لتعزيز الذكاء الاصطناعي في المنظومة الطبية

المعهد الوطني للصحة العمومية يطلق ديناميكية رقمية لتحسين النظام الصحي بالذكاء الاصطناعي

المعهد الوطني للصحة العمومية يطلق ديناميكية رقمية لتحسين النظام الصحي بالذكاء الاصطناعي

في إطار المسعى الوطني لتحديث قطاع الصحة وتعزيز فعاليته، نظم المعهد الوطني للصحة العمومية يوما دراسيا خُصص لموضوع رقمنة المنظومة الصحية، مع التركيز على دور الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الطبية وتحسين التكفل بالمرضى.

وأكد المدير العام للمعهد، عبد الرزاق بوعمرة، أن الرقمنة تمثل خيارا استراتيجيا، مشيرا إلى أن المؤسسة استكملت خلال العامين الماضيين مشروع رقمنة بيانات الوفيات والاستشفائيات على المستوى الوطني، إضافة إلى إطلاق سجلين رقميين خاصين بمرضى السكري والأورام عند الأطفال. وفي سياق متصل، كشف بوعمرة عن شروع المعهد في رقمنة قواعد بيانات جديدة تخص السكتات الدماغية وقصور الشريان التاجي، على أن يتم الانتهاء منها قبل نهاية السنة الجارية، مؤكدا أن الوصول السريع والدقيق للمعلومة الصحية يشكل أداة حاسمة في مواجهة الأمراض المزمنة والطوارئ الصحية. وشدد على أن إدماج الذكاء الاصطناعي في المنظومة الصحية يفتح آفاقا واسعة لتحسين التنسيق بين المؤسسات، وتوفير أدوات تحليل آنية تسهم في اتخاذ قرارات صحية دقيقة واستباقية. كما شهد اللقاء، عرض منصات رقمية جديدة طورها المعهد، تسعى إلى مركزة وتأمين البيانات الصحية وتحليلها بفعالية، بما يعزز الترابط والتكامل بين مختلف الهياكل الصحية. ورغم التقدم الملحوظ، نبه المشاركون إلى تحديات تقنية تعترض الرقمنة الشاملة، أبرزها ضعف التوافق بين الأنظمة المعلوماتية، نقص تكوين الإطارات الطبية والإدارية، إضافة إلى غياب البنية التحتية الرقمية في بعض المناطق. كما طُرحت إشكاليات قانونية وأخلاقية مرتبطة باستخدام البيانات الصحية الحساسة، ما يستدعي وضع إطار تنظيمي صارم لحماية خصوصية المرضى وضمان حقوقهم. وأجمع الحضور على أن جائحة كوفيد-19 كشفت عن هشاشة أنظمة المراقبة الصحية، معتبرين أن الجزائر مطالبة اليوم بتسريع التحول الرقمي لبناء نظام صحي أكثر عدلاً ومرونة، قادر على مجابهة التحديات المستقبلية، لا سيما مع تزايد الشيخوخة وانتشار الأمراض المزمنة.

إ. ع