المغنون العرب و”روتانا”: الطاعة طريقكم إلى الحفلات

المغنون العرب و”روتانا”: الطاعة طريقكم إلى الحفلات

 

قال مصدر مسؤول في شركة “روتانا” إن العقد الموقع بين الشركة والمغنية اللبنانية نوال الزغبي انتهى قبل أيام. والواضح أن العلاقة أو التعاون بين معظم الفنانين وصلت إلى طريق مسدود.

وسر المحبة القائمة اليوم بين المغنين العرب ومدير الشركة السعودية سالم الهندي هو مجرد حجز مكان للمغنين والمغنيات على خريطة الحفلات في الخليج، بعدما أوكِلَت “روتانا” رسمياً بإمساك كل الفعاليات الفنية والمهرجانات، بدءاً بالرياض، مروراً بدبي والكويت وغيرها من الفعاليات الخليجيَّة.

قبل 14 عاماً، أنشأ سالم الهندي ما يُعرف بـ “روتانا مناسبات”، بعدما تصاعدت تداعيات الأزمة الاقتصاديّة التي ضربت العالم عام 2008، وتوقّف الدعم عن شركة “روتانا”. ولم يكن أمام الشركة إلا تقاسُم عائدات الحفلات مع الفنانين والفنانات المنتسبين إليها. وهم خيّروا يومها إما بالتوقيع على عقد الالتزام (أي مشاركة عائدات الحفلات)، أو مغادرة الشركة، كنوع من الإنذار الإجباري للفنانين وضرورة انتسابهم أو امتثالهم لتولي إدارة وتنظيم أعمالهم وحفلاتهم.

وافق عددٌ من الفنانين على الالتزام بالعقد الجديد، واعتمد سالم الهندي على مجموعةٍ من المتعاونين المخلصين لكسب ثقة المتعهدين بداية والفنانين خصوصاً، لتبدأ “روتانا” من جديد بتحريك عجلة نشاطها وتوفير السيولة المالية اللازمة لاستمرارها.

وسيطرت “روتانا” على نجوم الصف الأول في الخليج جميعاً، ما عدا المغنية البحرينية أحلام التي رفضت من اليوم الأول لإعلان تأسيس “روتانا مناسبات” التوقيع على العقد. وتنامى الخلاف لسنوات بين أحلام وسالم الهندي، وشهد تراشقاً في وسائل الإعلام والصحافة، حتى انتهى قبل سنوات، وعادت العلاقة في تعاون “مواز”، أي بالتنسيق بين “روتانا” وأحلام فيما يتعلق ببعض الحفلات المشتركة التي تجمع فناني الشركة وصاحبة “تدري ليش”.

وأمام المدَّ الخليجي لـ “روتانا”، والسيطرة على سوق المهرجانات في المنطقة، انخفَضَت أسهم المغنين اللبنانيين، وخصوصاً أن وضع المهرجانات والحفلات في لبنان تراجع هو الآخر لكن ذلك لم يوفر حركة بسيطة قام بها الهندي عام 2018 في زيارة إلى بيروت واجتمع مع بعض الفنانين طالباً منهم العودة إلى “بيت الطاعة”، بعدما أبرم الأمير الوليد بن طلال عقداً بينه وبين شركة “ديزر” الفرنسية.

“الصفقة” كانت بمثابة الإنذار الثاني لمغنيي لبنان بضرورة العودة إلى “روتانا”، لأن إنتاجهم الغنائي أصبح في قبضة المنصة الفرنسية.

بداية، رفض البعض “الأمر الروتاني” القائم على حذف إنتاجات موسيقيّة غنائيّة من على المحملات، وهذا ما ألحق خسائر بالنجوم، خصوصًا من ناحية الأرقام التي ارتفعت لسنوات بسبب احتكار “ديزر” لإنتاجات “روتانا” القديمة والجديدة، بحسب ما تنص عليه الصفقة لم تجد “روتانا” معارضة إلا من المغنية إليسا، التي صُدمت وقتها بحذف مجموعة من أغانيها من على منصات عربية، ومنها “أنغامي” وغيرها، وخسارتها الكبيرة لأرقام ومشاهدات واستماع تعدّ بالملايين، لكن إليسا امتثلت مكرهة للواقع الجديد، لتعلن لاحقاً أن تعاونها في الإنتاج مع “روتانا” توقف قبل عام مع صدور آخر ألبوم لها “صاحبة رأي”، موقّع من الشركة السعودية، وأنها ستبدأ هذا العام تجربة الإنتاج بنفسها.

واليوم تخرج نوال الزغبي، وينتصر محور المغنين في الخليج فقط، من ناحية الاستمرار ضمن المشهد الأكثر ربحاً مالياً لجهة العائدات، بعد تنشيط عجلة المهرجانات طوال فترة السنة، خصوصاً داخل المملكة. يبقى أمام المغنين اللبنانيين والمصريين وباقي الدول، تقديم فروض الطاعة لتقرر “روتانا” وقوفهم في مهرجانات جماهيرية في الخليج (السوق الأقوى اليوم) أم لا، وهذا مرهون بالمصلحة المتبادلة بين “روتانا” والفنانين أنفسهم. تضيق الدائرة الغنائية في العالم العربي، وتتجه إلى التسليم جدلاً بأن البقاء هو فعلاً للفنان الأقوى أمام متغيرات وتحولات إنتاجية متسارعة، عن طريق المنصات والمواقع الإلكترونية، والعمل للحاق بالتطور اليومي في العالم.

ق/ث