”.

الصادق /ب