الملاعب الجزائرية تتحول إلى صداع للدبلوماسية الجزائرية… مسؤولون يعتذرون والجزائر تحتوي الأزمة مع “العراق”

elmaouid

الجزائر -احتوت الجزائر أزمة ديبلوماسية مع العراق بإدانة الفعل الجماهيري الذي وقع في مباراة لكرة القدم، بين فريقي “اتحاد العاصمة” و”القوة الجوية” العراقي، من خلال تصريحات وزير الشباب والرياضة وكذا اللجنة

الأولمبية.

أكد محمد حطاب، وزير الشباب والرياضة، أن علاقة الأخوة بين العراق والجزائر أكبر من أن تعكرها أمور جانبية، مشيدا بتصرف لاعبي اتحاد العاصمة، مضيفا أن “الحالة المعزولة لا يمكن أن تؤثر على سمعة أهل الجزائر المعروف بكرمه، ولا يمكن أيضا أن تؤثر على العلاقة مع إخوتنا، ولقد سمعتم مداخلات لاعبي اتحاد العاصمة الذين هم بنفسهم طالبوا بتفادي هذه الأخطاء”.

وقدم رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى بيراف، اعتذاره للسفير العراقي بالجزائر عما حدث خلال اللقاء الكروي الذي جرى بملعب عمر حمادي بالجزائر العاصمة. وجاء في بيان للهيئة الرياضية أن بيراف أعرب خلال اتصال هاتفي بالسفير العراقي عن تضامن الحركة الرياضية والأولمبية الجزائرية مع الأشقاء العراقيين، متأسفا عما وصفه بـ”التصرف غير اللائق” الذي صدر من بعض الجماهير خلال اللقاء.

يأتي هذا في وقت لم تقدم وزارة الشؤون الخارجية أي تعليق حول الحادثة.

يذكر أن جماهير فريق اتحاد العاصمة الجزائرية، هتفوا “الله أكبر.. صدام حسين” عندما كانت النتيجة تشير إلى تقدم أصحاب الأرض بهدفين، ما أثار غضب الضيوف الذين قرروا الانسحاب من المباراة التي تجري في إطار البطولة العربية، وأعلنوا أنهم محاصرون في الملعب.

وتوجه السفير العراقي بالجزائر إلى غرف تغيير ملابس الفريق لإقناعهم بالعودة للملعب وإكمال المباراة، لكن دون جدوى.

ثم أعلن العراق استدعاء سفير الجزائر لدى بغداد لإبلاغه برفض واستياء العراق مما حدث بمسؤولية حماية المواطنين العراقيين المتواجدين في الجزائر.

هذا وتحولت الملاعب الجزائرية إلى صداع للدبلوماسية الجزائرية، بسبب جماهير الكرة المستديرة الذين تسببوا في أزمات دبلوماسية مع دول عربية، آخرها مع العراق بسبب هتافات أنصار اتحاد العاصمة.

ولم تمر سوى أشهر قليلة على الأزمة التي تفجرت بين الجزائر والعربية السعودية  بسبب “تيفو” في ملعب عين مليلة، اعتبرته المملكة مسيئا لها وللمك سلمان.

ودأبت الحكومة على تجاهل تلك الانتقادات والصيحات التي كانت تنطلق من مدرجات ملاعبنا طالما ظل الأمر مقتصرا على انتقاد الحكومة والسلطة ولم يتجاوز هذا الحد. وكثيرا ما ردد الأنصار أغان سياسية، ونال الوزير الأول أحمد أويحيي خلال نهائي كأس الجمهورية الأخير نصيبه من تلك العبارات، ولكنها تجاوزت في الفترة الأخيرة النطاق المحلي وتسببت في أزمات دبلوماسية

مع بعض الدول العربية.

وقبل ثلاث سنوات تسببت هتافات ممجدة للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي رددها الأنصار، خلال المباراة التي جمعت المنتخبين الجزائري والليبي، في حدوث أزمة بين البلدين مباشرة بعد نهاية اللقاء، حيث قامت مجموعة من الجماهير الليبية بمحاصرة السفارة الجزائرية بطرابلس، وقاموا بإنزال العلم الذي كان يرفرف فوقها وإحراقه في مشهد استعراضي وسط هتافات

عدائية أعادت إلى الأذهان سيناريو الأزمة الكروية مع مصر في نهاية العام 2009.