المطربة أسماء علا لـ “الموعد اليومي”: الغناء الأندلسي موروث ثقافي يجب الحفاظ عليه والارتقاء به

elmaouid

المهرجانات المخصصة للفن الأندلسي هي فضاءات الإبداع واكتشاف الأصوات التي تمارس هذا الطابع الفني العريق… كانت لها مشاركة قوية في الطبعة الأخيرة من المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية

والموسيقى العتيقة الذي احتضنته أوبرا بوعلام بسايح… إنها الفنانة الشابة أسماء علا التي أبدعت في أداء روائع الفن الأندلسي من مدرسة الصنعة العاصمية رفقة مجموعتها الموسيقية.

وعن مشاركتها في المهرجان ومشاريعها المستقبلية، تحدثت أسماء علا لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار.

 

– هل سبق لك المشاركة في المهرجان في طبعاته السابقة؟

* هذه مشاركتي الأولى في هذا المهرجان كصوت منفرد رفقة مجموعتي، حيث أن هذا المهرجان أصبح موعدا سنويا يلتف حوله صناع النغمة الأصيلة والأداء الأندلسي، وكنت جد سعيدة بمشاركتي فيه بإحيائي رفقة مجموعتي الموسيقية التي تتكون من 9 أعضاء عازفين على مختلف الآلات، وقدمنا وصلات مختلفة أمام جمهور دار أوبرا الجزائر الذي حضر بقوة.

 

– هل ترين أن للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة دور في اكتشاف الأصوات الشابة؟

* المهرجان الذي ينظم في هذا الصرح الفني الرائع هو فضاء للإبداع واكتشاف الأصوات التي تعشق الطابع الأندلسي وتنشط عبر مختلف ولايات الوطن، لأن عشاق الفن الأندلسي يتوزعون عبر كامل التراب الوطني في إطار الجمعيات، كما أن المهرجان فرصة لتلاقي واكتشاف الطبوع الموسيقية التقليدية القديمة التي تعج بها باقي الثقافات وتعكس تقنيات وسمات فنية مغايرة، وأعتقد أن المهرجان كذلك فرصة لميلاد مشاريع فنية بين مختلف الطبوع لتعزيز التعاون الفني واستكشاف المنجز الفني للآخر.

 

– خلال مشاركتك في المهرجان، على أي أساس تختارين ما تؤديه؟

* وصلتي الموسيقية تشكلت من مقتطفات لروائع الطابع الأندلسي، حيث اخترت نوبة سيكا وهي من ضمن أجمل البنيات الموسيقية للنوبة ضمنها انقلاب بعنوان “إن كان سلطان المحبة” ثم انصراف “ما تفتكر ياغزالي” وبعدها “يا لون العسل”، إلى جانب مجموعة مختارة من خلاصات في نفس الطابع، وقد تم انتقاء هذه المقتطفات بعناية اعتمادا على تنوع الإيقاع وتعكس بأشعارها الزجلية الذاكرة الشعرية الشفوية لفحول الشعراء العرب ودلالات جمالية وروحية عميقة.

 

– وماذا عن ولوجك هذا العالم الموسيقي الأصيل؟

* ولوجي عالم الطابع الأندلسي وعوالمه السحرية كان مبكرا، حيث انخرطت في سن لا تتعدى 6 سنوات في جمعية الأندلسية بسيدي بلعباس، وقد توجهت إلى هذا اللون الغنائي بالنظر إلى التعامل المميز للأستاذ، حيث كان يعلمنا بطريقة بيداغوجية أصول هذا الطابع التراثي الذي يعكس هويتنا الفنية وعناصرها الجمالية شعرا وأداء، وقد أحببت الفن الأندلسي عن قناعة وأكملت مسيرتي الفنية في الجزائر العاصمة،

وكان عمري 12 سنة لما انخرطت في جمعية الانشراح بقيادة الشيخ اسماعيل هني الذي تعلمنا على يديه أصول النوبات الأندلسية وأسرارها، وأشكره بالمناسبة على ما قدمه لنا من جهد لتكويننا في المجال الفني ومنحنا مفاتيح الموسيقى الأندلسية، وقبل نحو 4 سنوات اتجهت للغناء المنفرد كتجربة جديدة وهي مرحلة مهمة، حيث شاركت رفقة المجموعة الموسيقية في مختلف المهرجانات الوطنية والمحلية على غرار القليعة والبليدة والعاصمة التي تعمل على الحفاظ على التراث الموسيقي الأندلسي، والأكيد أن اختياري دخول عالم الطابع الأندلسي نابع من قناعتي أنه موروث ينبغي الحفاظ عليه وتمريره للأجيال ومواصلة رسالته في الارتقاء بهذا الفن الراقي إلى أعلى المستويات رغم أنني أستطيع أداء كل الطبوع كالراي والشرقي، لكنه خيار دعمته الأبحاث والغوص فيه.

 

– ماذا عن جمهور الموسيقى الأندلسية؟

* للموسيقى الأندلسية العريقة في الجزائر جمهورها من مختلف الأعمار لأنها موسيقى عريقة تستدعي فهم النصوص، كما أن ثراء ريبرتوار هذا اللون الموسيقي التراثي يؤدي إلى خلق علاقة مميزة وقوية بين المنصت والمؤدي رغم وجود طبوع موسيقية أخرى، غير أنها لا تستطيع الصمود أمام الطابع الأندلسي لأنها نابعة من قيمنا الفنية العريقة.

 

– هل من مشاريع فنية في الأفق؟

* في جعبتي الكثير من المشاريع الفنية منها إصدار ألبوم جديد في الطابع الأندلسي، كما أطمح لإنجاز مشاريع عمل فنية مشتركة مع باقي الطبوع من أجل التجديد الفني وخلق جماليات وتمازج فني متميز وواعي سواء داخل الوطن أو خارجه.

حاورتها: حورية/ ق