وفقًا لمركز بيو للأبحاث، سيصبح الإسلام ثاني أكبر ديانة في أمريكا بحلول عام 2040، مما يجعل من المهم أن يرى الأمريكيون المسلمون أنفسهم يمثَلون بشكل صحيح في الأفلام والتلفزيون وعلى المسرح، وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن؛ فهناك صورة نمطية سلبية عن المسلمين عموما في الشاشات الأمريكية، وبالذات عن النساء المسلمات.
ولا تظهر كثير من النساء المسلمات في البرامج والمسلسلات التلفزيونية أو الأفلام الأمريكية، وبالنسبة للعديد من الناس في الولايات المتحدة، فإن أول شخصية مسلمة تتبادر إلى الذهن هي -على الأرجح- الأميرة ياسمين من فيلم الرسوم المتحركة “علاء الدين” من إنتاج شركة ديزني، وهذه مشكلة صغيرة، مقارنة بالصورة النمطية التي تظهر فيها هؤلاء النساء المسلمات على هذه الشاشات.
وفي هذا السياق، تقول الكاتبة والممثلة الأمريكية من أصول عربية سيرينا رسول “أرى ياسمين على أنها النسخة الأمريكية للمرأة المسلمة التي تحتاج إلى إنقاذ، والتي هي دائما الضحية أو الهاربة، ونحن نرى هذه الصور النمطية يتم استخدامها مرارا وتكرارا عندما يتعلق الأمر بالنساء المسلمات، وما تزال مستمرة في وسائل الإعلام الأمريكية حتى اليوم”.
وأضافت سيرينا رسول أن “هذه وجهة نظر ورسائل سلبية نقدمها للفتيات الصغيرات، ليس للفتيات المسلمات فحسب، ولكن للفتيات السمراوات بوجه عام”.
وفي هذا السياق، تحدثت سيرينا عن أهداف هذا الاختبار، وكيف تأمل أن يغير الطريقة التي يتم بها تمثيل النساء المسلمات في الولايات المتحدة، وذلك في مقابلة معها أجرتها منصة “إن بي آر” (NBR) وهي مؤسسة إعلامية غير ربحية تهدف إلى تقديم صورة صادقة عن المجتمع الأمريكي.
وتوضح الكاتبة الأمريكية “أعتقد أن النساء المسلمات، مثلهن مثل غيرهن من النساء، ممثلات تمثيلا ناقصا على الشاشات الأمريكية، التي عادة ما تمثل أدوارهن هذه بوابة للجمهور الغربي للدخول للحضارة الإسلامية نفسها، وهذه البوابة يتم رسمها عن عمد بصورة مشوهة لا تمثل الحقيقة، وهي أيضا صورة استشراقية تميل إلى تسطيح شخصية وعمق وثراء النساء المسلمات بهدف تشويه الحضارة الإسلامية نفسها أو على الأقل نقل صورة مغلوطة عنها”.
أمثلة إيجابية
في المقابل قالت سيرينا رسول إن “هناك بعض الأمثلة الإيجابية لتمثيل المسلمين على الشاشة اليوم، مثلا مسلسل “وي آر ليدي بارتس” (We Are Lady Parts) هو مثال رائع، ويظهر تنوع وغنى النساء المسلمات كما هو موجود اليوم إثنيا وعرقيا وعقائديا، وهو مسلسل لا يركز على كونهن مسلمات فقط، بل على طرق حياتهن وعملهن وطموحاتهن، مثلا يحاول البعض منهن إنشاء فرقة لموسيقى الروك وهكذا.
وأوضحت رسول “هذا هو نوع التمثيل الذي نأمل أن نراه.. نحن نعيش في ظروف عادية يومية لا تتمحور بالضرورة حول هويتنا الدينية”.
ترى هل ستتغير الصورة النمطية عن المرأة المسلمة “المضطهدة” في الشاشات الأمريكية في المستقبل؟