جسد خلال مساره الفني العديد من الأدوار والشخصيات المتنوعة، واستطاع أن يفرض تواجده بها على الساحة الفنية وما زال يواصل المشوار بالمشاركة في أعمال فنية آخرها سلسلة “عاشور العاشر” في جزئها
الثاني، وقد حقق بدوره نجاحا كبيرا وأبدع في تقديمه.
إنه الممثل المخضرم مدني نعمون مؤدي شخصية “برهان” الذي خص “الموعد اليومي” بهذا الحوار الذي تطرق فيه إلى مشاركته في “عاشور العاشر” و”ابن باديس” رمضان الماضي، وأمور فنية أخرى.
س: بعدما كانت إطلالتك التلفزيونية في السنوات السابقة في عدة أعمال متنوعة ومختلفة الطرح، اقتصرت في الفترة الأخيرة على المشاركة الوحيدة في “عاشور العاشر” لماذا؟
ج: حرصي شديد على الظهور في أعمال تليق بالجمهور، وأفضل المشاركة في عمل واحد جيد بدل المشاركة في أعمال كثيرة دون المستوى و”عاشور العاشر” بحد ذاته عمل فني كبير تطلب وقتا كبيرا لتصويره، لذا اكتفيت بهذا العمل واعتذرت عن أعمال أخرى.
س: نال الجزء الثاني من “عاشور العاشر” النجاح والإقبال لدى المشاهد وكانت هناك عدة طلبات لإنجاز الجزء الثالث، ما قولك وهل أنت مستعد لتجسيد نفس الشخصية في نفس العمل أم ترغب في أن تشارك في عمل فني آخر؟
ج: أكيد لو كان هناك جزء ثالث من “عاشور العاشر” سأكون من المشاركين فيه بنفس الشخصية طبعا، لأن الجمهور ألفني في نفس الشخصية، فلا يمكن استبدالها بأخرى في نفس العمل ولا مانع إن اقترحت علي شخصية فنية أخرى في عمل فني آخر.
س: أعمال فنية كثيرة بُثت على مختلف القنوات التلفزيونية الجزائرية تعرضت لانتقادات سلبية، ما رأيك في هذا الموضوع وهل تؤيد هذا الرأي أم تخالفه دفاعا عن مهنتك؟
ج: صحيح أن هناك أعمالا فنية كثيرة لم ترق إلى المستوى المطلوب ولقت انتقادات كثيرة، ويؤسفني أن أقول إنه وفي الأربع سنوات الأخيرة انتشرت ظاهرة التكرار والإعادة وتشابه كبير في طرح المواضيع، وبدوري أرفض الظهور في أعمال رديئة وغير محترمة لا تناسبني.
س: نفهم من هذا أنك رفضت أعمالا كثيرة اقترحت عليك بسبب محتواها؟
ج: هذا صحيح لأنني أرفض الأدوار التي لا يمكنني مشاهدتها رفقة أفراد عائلتي سويا وما لا أرضاه لعائلتي لا أرضاه لجمهوري، وأنا أعتز بكل الشخصيات التي جسدتها لحد الآن، وما زلت أطمح لتقديم شخصيات تشرف مساري الفني.
س: وما رأيك في مستوى الأعمال الفنية التي أنجزت مؤخرا وأغلبها أنتجت من طرف جيل لا يملك الخبرة الكبيرة في الميدان؟
ج: في كثير من الأحيان الموهبة والإبداع يلعبان دورا كبيرا في إنجاح العمل الفني دون النظر إلى من أنجز هذا العمل. فجعفر قاسم مثلا من المبدعين الكبار والأكفاء رغم أنه لا يملك تجربة كبيرة في الميدان، وهناك آخرون لهم تجربة تفوق 30 سنة، لكن إنتاجاتهم ذات مستوى ضعيف. وعلى العموم هناك إنتاجات فنية قدمت للجمهور خلال السنوات الأخيرة لا بأس بها وتستحق التشجيع، وهناك أخرى للأسف بعيدة كل البعد عن الفن ولا بد أن نحارب أصحاب هذه الأعمال الرديئة.
س: نظرة الناس للفن تغيرت كثيرا مقارنة بالزمن الماضي، حيث الآن العائلات الجزائرية تشجع أبناءها على دخول الفن، ما رأيك؟
ج: هذا صحيح لأن العائلات الجزائرية حاليا تيقنت أن الفن رسالة نبيلة.
س: هل تتابع الأعمال الفنية التي تشارك فيها؟
ج: أكيد أتابعها خاصة إذا أعيد بثها، لأنه وفي غالب الأحيان عند البث الأول للأعمال التي أشارك فيها في أوقات لا تناسبني ولا أتمكن من مشاهدتها وبعد إعادتها أتمكن من ذلك.
س: هل تنتقد أدوارك بعد مشاهدتها؟
ج: بطبيعة الحال، ولهذا الغرض أيضا أرغب في متابعة أعمالي الفنية حتى يتسنى لي تقييم أدواري وطريقة أدائي لأتمكن مستقبلا من تفادي أخطائي.
س: وهل صحيح أن اختيار الممثل المبدع يساهم في إنجاح العمل وتحقيقه نسبة مشاهدة كبيرة؟
ج: الإبداع في كل المجالات يساهم في وصول العمل إلى الناس. والفنان المبدع له دور كبير يلعبه في إيصال رسالة العمل للجمهور عكس إذا ما كان الممثل دخيلا على الفن، وما أكثرهم في زمننا، سيؤثر على نجاح العمل وإيصاله إلى الجمهور.
س: وما السبيل للقضاء على هذه الظاهرة السلبية؟
ج: هذا دور المسؤولين عن القطاع الثقافي في بلادنا، فعليهم أن يتحركوا لتطهير الساحة الفنية من الدخلاء.
حاورته: حورية/ق