لتصحيح الموقف الإسباني الداعم للاستعمار المغربي للصحراء الغربية

الملك الإسباني يتخلى عن بيدرو سانتشيز ويستنجد برئيس الحزب الشعبي

الملك الإسباني يتخلى عن بيدرو سانتشيز ويستنجد برئيس الحزب الشعبي

اقترح ملك إسبانيا، فيليبي السادس، الأربعاء، ترشيح رئيس الحزب الشعبي، ألبرتو نونيز فيخو، لرئاسة الحكومة خلفا عكس ما حاولت صحف المخزن الترويج له بتوجه رئيس الحكومة المنتهية ولايته، بيدرو سانتشيز، نحو عهدة جديدة على رأس الهيئة التنفيذية في إسبانيا ويهدف الملك من وراء هذا القرار إلى تصحيح الموقف الإسباني الداعم للاستعمار المغربي للصحراء الغربية.

وتم اتخاذ هذا القرار، الذي أعلنته رئيسة مجلس النواب الإسباني، فرانشينا أرمينغول، في تصريح مؤسساتي بعد اجتماعها مع الملك فيليبي السادس، بعد يومين من المشاورات التي أجراها العاهل الإسباني مع زعماء سبعة أحزاب سياسية ممثلة في مجلس النواب ووفقا للمادة 99 من الدستور الإسباني، بعد الانتخابات العامة، يقترح الملك بعد التشاور مع الممثلين المعينين من قبل المجموعات السياسية ذات التمثيل البرلماني، ومن خلال رئيس مجلس النواب، مرشحا لرئاسة الحكومة. وبرر الديوان الملكي في بيان له، هذه الخطوة، بأن الحزب الشعبي هو التشكيل السياسي الذي حصّل أكبر عدد من المقاع في البرلمان، مذكرا بأن هذه الممارسة باتت عرفا بحسب الدستور الحالي ورحب فيخو بقرار الملك الإسباني، وجاء في منشور له على تويتر سابقاأشكر جلالة الملك على قراره سنمنح فرصة لأكثر من 11 مليون مواطن يريدون التغيير. وأشارت رئيسة مجلس النواب، إلى أنها ستتواصل مع فيخو في الساعات المقبلة بغية تحديد موعد لجلسة تصويت على توليه رئاسة الحكومة، وللفوز من الدورة الأولى يتعين على فيخو نيل الغالبية المطلقة أي الحصول على أصوات 176 نائباً (من أصل 350 نائباً)، أما في الدورة الثانية فتكفي الغالبية البسيطة. ويرى الكثير من الملاحظين الدوليين، وصول الحزب الشعبي لرئاسة الحكومة الإسبانية سيكون ضربة موجعة للمخزن المغربي، الذي استغل ضعف رئيس الحزب الاشتراكي بيدرو سانتشيز لتحقيق الكثير من الأطماع التي لم يكن يحلم بها من قبل، ورغم أن الكثير من المتابعين برروا انبطاح سانتشيز أمام محمد السادس، بأنه كان ضحية التجسس الذي سلط عليه عن طريق “بيغاسوس” وبالتالي أصبح محل ابتزاز من المغاربة، إلا أن ذلك لم يشفع له أمام الشعب الإسباني الذي قرر إسقاطه في أول انتخابات تشريعية، ليراهن على حزب الشعب، الذي كان من أشرس المهاجمين لسياسة سانتشيز، وخاصة تمرده على الموقف التاريخي للمملكة الإسبانية بخصوص الصحراء الغربية، وهو كلف إسبانيا عقوبات قاسية من الجزائر، ولهذا أكد الحزب الشعبي أكثر من مرة أنّه ينوي استعادة العلاقات مع الجزائر، وكان زعيم الحزب ألبرتو فيخو، قد صرح في مناسبات عديدة طيلة الحملة الانتخابية الأخيرة، أنه ينوي إيجاد توازن في العلاقات الخارجية لإسبانيا مع الجزائر والمغرب ويدرك زعيم الحزب الشعبي أن الأمر يمر أساسا من خلال سحب الدعم لمبدأ الحكم الذاتي في الصحراء الغربية. وفي المقابل، مسايرة مساعي منظمة الأمم المتحدة.

دريس.م