“المعجم الطوبونيمي الجزائري”.. البداية بـ 16 ولاية

“المعجم الطوبونيمي الجزائري”.. البداية بـ 16 ولاية

صدر الجزء الأول من كتاب “المعجم الطوبونيمي الجزائري“، عن المجلس الأعلى للغة العربية، ويحتوي هذا الجزء على 16 ولاية من أدرار إلى الجزائر، يوثق من خلاله للأجناس البشرية التي سكنت المنطقة وتركت أسماءها.

المعجم عبارة عن عمل أكاديمي تعاونت في إنجازه فرق من المجلس الأعلى وممثّلون عن جامعات ومراكز البحوث، المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد التابع لوزارة الدّفاع الوطني، ومن وزارة السياحة والصناعات التقليدية والعمل العائلي، المركز الوطني في البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، واستغرق إنجازه سنة تقريبا، وسبقته مرحلة جمع المادة وتصنيفها من مصادرها الأولى.

وأشار رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد، في مقدمة الكتاب إلى أن الطوبونيمية علم يهتم أساسا بالأصل اللغوي الأنثروبولوجي لأسماء الأماكن والمناطق الجغرافية في كل منطقة من مناطق العالم .

وأكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية على أنه من الطبيعي أنّ لكلّ منطقة جغرافية في العالم أسماء خاصّة ترتبط بشكل وثيق وأساسيّ بالمجتمع والإنسان الذي سكن أو يسكن في تلك المنطقة، وما يحمل من لغة وثقافة.

ويرى بلعيد أنه على هذا الأساس في الجزائر ذات البعد التاريخي الكبير وذات المساحة القارة، عرفت أجناسا بشرية سكنوا المنطقة وتركوا أسماءهم هنا، وقد بقي البعض، والبعض مرّ، ومع ذلك لكل واحد بصمة وتاريخ واسم، وارتبط كل ذلك باللغة والعادات والثقافة.

وأشار نفس المتحدث إلى أن بعض هذه الأسماء لها علاقة باللغة الأمازيغيّة، لغات ما قبل الإسلام، اللغة العربية، الإسبانية، التركية، وأحيانا بثقافة أو لغة المستعمر.

وفي هذا السياق، اعتبر صالح بلعيد أن الأعلام الجغرافية هي التي تحافظ على الكيان الثقافي للمجتمع البشري في العالم، وأن العلم الوطني وثيقة تاريخية ثمينة لا تقلّ قيمة عن الوثيقة التي تتمثل في القطع النقدية وغيرها.

وأكد صالح بلعيد على أهمية هذا العمل الطوبونيمي الوطني، لما يقدمه للذاكرة الوطنية لتبقى حية بنصوصها ووثائقها ومعالمها. وإنه مخزون نوعي، وأنه مهما علا رصيده لن يكون حاضرا بكل اشتقاقاته إلا إذا استند على التاريخ لتجلية معانيه، وهذا ما يجعل البعد التاريخي حاضرا أثناء ضبط الأعلام الجغرافية .

من جهتها، أكدت رئيسة اللجنة العلمية للمعجم الطوبونيمي لواتي فاطمة على أن الطّوبونيميا تعمل على تصويب الكتابة التاريخية بالاعتماد على التسميات المكانية التي تحفظ إشارات مهمة متعلقة بالحدث التاريخي. مما يجعلها مرآة عاكسة للكثير من الحقائق المتعلقة بحياة الشعوب بمختلف نواحيها مما يدعو نقلها إلى معاجم متخصصة.

ب/ص