المشبع بالأصالة والروحانية “اللمة”.. رحلة في عمق التراث الغنائي النسوي لمنطقة الساورة

elmaouid

يأخذ الألبوم الجديد “اللمة” لفرقة “لمة بشارية” عشاق هذا الفن العريق إلى رحلة في عمق التراث الغنائي. ويقترح هذا الألبوم الأول للفرقة الصادر عن دار النشر “أسطوانة” بمساهمة الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة (لوندا).

 

ويضم الألبوم المشبع بالأصالة والروحانية مجموعة من الأغاني الشعبية التي ترمز إلى هذه المنطقة الجنوبية الغربية. يقدم هذا العمل تحت إشراف المطربة سعاد عسلة التي بادرت به مقطعين “سيدي مولانا” و”معشوق النبي” من نوع الفردة في طبعة نسوية تعتمد على عدة ألوان تقليدية بنفس الأنغام ونفس الأشعار المعروفة في الأداء الرجالي لموسيقى الفردة مع لمسة تظهر مزيدا من الأصالة.

وقد ضم المشروع الذي انطلق في 2015 ما لا يقل عن 12 مغنية وموسيقية من بشار من ضمنهن حسناء البشارية لأداء ستة ألوان موسيقية. ويضم الجزء الأول من الألبوم قطعتين “سيدي مولانا” و”معشوق النبي”.

وفي أجواء احتفالية تقدم كل من زهرة خرابي وربيعة بوغازي وأيضا مبروكة بريك مقاطع “زفاني” المنتشرة في الأفراح الشعبية على غرار “الحجاج” الذي يتميز بحضور كبير للآلات الإيقاعية.

وفي سجل آخر له شعبية كبيرة في بشار، تؤدي سعاد عسلة مجموعة من الأغاني من نوع الملحون القريب من الشعبي ترافقها نغمة آلة البانجو من عزف حسناء تتخللها قراءات شعرية غنائية كما في “صلاة الفجر” و “زين اللمة”.

وقد أثبتت سعاد عسلة سليلة التقاليد الغنائية للقناوي في هذا السجل قدرة كبيرة في أداء القصيد، إضافة إلى تقديم أشعار جديدة خاصة بالمنطقة. وأدت الفرقة تحت إيقاعات البندير لأول مرة مقاطع من الحيدوس النسوي، وهو نوع موسيقي تتقاسمه المنطقة مع الجنوب الشرقي للمغرب. ويتميز هذا الأداء عن الغناء الرجالي بوجود مغنية منفردة، كما أنه قريب من غناء المداحات مع أركسة أقل قوة.

وشاركت حسناء البشارية بآلة القمبري وبصوتها المميز في أداء قطعتين من الديوان وهي “علي” و”سيدي ميمون” مع إدخال بعض الآلات لزيادة الإيقاع عن المعهود مع إدماج الطبل.

وتختم اللمة البشارية هذا الانجاز بـ 3 أغاني من الحضرة النسوية التي تتميز بمدح النبي والدين، وهي عادات صوفية تؤدى في مختلف المحافل من حفلات شعبية ودينية والأعراس التي تقام في واحات المنطقة.

وصدر ألبوم “اللمة” في غلاف من تصميم فنان البوب ارت “الموستاش” الذي سبق وأن أنجز بورتريهات الفنانات اللواتي شاركن في الألبوم بلمسة مستلهمة من أيقونات المنطقة.

وكانت سعاد عسلة قد نظمت في 2015 إقامة للإبداع في تاغيت بغرض جمع الغناء والموسيقى التقليدية المنقولة شفويا والمهددة بالاندثار.

وقد شارك العرض الذي أُعد خلال الإقامة في الطبعة الـ 8 للمهرجان الدولي لموسيقى الديوان بالجزائر العاصمة وفي المهرجان الثقافي الأوروبي بالجزائر وفي طبعتين من مهرجان الموسيقى النشوة النسائية بالمغرب.