رحلت مثل الملاك النائم

المصريون يحيون ذكرى وفاة وردة الجزائرية في أوبرا دمنهور

المصريون يحيون ذكرى وفاة وردة الجزائرية في أوبرا دمنهور

كشفت فاطمة بكري مصففة شعر الفنانة الراحلة لموقع “العربية نت”، بمناسبة ذكرى وفاة وردة، أن جسد هذه الأخيرة لم يتحمل الجهاز الذي تم تركيبه لضبط نبضات القلب في فرنسا، لأن حالتها الصحية كانت أصلا متدهورة جدا، موضحة أنها رحلت في نفس الأسبوع الذي قامت فيه بتركيب الجهاز.

وقالت مصففة شعر وردة الجزائرية: «لم تتحمل وردة الجهاز وبعد أسبوع واحد سقطت على الرخام وماتت»، مشيرة إلى أن الجميع ظن في تلك الفترة أن تلك السقطة هي الوحيدة التي قتلت وردة.

وأضافت “بكري”، أنه منذ اليوم الأول الذي وضعت فيه وردة الجهاز لم يتحمله جسدها وأصيبت بالوهن الشديد وفقدان الشهية والآلام الموجعة لدرجة أن الأطباء منعوا عنها العديد من الأغذية.

وتابعت قائلة: «في نهاية حياة الفنانة وردة كانت تتناول وجبة صغيرة جدا في اليوم الواحد وازدادت حالتها الصحية تعقيدا وتدهورا، ولم يكن هناك للأسف إشراف أو رعاية طبية في بيتها»، مشيرة إلى أنها كانت تشعر بضيق وألم في صدرها وعلى مستوى القلب لم تتمكن من الحراك وظلت راقدة فوق سريرها.

وواصلت “بكري” أن وردة وهي على فراش المرض كانت تشعر بقرب أجلها وقالت لها: (يا فاطمة خلاص بقي وقت قصير جدا فقط في حياتي).

واستطردت مصففة الشعر قائلة: كانت وردة يوم رحيلها مثل الملاك النائم بوجهها الطفولي ساكنة وهادئة لا تتحرك وقد تكلمت مع المرأة التي غسلتها وقالت لي (والله أحس أنها كانت تصلي).

وبالمناسبة، تحيي دار الأوبرا المصرية ذكرى وفاة الفنانة العظيمة التي توافق يوم 17 ماي 2012، في حفل فني يتضمن العديد من أغاني الفنانة الراحلة يوم الجمعة 20 ماي على مسرح دار أوبرا دمنهور في محافظة البحيرة.

وتحيي الحفل الذي تنظمه دار الأوبرا المصرية، برئاسة الدكتور مجدي صابر، فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي، بقيادة المايسترو عبد الحميد عبد الغفار.

وتقوم بالغناء في فقرات حفل ذكرى وفاة الفنانة وردة، الفنانات مروة حمدي ودعاء رجب وسلمى سيف النصر ويختتم بالفنانة مروة ناجي، بمشاركة صوليست الكمان إيهاب عبد الحميد.

واسم الراحلة الأصلي وردة فتوكي، وهي مولودة في 22 جويلية 1939 في فرنسا وقد بدأت مسيرتها الغنائية في 1951 وامتدت لأكثر من نصف قرن وقد بدأتها في نادي والدها بفرنسا، حيث كانت تغني لمشاهير الطرب مثل “أم كلثوم” و”أسمهان” و”عبد الوهاب” ثم عادت مع والدتها للبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها من ألحان الصادق ثريّا وجاءت مصر في 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة الذي قدمها في أولى بطولاتها السينمائية في “ألمظ وعبده الحامولي” ليصبح فاتحة إقامتها بالقاهرة. ولوردة أفلام أخرى منها “آه ياليل يا زمن”و “حكايتي مع الزمان”، و”أميرة العرب” و”صوت الحب”، كما لعبت بطولة مسلسلات «أوراق الورد» و«آن الأوان».

وغنت لكبار الملحنين منهم «السنباطي» و”عبد الوهاب” و” القصبجي” و«فريد الأطرش» و”الموجي” و”سيد مكاوي” و”بليغ حمدي” و”كمال الطويل” و”صلاح الشرنوبي” و”حلمي بكر”.

وفي مطلع الستينيات وأيام الوحدة بين مصر وسوريا كثر لغط حول علاقتها بالمشير عبد الحكيم عامر وانتهى الأمر بصدور قرار بمنعها من دخول مصر ولم تعد إليها إلا في عهد السادات. وبعد زواجها من جمال قصيري، اعتزلت الغناء إلى أن طلبها الرئيس الراحل هواري بومدين لتغني في عيد الاستقلال العاشر في 1972، فانفصل عنها زوجها جمال قصيري وعادت للقاهرة وجددت انطلاقتها وتزوجت بليغ حمدي وقطعت معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقها منه في 1979 إلى أن توفيت في 17 ماي 2012.

ب/ص