الجزائر- تتوجه أنظار الجزائريين، هذا الإثنين، صوب اللقاء الذي يعقده رئيس الدولة عبد القادر بن صالح مع الطبقة السياسة في إطار فتح مشاورات تحسبا للرئاسيات، وهو اللقاء الذي سارعت أحزاب المعارضة للتعبير عن رفضها له لحفظ ماء وجهها وتجنب لقب الخيانة.
تتوالى بيانات أحزاب المعارضة التي تعقد اجتماعات ماراطونية لم تفض بعد إلى قرار حاسم بشأن الوضع السائد في البلاد ، وأجمعت على رفض دعوة عبد القادر بن صالح “المرفوض شعبيا ” لعقد مشاورات تحسبا لرئاسيات الرابع من جويلية القادم، وكان أول المعلقين حركة مجتمع السلم، حيث كشف رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري عن رفضه لحضور لقاء جماعي تشاوري المنظم من قبل رئاسة الجمهورية هذا الإثنين.
وأضاف بأن التعنت في عدم الاستجابة للشعب الجزائري الذي طالب بإبعاد رموز النظام في إدارة المرحلة الانتقالية والشروع في انتقال ديمقراطي حقيقي عبر الحوار والتوافق الوطني ستكون عواقبه خطيرة على الجزائر والجزائريين يتحمل أصحاب القرار الفعليين مسؤوليته، يؤكد مقري اللقاء في حد ذاته اعتداء على الإرادة الشعبية وزيادة في تأزيم الأوضاع، معتبرا سياسة فرض الأمر الواقع هي التي أوصلت البلد إلى ما نحن عليه على حد تعبيره.
يأتي هذا في وقت أكد رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله مقاطعة نواب المعارضة لجلسة إعلان شغور منصب رئيس الجمهورية بقصر الأمم، بمن فيهم نواب الجبهة، كان لمصلحة الشعب وخادما لأهدافه.
هذا وما تزال اللقاءات الثنائية التي خصصها بن صالح، رئيس الدولة، لعدد من الشخصيات، تثير تساؤل العديد من المتابعين والمراقبين حيث ذهب بعض المحللين لاعتبار أن ما حدث، هو استقبال لأنصار الدولة العميقة على حساب باقي الطبقة السياسية، كون بن صالح كان في وقت سابق أمينا عام للتجمع الوطني الديمقراطي، وفي سنة 2014 حث السياسيين على انتهاج الرزانة والابتعاد عن خطابات الإثارة أو الاستفزاز، أما رئيس المجلس الشعبي الوطني سابقا، عبد العزيز زياري، الذي حظي باستقبال رئيس الدولة قال في السنة نفسها “المافيا تسعى للإطاحة بالجنرال توفيق، وهو من قال إن أويحيى أحسن من يستطيع خلافة بوتفليقة.
فيما يرى البعض أن عبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل، من الفرقة والجماعة نفسها، حيث قال سنة 2014، أن تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني تجاه جهاز المخابرات وقائده الفريق محمد مدين توفيق، بمثابة “تصريحات خطيرة تمس عمق مؤسسات الدولة”. أما المحامي ميلود براهيمي، الذي استقبله هو الآخر بن صالح، ، قال إنه مفوض للحديث باسم الجنرال توفيق لإعلام الرأي العام، ما جعل عديد المراقبين يتساءلون كيف خصص رئيس الدولة لقاءات ثنائية لهؤلاء فقط، في حين الباقي دعوا لحوار جماعي!. الأمر الذي لم يدرجه عديد المراقبين في خانة الصدفة، بل في خانة “الترتيب الدقيق”.
أيمن رمضان