تحظى الممثلة بهية راشدي بشعبية كبيرة وحب جماهيري منقطع النظير، وهذا من خلال الأدوار المختلفة التي جسدتها في عدة أعمال سينمائية ودرامية تلفزيونية، منها الفيلم السينمائي “الأندلسي” الذي جسدت فيه دور البطولة.
“الموعد اليومي” انتهزت فرصة تواجدها في قاعة ابن خلدون أثناء عرض الفيلم السينمائي “الأندلسي” لمحمد شويخ في إطار البرنامج الذي سطرته الشبكة الجزائرية لمهنيات السينما والتلفزيون وأجرت معها هذا الحوار.
* وجهت عدة انتقادات لفيلم “الأندلسي” كونه قدم باللغة العربية الفصحى، ما تعقيبك؟
** هذا الأمر عادي جدا لأننا لم نعوّد الجمهور على تقديم أعمالنا السينمائية بالعربية الفصحى، وهذا ما جعل البعض يرفض تقديم العمل السينمائي بلغة الضاد، رغم أنها لغتنا الوطنية والرسمية وتعبر عن هويتنا. وكان من المفروض وبدل أن نقدم انتقادات سلبية أن نشجع المبادرة ونحيي صاحبها لتكون فاتحة خير على أعمال أخرى في هذا المجال، لأن مثل هذه المبادرات قليلة جدا في بلادنا وهي مبادرة جريئة. ولا يجب أن نتأسف على توظيف اللغة العربية الفصحى في الأعمال السينمائية لأنها تأخذ بعدا عالميا. ففيلم “الرسالة” مثلا قدم بالعربية الفصحى ونال شهرة كبيرة وكان بإمكان المخرج أن يقدمه باللهجتين المصرية والسورية.
* الجمهور الجزائري يشجع الأعمال الفنية المنتجة في مختلف الدول العربية التي تكون بالعربية الفصحى، لكنه ينتقد ذلك عندما تكون الأعمال جزائرية. أليس كذلك؟
** هذا صحيح، لكن لما يتعود الجمهور على مثل هذه الأعمال الجزائرية بالعربية الفصحى سيشجعها. وفي صالحنا يجب أن نتطور من هذه الناحية حتى نتمكن من المشاركة في المهرجانات الدولية الخاصة بالسينما. وبسبب اللهجة المستعملة في أعمالنا السينمائية في كثير من الأحيان، الجزائر تغيب عن المشاركة في هذه المهرجانات، وهذا يعد عائقا أيضا حرمنا من التعريف بأعمالنا الجزائرية رغم جودتها في العالم، على عكس الأجانب الذين يجتهدون من أجل الترويج لأعمالهم السينمائية.
* تجربتك في مجال تقديم الأعمال الفنية بالعربية الفصحى خاصة في الدراما التلفزيونية معتبرة. كيف تقيمينها؟
** حقا لدي العديد من المشاركات في الأعمال التلفزيونية التاريخية التي كانت بالعربية الفصحى. ولاقت استحسان الجمهور ولا أتردد في قبول مثل هذه الأعمال لما يُقترح علي المشاركة فيها.
* لاحظنا في السنوات الأخيرة غيابك عن الأعمال الدرامية التلفزيونية خاصة التي تبث خلال الشهر الفضيل. ما السبب؟
** فعلا، خلال الثلاث سنوات الأخيرة لم أشارك في الأعمال الدرامية التلفزيونية كما كنت في السابق. والسبب الرئيسي يكمن في أن الأعمال الدرامية التي ينتجها التلفزيون الجزائري قلت بسبب الأزمة المالية التي يتخبط فيها هذا الأخير وأيضا لسياسة التقشف التي تتبعها الحكومة منذ 2014، و هي سياسة دفعت بالعديد من المؤسسات إلى تقليص ميزانيتها والتقليل من إنتاجاتها بما فيها مؤسسة التلفزيون العمومي. وأنا دائما أنتظر العروض الجيدة وبودي المشاركة على الأقل في عمل واحد خلال رمضان. وأنا أفضل دائما التعامل مع المخرجين الذين تركوا بصمتهم في الساحة الفنية ويحرصون على إنتاج أعمال في القمة وخاصة من حيث المحتوى.
* تقصدين أن قبولك لأي عمل مرتبط بقيمة المخرج وقوة السيناريو؟
** ليس هذا المقصود، لأنني أفضل أن يكون العمل جيدا، فالنوعية أسبق عندي من الكمية. ولابد أن أدرس العمل من مختلف جوانبه والتفاهم مع المخرج حول مختلف النقاط يأتي بعد ذلك.
* ما رأيك في نجاح مسلسل “الخاوة” في جزئه الأول الذي عرض في رمضان الفارط؟
** هي قفزة نوعية عرفتها الدراما الجزائرية ونتمنى أن تتكرر مع منتجين ومخرجين آخرين.
* وما رأيك في استغناء مخرج “الخاوة” في جزئه الثاني عن العديد من الوجوه التي شاركت في الجزء الأول رغم نجاحها؟
** أتمنى ألا يكون إبعاد هؤلاء لأسباب مادية.
* لماذا لم تعودي للتقديم التلفزيوني ولم يعد برنامجك “جزائريات” على قناة “الجزائرية وان” خاصة مع التغيير الذي عرفته هذه الأخيرة؟
** الجمهور في كل مرة ألتقي به يطرح علي نفس السؤال. وحبذا لو يجيب عنه مدير هذه القناة لأنني بصراحة لا أملك الإجابة.