المغرب يحاول تصدير أزماته باستغلال مغلوط لقرار مجلس الأمن حول الصحراء الغربية..

مسؤول الجاليات الصحراوية بأوروبا محمد لغظف عوة “للموعد اليومي”: جبهة البوليساريو ترحب بكل مسعى سلمي يهدف لاحترم حقوق الصحراويين

مسؤول الجاليات الصحراوية بأوروبا محمد لغظف عوة “للموعد اليومي”: جبهة البوليساريو ترحب بكل مسعى سلمي يهدف لاحترم حقوق الصحراويين
  • الصحراويون لن يفرطوا في حقوقهم سلما أو بالقتال

  • المغرب يتمادى في محاصرة المناطق الصحراوية ما يزيد من معاناة المعتقلين

أكد محمد لغظف عوة، مسؤول الجاليات الصحراوية بأوروبا، أن توضيحات مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس، بشأن مضمون قرار مجلس الأمن، حول الصحراء الغربية، لا تقتصر أهميتها بالرد على خزعبلات المخزن وخطاب ملكه التائه، بل ما يمكن استخلاصه هو أن المسار الذي مر منه القرار، قد بيّنته بجلاء للولايات المتحدة الأمريكية، أن المأزق كان كبيرا عندما حاولت نسف قواعد القانون الدولي، ودخلت في معترك بيني مع كل أعضاء المجلس، وبالمقابل فإن جبهة البوليساريو رحبت بكل مسعى سلمي، على اساس احترم حقوق الصحراويين، وفي ذات الوقت استأنفت الكفاح المسلح منذ سنة 2020، وهذا يفتح أمامها كل الخيارات المشروعة من مفاوضات بدون شروط مسبقة، إلا تقرير المصير كخط أحمر.

وقد عبر محمد لغظف عوة، في حوار “للموعد اليومي”, حول مستجدات القضية الصحراوية، في البداية, عن شكره للجريدة، على غرار كل الوسائط الإعلامية الجزائرية مرئية ومسموعة ومكتوبة، على المهنية العالية ومعالجتها للقضية الصحراوية وإيصال صوت شعبها للرأي العام بكل أمانة، مشيرا انه قبل الخوض في الإجابة عن توضيحات مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس بشأن مضمون قرار مجلس الأمن، لا بد الرجوع إلى مسلمات لا ينبغي نسيانها أو التغاضي عنها، كاللائحة 1415 التي بموجبها تصنف القضية الصحراوية كقضية تصفية استعمار لم تكتمل، كما أن العودة إلى حكم محكمة العدل الدولية في لاهاي 1975 كان واضحا ومدعما، كسند قانوني جلي وقائم، هذا قبل الخوض في القرار الأخير، وما عقبه من مسرحيات مخزنية مدفوعة الثمن للفقراء والمستوطنين، ومحاولة تصدير تداعيات تظاهرات جيل “Z” وضحايا زلزال الحوز والأزمات المتفاقمة، في مغرب البؤس ومصادرة الحريات، من خلال استغلال مغلوط لمنطوق قرار على طريقة ويل للمصلين. وبالعودة لتصريحات بولس، في تقديري لا تقتصر أهميتها على الرد على خزعبلات المخزن وخطبه ملكه التائهة، بل ما يمكن استخلاصه هو ان المسار الذي مر منه قرار مجلس الاخير حول الصحراء الغربية، من مرحلة مسودة ترامب، حتى الميلاد العسير للقرار قد بينت بجلاء للولايات المتحدة الأمريكية، ان المأزق كان كبيرا، عندما حاولت نسف قواعد القانون الدولي، ودخلت في معترك بيني مع كل اعضاء المجلس، وكان للجزائر في هذا المقام دورا رياديا، في الدفاع عن قيم القانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وبالتالي كانت تصريحات السادة بولس ودي مستورا وحقان، المتتالية في نفس السياق . وهي عبارة عن كاشفات”Des progecture” لإزالة ما خلقته آلة الدعاية المغربية، من لبس بخصوص منطوق القرار الذي استهل بتمديد مأمورية المينورسو كبعثة تنظيم الاستفتاء، ويرحب بمقترحات الأطراف المحددة بجبهة البوليساريو والمملكة المغربية.

 

البوليساريو لا زالت قوة طلائعية قادرة على الحشد في الوقت والمكان اللذان تحددهما

مسؤول الجاليات الصحراوية بأوروبا، أن جبهة البوليساريو، هي حركة تحرير وطنية، تسير دولة للصحراويين في حاضنتها السياسية الوطنية، وبالتالي هي تضطلع بمسؤولية التحرير كأول مهامها وهو اهم عقد يربطها بالشعب الصحراوي، وعليه فإنها رحبت بكل مسعى سلمي، على اساس احترم حقوق الصحراويين، وفي ذات الوقت استأنفت الكفاح المسلح منذ سنة 2020، وهذا يفتح أمامها كل الخيارات المشروعة من مفاوضات بدون شروط مسبقة، الا تقرير المصير للشعب الصحراوي، كخط احمر، وكذلك مواصلة الكفاح المسلح ورفع وتيرته حسب المتطلبات الراهنة. خصوصا أن ما شهدته مخيمات العزة والكرامة، والمدن المحتلة وساحات تواجد جالياتنا، من مسيرات وتظاهرات ووقفات تنديد بمواقف بعض البلدان المنحازة للطرح المغربي الاحتلالي، قد أظهر ان الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، لازالت قوة طلائعية قادرة على الحشد في الوقت والمكان اللذان تحددهما .

