كانت لها أعمال كثيرة في السابق سواء في المسرح أو الدراما التلفزيونية، لكنها لم تلفت انتباه المشاهدين بالقدر الكافي مثل ما حدث معها هذا العام في مسلسل “أولاد الحلال” بإبداعها وأدائها الرائع لشخصية “ريم”.
إنها الممثلة مريم عمير التي تحدثت لـ “الموعد اليومي” عن نجاح دورها في “أولاد الحلال” وعن مسارها الفني وعن يومياتها في رمضان وأمور أخرى تتابعون تفاصيلها في هذا الحوار.
– ما هي أبرز الأعمال الفنية التي شاركت فيها لحد الآن؟
* من أبرز الأعمال الفنية التي شاركت فيها أذكر “بوضو”، الجزء الأول من “الخاوة”، “الطابلة” ليحيى مزاحم وهذا العام “أولاد الحلال”، وهناك عدة أعمال أخرى كانت لي بها أدوار ثانوية إلى جانب تجربتي في المسرح.
أما بخصوص الأعمال السينمائية، فنحن لا نملك الثقافة الكافية في السينما، حيث لا تبث على قنوات التلفزيون حتى يتسنى للجميع متابعتها خاصة من لا يذهبون إلى قاعات السينما، ولذا نكتفي بالمشاركة بها في المهرجانات.
– لقد لفتت انتباه الجمهور بدورك في “أولاد الحلال” خاصة اللقطة التي تشاجرت فيها مع علي، كيف تعاملت مع تفاعل الناس مع دورك؟
“أولاد الحلال” من أهم أعمالي وأفتخر به كثيرا ولي الشرف أني تعاملت مع كبار الأسماء الفنية عندنا، وكان لي الشرف أيضا أنني تعاملت مع المخرج العبقري نصر الدين سهيلي كونه متمكن في مجال تخصصه ومعرفته الدقيقة للميدان. وعن شخصية “ريم” التي جسدتها في “أولاد الحلال” فقد تعبت كثيرا من أجل إخراج الكآبة التي كانت بداخلها، حيث أن هذه الأخيرة (ريم) فتاة مراهقة عمرها 16 سنة، تعاني من الفقر وهو واقع تعيشه العديد من الفتيات وقد أحببت هذه الشخصية كثيرا وأبدعت فيها وخرجت عن واقعي ودخلت في الشخصية مباشرة وعشتها بأحاسيسي وحتى في عائلتي أصبحوا ينادونني باسم “ريم” بدل اسمي الحقيقي.
أحببت كثيرا شخصية ريم وأقدرها لأنها عانت كثيرا في حياتها وبالرغم من صغر سنها إلا أنها كانت تتخذ مواقف صارمة وجدية في حياتها.. ورغم صعوبة ظروفها فضّلت أن تعمل خادمة في البيوت بدل اتباع طريق غير سوي.. ورغم أنها في مرحلة المراهقة إلا أنها كانت ذكية في تسيير حياتها وكان مشهد تشاجري مع الفنان عبد العزيز بوكروني قويا لفت أنظار المشاهدين ونال إعجابهم وحتى اللقطة مع والدتي في المسلسل وقد بذلت قصارى جهدي لأظهر في المستوى وأعطي الدور حقه، وحسب الأصداء التي وصلتني من هنا وهناك، فإن الجمهور راض إلى أبعد حد على دور “ريم” في “أولاد الحلال”.
وأشكر بالمناسبة الجمهور الذي تجاوب مع شخصية “ريم” خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا أشعرني بتقدير الجمهور للفنان المبدع. لا أخفي عليك أنني تلقيت العديد من الرسائل القصيرة من الجمهور يعبرون لي عن إعجابهم بأدائي وأيضا عندما التقيه (الجمهور) في الشارع يشكرني ويحضنوني وأحيطك علما أنه لما عرضت هذه الحلقة كنت خارج الوطن وبالضبط في المغرب، ووجدت الاعجاب بالدور من الجمهور المغربي أيضا وهذا دليل على أن “أولاد الحلال” كان متابعا حتى من خارج الوطن ونال إعجاب الكثيرين وحتى الفنانين المغاربة أثنوا على أدائي للدور، وأكد لي البعض منهم رغبتهم في أن تكون هناك أعمال فنية مشتركة بين الجزائر والمغرب ويكون لهم نصيب فيها، وحقا إن الدراما الجزائرية خلال هذا العام قفزت قفزة نوعية وأكيد ما هو قادم أفضل.
