في خطوة علمية نوعية، تنظم المدرسة العليا للأساتذة ببشار بالتنسيق مع مخبر تعليمية العلوم ورعاية الابتكار، يومي 18 و19 نوفمبر المقبل، ملتقى وطنيًا يحمل عنوان: “المشروع التربوي التعليمي في فكر مالك بن نبي”، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين من مختلف جامعات الوطن.
يأتي هذا الملتقى في سياق الحاجة المتزايدة إلى مراجعة أسس النهضة الحضارية وتفعيل دور المؤسسات التربوية، انطلاقًا من فكر المفكر الجزائري الرائد مالك بن نبي (1905–1973)، الذي اعتبر أن بناء الإنسان هو مفتاح كل مشروع حضاري.
في ديباجة الملتقى، تم التأكيد على أن المؤسسات التعليمية ليست مجرد هياكل لنقل المعرفة، بل هي ركيزة لبناء المجتمعات وتشكيل وعي الأجيال.
وقد شدّد بن نبي في طروحاته على أن التخلف لا يُعالج بالسياسة وحدها، بل بتغيير الإنسان، وهو ما يُعد جوهر المشروع الإصلاحي الذي ناقشه المشاركون.
كما طرح الملتقى مجموعة من الأسئلة الجوهرية مثل: كيف يمكن للمؤسسات التربوية أن تغرس القيم الحضارية في النشء الجديد؟، ما أسباب تعثّر المجتمعات في تحقيق الإقلاع الحضاري؟، ما موقع التعليم في رؤية مالك بن نبي لمشروع النهضة؟ وكيف يمكن تجاوز أخطاء الماضي والانطلاق بمشروع إصلاحي فعّال؟
بالمقابل توزعت جلسات هذه الفعالية إلى أربعة محاور أساسية ابتداء بموضوع نشر الوعي النهضوي من خلال المؤسسات التربوية والتعليمية ومرورا بموضوع بناء الإنسان الفاعل في فكر مالك بن نبي وكذا مسألة التربية والتعليم في فكر مالك بن نبي، وانتهاء بقضية التجديد والتغيير الاجتماعي عند مالك بن نبي.
كما يسعى الملتقى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أبرزها الوقوف على المفاهيم الجوهرية في المشروع الحضاري لبن نبي، بالإضافة إلى تحليل الأسئلة النهضوية الكبرى التي طرحها، ومناقشة رؤيته الإصلاحية، وكذا استخلاص دور المؤسسات التربوية في تحقيق هذا المشروع، علاوة على تقديم رؤية استشرافية لكيفية توظيف فكره في الإصلاحات التربوية والاجتماعية.
وحدد المنظمون شروطًا واضحة للمشاركة، أهمها: الالتزام بأحد محاور الملتقى، أن يكون البحث جديدًا ولم يُنشر من قبل، وألا تتجاوز المداخلة 15 صفحة. كما سيتم إخضاع كل المداخلات لتحكيم علمي دقيق من طرف اللجنة العلمية. وتتشكل الهيئة المشرفة على الملتقى من الرئيس الشرفي للملتقى الأستاذ الدكتور عبد النور إبراهيم (مدير المدرسة العليا للأساتذة ببشار) ورئيس الملتقى الدكتور بن عبد الله حسين ورئيس اللجنة العلمية الأستاذ الدكتور بوسماحة الطيب، ورئيسة اللجنة التنظيمية الدكتورة بلبوخاري مباركة. كما تشارك في تنظيم الملتقى، أسماء بارزة من جامعات بشار، تلمسان، وهران، سعيدة، تيارت وغيرها. وسيتم استقبال الملخصات إلى غاية 30 أوت الجاري، بينما سيكون الرد على الملخصات المقبولة في الخامس من سبتمبر المقبل، أما استقبال المداخلات كاملة فسيكون حتى 30 أكتوبر، في حين حدد تاريخ السادس من نوفمبر للرد النهائي على المداخلات المقبولة. ختامًا، يراهن هذا الملتقى على إحياء فكر أحد أبرز مفكري الجزائر في القرن العشرين، واستثماره في بناء مشروع تربوي حضاري يليق بطموحات الأمة. إنّ استلهام أفكار مالك بن نبي اليوم، هو خطوة نحو غدٍ أفضل، يبدأ من المدرسة وينتهي بتجديد المجتمع ككل.
ب\ص