يتبادل خبراء ومسؤولون في المغرب، الاتهامات بشأن تسيير القطاع الفلاحي، حيث يتعمد المغرب تصدير منتجات فلاحية تستهلك كميات كبيرة من المياه في عز أزمة مياه خانقة إرضاء لرغبات أجنبية.
تغادر المغرب في عز أزمة الجفاف، ملايين الأطنان من أنواع مختلفة من الفواكه صوب دول أوروبية، ما تسبب في جفاف سدود، كما استنزفت مياه جوفية، وأصابع الاتهام تشير إلى سياسة فلاحية أعطت الأولوية لكل ما تطلبه الأسواق الأجنبية. وتتعالى الأصوات، التي تنتقد السياسة الفلاحية التي شهدتها المغرب طيلة السنوات الماضية، حيث قال نجيب أقصبي، الخبير الاقتصادي، أن “المغرب اليوم يصدّر الماء عبر منتجاته الفلاحية، وهو أمر خطير جدا وينهك المخزون من هذا المورد الطبيعي الحيوي، ويكرّس التبعية الاقتصادية”. ونبه أقصبي، إلى أن “أي منتج، سواء الطماطم أو الأفوكادو، مرورا بالبطيخ الأحمر والفراولة، يستهلك كميات مياه غير معقولة، إذ بحساب بسيط فإن استهلاك هكتار من هذه المنتجات يماثل عشر مرات ما تستهلكه مدينة”. كما يواجه قطاع الفلاحة التصديرية في المغرب، أزمة جديدة تسببت فيها احتجاجات الفلاحين التي اجتاحت أوروبا في الأيام الأخيرة. وتحدث خبراء، على أن الأزمة التي تعيش أوروبا على إيقاعها منذ أسابيع سيكون لها انعكاس كبير على واردات تلك الدول من الخضر والفواكه المغربية، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى انخفاض كبير في الكميات المستوردة في غضون الأيام القادمة. وقبل يومين، اعترض مزارعون بمنطقة خيريز الإسبانية، شاحنة مليئة بالطماطم المغربية وقاموا برمي عشرات الصناديق على الأرض وأتلفوا كميات كبيرة منها. وأظهر مقطع فيديو منتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، قيام العديد من المزارعين بإلقاء حمولة شاحنة على طريق سريع، احتجاجا على سياسات الاتحاد الأوروبي. وتواصلت تعبئة المزارعين الأوروبيين، للمطالبة بتحسين دخلهم وحمايتهم من المنتجات القادمة من الخارج، لكن بشكل متفاوت بين الدول، مع خروج تظاهرات في ألمانيا وسويسرا وإيطاليا وإسبانيا.
أ.ر