– هل دورك في “أولاد الحلال” اُقترح عليك مباشرة أم تم اختيارك عن طريق الكاستينغ؟
* اتصل بي كل من مسؤول الفرقة التقنية والمكلف بالكاستينغ والمدير الفني مباشرة لتجسيد هذه الشخصية رغم أن أغلبهم تونسيون لا يعرفونني، لكنهم اطلعوا على أعمالي وعرفوا أنني ممثلة مسرحية، فاقترحوا علي الدور وبدوري قبلته لأن السيناريو أعجبني خاصة دور “ريم” الذي اُقترح علي وهكذا كان توزيع الدور.
– هل كنت تنتظرين حصد “أولاد الحلال” لهذا النجاح؟
* كنا ننتظر هذا النجاح لأن العمل من حيث فريق الممثلين والجانب التقني والفني كان في المستوى.
– هل ترين أن الدراما الجزائرية حقا قفزت قفزة نوعية ويمكنها أن تنافس الدراما العربية؟
* بالتأكيد، هذا العام كان لنا الشرف أن يكون “أولاد الحلال” من إنجاز الجزائر، وقد وصل نجاح العمل إلى أبعد الحدود خاصة في البلدان العربية، وعند زيارتي للمغرب وتونس لمست متابعة الجمهور للعمل الفني الجزائري وإعجابهم به، وهذا يدفعنا للعمل أكثر في المستقبل وتقديم الأفضل دائما للجمهور.
– كيف وجدت العمل مع فريق الممثلين في “أولاد الحلال”؟
* العمل مع زملاء العمل كان باحترافية كبيرة ومن كل النواحي، وكان انسجام كبير بيننا وتمنيت لو طال الوقت أكثر مع هذا الفريق الرائع.
– ما هو العمل الفني الذي ترينه يستحق جائزة أحسن عمل لرمضان 2019؟
* بدون مجاملة وبكل افتخار وموضوعية وشفافية، مسلسل “أولاد الحلال” يستحق لقب أحسن مسلسل درامي لرمضان 2019، رغم وجود أعمال فنية أخرى في القمة برمجت خلال الشهر الفضيل، لكن “أولاد الحلال” رأيت أنه الأفضل لأنه يعكس الواقع الجزائري، كما أن هناك أعمالا فنية أخرى كانت في المستوى لاسيما من الناحية التقنية وأيضا مشاركة أسماء فنية كبيرة منهم نبيل عسلي في “مشاعر” الذي أبدع في أداء دوره، وهذا الفنان أحترمه كثيرا، لكن “أولاد الحلال” ينقل الواقع الجزائري. وبصراحة أنا أشجع مثل هذه الأعمال الفنية وأتمنى أن تنجز أعمال أخرى تتناول نفس المواضيع التي تتطرق إلى واقعنا بسلبياته وإيجابياته.
وأيضا كون الدراما هي مرآة عاكسة للمجتمع، خاصة وأن بثها عبر التلفزيون يسمح لكل الناس بمتابعتها على عكس المسرح ورغم أنه ينقل الواقع المعيشي للجزائريين لكن غير متابع من طرف الجميع، ولذا فأنا أشجع مثل هذه الأعمال الفنية ذات الهدف الواضح، وهذه السنة ومع جودة الأعمال الفنية الدرامية التي عرضت عبر مختلف القنوات التلفزيونية، تعتبر بمثابة الانطلاقة الإيجابية للأعمال الدرامية ذات المستوى الرفيع.
– ماذا عن يومياتك خلال رمضان؟
* يومياتي في رمضان لا تختلف كثيرا عن باقي أيام السنة، فأنا أنهض باكرا كعادتي، وبما أنني بيولوجية فأقضي وقتي في المخبر وبما أنني أحضّر لشهادة الدكتوراه تخصص “بيولوجيا بحرية” فأنا لا أمارس مهنتي حاليا لكن عند عودتي من المخبر إلى البيت أدخل المطبخ لأساعد أمي، خاصة وأنها من العاصمة وأبي من وهران، فهي تريد أن تحافظ على بعض التقاليد العاصمية في مجال الطبخ.
– ما هو طبقك المفضل في رمضان؟
* عن طبقي المفضل في رمضان، أشير إلى أن مائدة رمضان بالنسبة لنا فيها مزيج من الأطباق بما فيها الأطباق المغربية باعتبار أن جدتي مغربية منها طاجين اللحم أو الطنجية أو الزيتون وكل أنواع السلطات وأحب التنويع في ديكور الأطباق وأحرص على أن يكون منظر الطبق شهيا.
– كيف كان رد فعل عائلتك بعد دخولك عالم الفن؟
* أهلي شجعوني على ممارسة الفن وهم من أدخلوني للمسرح، ويساندونني باستمرار.
حاورتها: حورية/ ق