تملي تحديات العمل الثقافي الفعال الذي ينشد فاعلوه “المؤسسات ” بناءه على مقاربة اقتصادية دينامكية التوجه الى استراتجيات جديدة في نشاط المرافق الثقافية “دور الثقافة , المسارح , المكتبات .دور السينما ..” فهذه المؤسسات الثقافية تتعامل مع حركة ونشاط خارج منظومة الاداء الرسمي ورؤية العمل لدى هذه المؤسسات الثقافية يجب ان ترتكز على هذه الحركة للتواصل مع مشهد ثقافي تحركه جمعيات أو طاقات شابة قد يؤسس ايقاعها لمشهد يجب التعامل معه واثرائه لضمان تواجد المرفق الثقافي وموارده البشرية المؤطرة في النشاط الذي يلبي الاحتياج وقد يحيل الى افاق للاستثمار فيه اقتصاديا حين يتعلق الامر بنشاطات ثقافية يمكن على اساسها استقطاب الجمهور في فنون معنية أو نشاطات وتظاهرات ضمن الفضاءات الثقافية يقدم على اساسها الفاعلون خدمات ثقافية وفنية مقابل اريدات مادية ولو رمزية تنمو معها ثقافة عمل جديدة في المرفق الثقافي والجمهور الذي يتعامل مع القطاع الثقافي ونشاطاته .
هناك العديد من الجمعيات الثقافية التي تشتغل على التكوين والتدريب في فنون متعددة وهذا التكوين يمكن على اساسه تقديم منتج ثقافي ضمن الفضاء الثقافي مقابل اثر مالي مقنن وهنا تتحرك مقاربة عملية اقتصادية يمكن ان تتيح للمؤسسات الثقافية تقديم “الخدمة الثقافية والفنية ” بدل “تنظيم التظاهرة ” دون تحريك لمقاربة ورؤية عمل جديدة يصل فيها المنتوج الثقافي الى النوعية المطلوبة التي ترتكز على الخدمة ذات المردودية .
استغلال الفضاء الثقافي والفني والاستثمار فيه ضمن مقاربة عملية اقتصادية ترتكز على مفهوم “الخدمة الثقافية ” هو اساس المقاربة التي تنشد الوزارة الوصية ” وزارة الثقافة والفنون ” تجسيدها على ارض الواقع ويحتاج هذا المسار الاستراتيجي بإبعاده الهامة الى تحريك موارد بشرية هامة من اطارات بيذاغوجية تنخرط في التحسيس والتوعية بكثافة لهذا التوجه على المستويات المركزية والمحلية وهذا الذي يمكن ان يحقق تحولا ونقلة نوعية لتجسيد المقاربة الاقتصادية في الفعل الثقافي
ان المقاربة الاقتصادية في العمل والنشاط الثقافي هي ابرز التحديات الهامة التي يسعى قطاع الثقافة والفنون الى تجسيدها ضمن تحول بارز للسياسة الثقافية التي ترعاها الدولة الجزائرية واستراتجيات العمل الجديدة الاكثر اقترابا من هذه المقاربة تقوم اساسا على رؤية ابداعية استراتيجية على المدى البعيد وأساس هذه الاستراتجية “المورد البشري والإبداع”.
استاذ بقلم د.محمد مرواني
جامعي في الإعلام والاتصال