 

على مجلس الأمن أن لا يستسلم لمنطق الصفقات ويدفع لمباشرة المفاوضات

وأشار المسؤول ذاته، بأن مجلس الأمن يفترض فيه أن يتمثل أقصى درجات النزاهة، في التحكيم والحفاظ على قواعد القانون الدولي وحمايته، لا ان يستسلم لمنطق الصفقات والمتاجرة بحقوق الشعوب، والتفريط فيما يكفله لها القانون، بالتالي المطلوب منه، هو الاشراف وبجدية على تطبيق مقتضيات القانون الدولي، والسهر على الدفع في اتجاه مفاوضات مباشرة على أساس احترام إرادة الشعب الصحراوي، أو فليشهد بأمانة وتبصر أن الصحراويين لن يفرطوا في حقوقهم سلما أو بالقتال.

 

المملكة المغربية أصبحت كيانا مستلبا بلا سيادة ما يجعلها مفاوضا غير موثوقا

وذكر المتحدث، بأن لقضية الصحراوية دخلت المنعرج منذ استئناف الحرب 2020 وهو ما حدد ما بعده، بما فيها ارتفاع حدة النقاش في دورة مجلس الأمن أكتوبر 2025، وبشكل غير مسبوق حول الورقة الأمريكية الظالمة، وهذه الحملة المنسقة من فتح دكاكين، بوصف قنصليات بالمناطق الصحراوية المحتلة، إلى محاولة الالتفاف على قرارات محكمة العدل الأوربية الخاص بالثروات، وقبل ذلك تغريدة ترامب وكثير من التصريحات المتناسلة، من مستويات أوروبية وأمريكية وأنظمة بترودولارية، قلت هذه الحملة كانت تنبئي من بدياتها، اننا مقبلين على ظرف عسير ومفصلي، زادته الهرولة نحو التطبيع، وبالتالي المفصلي هنا أن الصراع أصبح مفتوحا ومباشرا مع حلفاء النظام المغربي الاحتلالي، بعد ما كانوا في الكواليس وخلف الستار.  المفصلي هو أن المملكة المغربية أصبحت كيانا مستلبا بلا سيادة وبالتالي ليس مفاوضا موثوقا، وهو ما فتح المنطقة ككل قبل الملف الصحراوي أمام اجندات وتدخلات، قد ترهن حاضر ومستقبل المنطقة، في حال التخلي أو لوقوف عند حق الشعب الصحراوي وتقرير مصيره.

 

المعتقلين والسجناء السياسيين في المناطق المحتلة يعدون صوت سلمي للصحراويين

وبالمناسبة عبر عن تضامنه وتآزره وعرفانه للمعتقلين والسجناء السياسيين الصحراويين وعائلاتهم، والوقت سانح بمناسبة الذكرى السنوية ليومهم الوطني المصادف 08/11 من كل سنة، أما بخصوص سؤالكم، حول المعتقلين والسجناء السياسيين في المناطق المحتلة، فهم صوت سلمي للشعب الصحراوي، في اراضي محتلة بحكم القانون، وكل ما يعانون منه من أحكام جائزة ومحاكم صورية، مع التبعيات النفسية والجسدية والحرمان من الحق، و الحرية هو ضريبة كفاح ونضال، ووجه آخر من أوجه المعاناة الصحراوية، وعن أوضاعهم لا يمكن تصورها إلا في إطار علاقة سجان متغطرس محتل وظالم، بضحية ظلم وانتهاكات وارهاب دولة احتلالية استعمارية، والدولة المغربية تتمادى في محاصرة المناطق الصحراوية أمنيا وعسكريا، وهو ما يزيد من معاناة معتقلينا وتغييب أوضاعهم، التي يجب أن يتجند الجميع، صحراويون وأصدقاء لنكون صوتهم ومعينين لعائلاتهم، في غيابهم داخل غياهب السجون المغربية.

 

الجاليات الصحراوية بالمهجر أثبتت إيمانها بقضيتها وعدالتها

وفيما يتعلق بمصطلح اللاجئين الصحراويين عبر العالم، أوضح المتحدث بأن المصطلح غير موفق، لأن اللاجئين الصحراويين المعترف بحالتهم، هم المهيكلين تحت سلطة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، على أرض الجزائر الشقيقة والمضيافة، أما المناضلين والمناضلات، في المهجر فهم جاليات صحراوية، أثبتوا أنهم ليسوا مهاجري خبز أو وثائق فحسب، بل هم مؤمنؤن بقضيتهم وعدالتها، وملتفين حول التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو، وبالتالي هم رافعة في المساعدة على أسباب الصمود، وجبهة مرافعة واعية حقيقية عن نضالات وحقوق شعبهم في مختلف ساحات تواجداتهم، كما أنهم يتمتعون بسمعة حسنة، وحس مدني راقي في بلدان الإقامة، من خلال العمل والاندماج الإيجابي الواعي، بضرورة المحافظة على مورثات مجتمعم وقيم شعبهم.

نادية حدار