الملايين منهم نزلوا إلى الشارع في الجمعة الرابعة على التوالي… الجزائريون يرفضون التمديد ويطالبون بالتغيير… “لا أمريكا لا باريس… الشعب يعين الرئيس”

الملايين منهم نزلوا إلى الشارع في الجمعة الرابعة على التوالي… الجزائريون يرفضون التمديد ويطالبون بالتغيير…    “لا أمريكا لا باريس… الشعب يعين الرئيس”

الجزائر- شهدت الجزائر،  الجمعة 15 مارس، مسيرات سلمية بالعاصمة ومختلف ربوع الوطن هي الرابعة منذ بداية الحراك الشعبي للمطالبة بالتغيير الجذري دون أي تمديد للرئيس بوتفليقة.

مثل الجمعة الفارطة، لم ينتظر الجزائريون انتهاء صلاة الجمعة ليزحفوا إلى الشوارع والساحات العمومية بالآلاف منذ الساعات الأولى، ففي الجزائر العاصمة، وعلى الرغم من أن وسائل النقل العمومية كانت خارج الخدمة، إلا أن ذلك لم يمنع آلاف الشباب والشابات وحتى الأطفال والشيوخ من التوجه سيرا نحو وسط العاصمة، وبمجرد انتهاء صلاة الجمعة انضم اليهم مئات الآلاف من العاصميين للتأكيد على أن قرارات الرئيس بوتفليقة الأخيرة غير كافية.

ولم يتم تسجيل أي احتكاكات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي أخلت الطرق والساحات العمومية عكس المرات السابقة تاركة المجال للمسيرات السلمية انطلاقا من بلوزداد مروراً بساحة أول ماي، حيث اجتمع الآلاف هناك متجهين نحو البريد المركزي مرورا عبر شارع حسيبة بن بوعلي في سيول بشرية حملت كل أطياف المجتمع، في حين عرفت ساحة البريد المركزي اكتظاظا لم تعرفه من قبل حيث تجمعت الآلاف من العائلات في صورة جد راقية ضمت الجميع حيث سار الجميع تاركين اختلافاتهم الإيديولوجية وانتماءاتهم السياسية.

وإلى جانب الرايات الوطنية التي رفعهوها عاليا ردد المتظاهرون النشيد الوطني وبعض الأناشيد الأخرى، وساروا إلى غاية قصر الشعب، حيث وجدوا قوات مكافحة الشغب التي منعتهم من الاقتراب أكثر من مقر رئاسة الجمهورية، حيث استخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق جموع المتظاهرين.

وإضافة إلى العاصمة، عرفت الجزائر من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، مسيرات سلمية شهدت حضورا مكثفا لكامل أطياف المجتمع الجزائري، حيث خرج الجزائريون في وهران، تلمسان، سيدي بلعباس، مستغانم، عنابة، سكيكدة، قسنطينة، ورقلة، غرداية وفي جميع أنحاء الوطن بصوت واحد وبشعار التغيير الشامل والإصلاحات الحقيقية.

وصنع جموع المتظاهرين أروع صور التحضر والسلمية رافعين شعارات تطالب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالعدول عن تمديد عهدته الرئاسية الحالية، مع التغيير الجذري والاستماع إلى صوت الشعب، كما شددوا على ضرورة أن تبقى المسيرات مسيرات الشعب رافضين أن تركبها أحزاب المعارضة من أجل تحقيق مكاسب شخصية.

كما رد المتظاهرون على محاولات بعض الدول الأجنبية مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية التي حاولت – مثلما ردد المتظاهرون – حشر نفسها في أمور لا تعنيها، محاولة هي الأخرى ركوب موجة الحراك الشعبي، حيث رفعوا شعارات مثل “لا للتدخل الأجنبي… أمور عائلية” و “لا أمريكا لا باريس… الشعب من يعيّن الرئيس”.

م/ع