ما زال سكان منطقة العقبية الواقعة في أعالي بلدية السطارة يأملون في وقوف السلطات المحلية والولائية على وضعية الطريق الترابي الذي يربط بلدية السطارة بمناطق برج علي، أقوف وبلدية غبالة، ويعبر حتى إلى منطقة اغزالة التابعة لبلدية سيدي معروف، ومنها إلى الطريق الوطني رقم 27 المؤدي إلى قسنطينة، حيث أن سكانها يعيشون ظروفا صعبة، خاصة بالنسبة للأطفال المتمدرسين لانعدام مدرسة بها وعدم توفر وسائل النقل من وإلى المنطقة، لذا فإنهم يأملون في تنمية القرية بمشاريع تعيد الحياة إليها.
وفي هذا الشأن، أكد محدثونا أنه على السلطات المحلية بالسطارة أخذ معاناتهم بعين الإعتبار، خاصة وأن المنطقة حاليا تعتبر من مناطق الظل، وتعد من أكبر المناطق في الجهة الشرقية من الولاية في إنتاج زيت الزيتون، نظرا للكميات الهائلة لأشجار الزيتون فيها، والتي تعود أغلبيتها إلى فترة الإستعمار الفرنسي، لذا يطالب سكان القرية وحتى الذين هجروها من حيث السكن فقط، ويواصلون نشاطاتهم الفلاحية بها لغاية الآن بإعادة النظر في وضعية الطريق الذي يمتد على مسافة حوالي “03” كيلومترات، وأصبحت المنطقة اليوم بفضل جهود ومبادرات المواطنين تربط بحي خرشاشن من الناحية الغربية لها، لكن وضعية الطريق تبقى صعبة جدا، في ظل كونه طريقا ترابيا يصعب السير عليه في موسم الأمطار، التي تتزامن مع موسم جني محصول الزيتون، أما في الوقت الراهن فتعد مختلف المحاصيل من الخضر والفواكه من أجودها في المنطقة برمتها، لاستمتاعها بأشعة الشمس والهواء النقي، ولتوفر بعض المصادر المائية وبعض الينابيع، حسب ما أكده بعض المواطنين.
كما أشار بعض السكان إلى أنه لا بد على المصالح المسؤولة أيضا، وإضافة إلى مشكلة الطريق، وقوفها على بعض الإنشغالات، منها طموح سكانها لإحياء “جامع لزعار”، الذي قدم الكثير للمنطقة، أين كان مسجدا للصلاة، ومنارة لتعليم تعاليم الدين الحنيف، وتعليم القرآن في فترة الإستعمار الفرنسي، وحتى ما بعدها إلى غاية السبعينيات، أين كان يؤدي دورا هاما في بعث الوعي وتعليم الصغار وحتى الكبار، وكان منارة جامعة للسكان في مختلف المناسبات، إلى درجة تنظيم عمليات تضامنية “كالنشرة”، وفي هذا الشأن يطالب سكان المنطقة بضرورة إعطاء عناية لهذا المعلم الديني والثقافي، ولما لا المطالبة بتخصيص مشروع لإحيائه، خاصة أنه ما زال شاهدا على تقلبات هذا الزمن، حيث يلاحظ الزائر للمنطقة وجود جدران تعبر عن شموخ هذا الأثر الجميل، الذي رغم تآكل جدرانه وسقفه إلاَّ أن احترام وإجلال السكان له ما زال قائما في صدورهم، نظرا للدور الهام الذي كان يؤديه بين الناس، وهو ما جعله يحافظ لغاية اليوم على قيمته المعنوية والتاريخية، فرغم تآكل جدرانه، ما زال ذا قيمة كبيرة لدى السكان، الذين يريدون لفت انتباه السلطات المعنية به، لإعادة إحيائه.
وبين هذا وذاك، بين صعوبة المسلك الترابي وصعوبة التنقل إلى المنطقة، والحاجة الكبيرة لتخصيص مشروع لتهيئته، والمشاكل العالقة بها كغياب النقل، الذي يعيق الحياة اليومية لساكني المنطقة، وللسكان الأصليين القاطن أغلبيتهم بالسطارة مركز، وخاصة منهم الذين يزاولون نشاطات فلاحية مختلفة فيها، فإن أهاليها يطالبون بتدعيمها بمشاريع مختلفة في هذا الشأن لإعادة الحياة إليها من جديد.
جمال.ك