الممثل الفلسطيني أحمد طوباسي: المسرح مقاومة أيضاً

الممثل الفلسطيني أحمد طوباسي: المسرح مقاومة أيضاً

 

“يسمع الجمهور صوتاً فلسطينياً، هذا فعل مقاومة قوي”، يقول الممثل الفلسطيني أحمد طوباسي الذي يريد من خلال مسرحيته “وهنا أنا” أن يؤكد أن “الفلسطينيين ما زالوا موجودين، وهم موجودون أيضا كفنانين”.

وتروي المسرحية التي ألّفها الكاتب العراقي حسن عبد الرازق على شكل عرض منفرد (مونودراما)، على مدى ثمانين دقيقة حياة طوباسي، من ولادته في مخيم للاجئين في الضفة الغربية إلى انخراطه في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي في شبابه، ثم أسره لمدة أربع سنوات، وانتقاله عند الإفراج عنه إلى العمل المسرحي في “مسرح الحرية” في مخيم جنين، حتى اغتيال مدير الفرقة ومرشده في هذا المسار جوليانو مير، خميس عام 2011.

وقال الممثل البالغ 39 عاماً الذي عايش الانتفاضتين، الأولى (طفلاً) بين 1987 و1993، والثانية بين 2000 و2005، متحدثاً لوكالة الأنباء الفرنسية، إن المسرحية تروي “قصة حقيقية تتحدث عن أمور ملموسة وأوضاع تشرح ما يعني لفتى فلسطيني أن يشبّ”.

واعتقل طوباسي عام 2002 بعدما فشل- على حد قوله- في إلقاء متفجرة على آلية عسكرية إسرائيلية، ثم تخلى لاحقاً عن حمل السلاح، واختار “الكفاح من خلال المسرح والفن وتنفيس العنف”. إذ أدرك فيما كان معتقلاً في سجن كتسيعوت “إلى أي مدى يمكن أن يكون المسرح مفيداً”.

كان يقلّد أمام المعتقلين الآخرين شخصية من مسلسل تلفزيوني شهير، وما زال يذكر البلبلة التي كانت تسيطر- على حد قوله- على السلطات الإسرائيلية عند بث مقاطع فيديو يظهر فيها على خشبة المسرح. يقول في المقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية: “كان هذا انتصاراً، وكنت أريد تكراره”.

وقدم طوباسي المسرحية لأول مرة عام 2016، وهي باللغتين العربية والإنجليزية مع ترجمة فرنسية، وعرضت حتى الآن في إنجلترا وفرنسا. وعرضت هذا الأسبوع في ليون وسط شرق فرنسا، في إطار مهرجان “سانس إنتردي” Sens Interdit المسرحي المعروف باستضافته أعمالاً ملتزمة. وأرجئ عرضها في شوازي لو روا في ضاحية باريس غداة بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الجاري والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ق\ث