المسيلة.. غياب الاحترافية في التسويق يكبد منتجي زيت الزيتون خسائر فادحة

المسيلة.. غياب الاحترافية في التسويق يكبد منتجي زيت الزيتون خسائر فادحة

يعرف إنتاج زيت الزيتون بالمسيلة ارتفاعا من سنة لأخرى، حيث بلغ خلال الموسم الفلاحي الحالي 2 مليون لتر مقابل ما لا يقل عن 1.7 مليون لتر خلال الموسم ما قبل الأخير، غير أن هذا التطور في الإنتاج لم ترافقه احترافية في تسويق هذا المنتج للمستهلك المحلي أو الأجنبي.

وتفيد المصالح الفلاحية بالولاية أن وفرة إنتاج زيت الزيتون هو ثمرة تحويل 400 ألف قنطار من الزيتون على مستوى 11 معصرة من أصل 15 معصرة تتوفر عليها الولاية تتكفل فقط بتحويل ما يقل عن 50 بالمائة من الإنتاج المحلي من الزيتون، فيما يتم عصر الكميات المتبقية عبر معاصر تقع بولايات مجاورة أو قريبة على غرار البويرة والبليدة، بالإضافة إلى تيزي وزو.

وفي الوقت الذي يسجل فيه تطور في إنتاج الزيتون من سنة لأخرى، أشارت المصالح الفلاحية إلى توقف ثلاث (3) معاصر عن النشاط بالنظر لعدة عوامل من بينها غياب المعرفة بمجال عصر الزيتون، فيما توقفت أخرى بسبب غياب اليد العاملة المؤهلة أو نقص المردودية.

يحدث هذا رغم تنظيم حملات الإرشاد الفلاحي سنويا لفائدة منتجي زيت الزيتون ترتكز حول تفادي بعض الأخطاء التي تسجل باستمرار وتؤثر سلبا على نوعية زيت الزيتون من بينها عدم معرفة وقت جني الزيتون الموجه للعصر بدقة، إذ يشترط في ذلك ألا يكون لونه أخضرا ولا أسودا.

ومن الضروري أيضا تجنب جني الزيتون باستعمال العصي لأن هذه الطريقة تلحق الضرر بحبات الزيتون وتؤثر سلبا على نوعية الزيت، حسب توضيحات المختصين في الميدان.

وإلى جانب ذلك، ينصح بتجنب الفلاحين الناشطين في شعبة زراعة الزيتون، استعمال الأكياس البلاستيكية لتغليف حبات الزيتون لأن ذلك يؤدي إلى ارتفاع الرطوبة في الأكياس وتعفن الإنتاج، فتكون بذلك نوعية زيت الزيتون رديئة.

كما أن طول المدة الفاصلة بين جني الزيتون وعصره والتي تصل أحيانا إلى أسبوعين بدلا من 72 ساعة المحددة كأقصى تقدير لعصر الزيت بعد جنيه، تؤثر سلبا على نوعية الزيت.

 

التوضيب والتحضير، إشكالية لا تزال مطروحة

لا زال منتجو زيت الزيتون بالمسيلة يعتمدون على وضعه في عبوات بلاستيكية ما يقلص من فترة صلاحيته الافتراضية المحددة بـ 24 شهرا حال استعمال عبوات زجاجية، خاصة إذا تعلق الأمر بعبوات ذات اللون الداكن التي تقلص مدة الصلاحية إلى ما لا يقل عن الشهرين أو ثلاثة أشهر.

وينصح العارفون بتعبئة زيت الزيتون مباشرة بعد عصره في صهاريج من الاينوكس إن استحال استعمال عبوات زجاجية، لأن مادة الاينوكس تعزل المنتوج عن أشعة الشمس التي تؤثر سلبا عليه، وينصحون بالابتعاد عن استعمال الدلاء البلاستيكية في المعصرة.

في هذا الخصوص، يشير إطار بمديرية المصالح الفلاحية بالولاية، الهاشمي بن يونس، إلى أن المعيار الوحيد في تصدير زيت الزيتون يتوقف على نسبة حموضة الزيت، غير أنه يؤكد على أن عدم الإلمام بشروط التعبئة السليمة والصحية والتي تؤثر على نوعية الزيت ستكون نتيجتها عزوف المستهلكين عن المنتوج.

من جهته، طرح لخضر بوضياف، أحد منتجي زيت الزيتون المعروفة باسم _الشملال_ والتي تتميز بتركيزها الشديد ولونها الأبيض المائل إلى الصفرة، مشكلة أخرى تتعلق بصعوبة التسويق في ظل آليات ذلك، وهو الأمر الذي يؤثر سلبا على الانتاج.

وأوضح أن غياب آليات تسويق كميات إنتاجه من زيت الزيتون الذي يصل إلى 5 آلاف لتر أحيانا، يؤدي إلى كساد منتوجه، وإن باعه، فإن ذلك يستغرق وقتا طويلا وهو أمر لا يشجع الفلاحين على خوض المغامرة لأن الأرباح تصبح غير مضمونة.

وأضاف أن ارتفاع سعر زيت الزيتون قد يقلل من استعماله بالمطبخ الجزائري، كما أن الكثير من المستهلكين المحليين، حسبه، يتعاملون مع هذه الزيت للوقاية من بعض الأمراض أو لعلاجها، فيكون بذلك استهلاكه مناسباتيا، وهذا في رأيه، يتسبب في قلة البيع وكساد المنتوج.

ونصح أحد المنتجين المحليين لزيت الزيتون، سعودي أوليف، تعبئة الزيت _البكر الممتاز_ و _البكر_ ذي اللون الأرجواني في صهاريج من الاينوكس أو في عبوات زجاجية مباشرة بعد عصر حبات الزيتون وأن يكون ذلك في غضون الـ 72 ساعة بعد جنيها، حفاظا على جودة نوعية هذه الزيت التي يتجاوز سعر اللتر منها في السوق الأجنبية 20 أورو، أي حوالي 3000 دج بالصرف الرسمي.

وإلى جانب الصعوبات المسجلة في سلسلة إنتاج زيت الزيتون وتسويقه، تطرح المصالح الفلاحية بالولاية مشكلا آخرا يتعلق بقيام تجار تونسيين بشراء كميات كبيرة من هذه المادة من المنتجين الجزائريين وتصديرها في الأسواق الأوروبية على أساس أنها إنتاج تونسي، مؤكدا على ضرورة تنظيم أكبر لهذه الشعبة خصوصا من خلال المرافقة الموكلة إلى الغرفة الفلاحية بالولاية.

القسم المحلي