المسلسلات الجزائرية…فشلت في احتواء الجمهور و”الخاوة” يحفظ ماء الوجه

elmaouid

 شهدت مختلف قنوات التلفزيون الجزائرية من عمومية وخاصة عدة برامج خلال رمضان، تنوعت بين المسلسلات الدرامية والسلسلات الفكاهية والسيتكوم والكاميرا الخفية. وقد تعرضت هذه البرامج إلى العديد من الانتقادات وأغلبها سقط سقوطا حرا بمحتواه الركيك البعيد كل البعد عن الواقع الحقيقي لمعيشة المواطن، فيما عرفت أعمال قليلة جدا النجاح لدى الجمهور وكان الإقبال عليها كبيرا.

 “الخاوة” و”عاشور العاشر” شمعتان أضاءتا في ظلمة الأعمال الأخرى

استطاع المخرج جعفر قاسم أن يصنع الفرجة بالجزء الثاني من “السلطان عاشور العاشر” الذي حقق نسبة مشاهدة كبيرة لدى الجمهور. وتصدرت هذه السلسلة أيضا اهتمام الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي. وجاء هذا النجاح ليؤكد ذكاء جعفر قاسم في طرح مواضيع آنية يعيشها الجمهور في حياته اليومية وكان المخرج جريئا في تناولها، كما وفق في اختياره المحكم للممثلين الذين جسدوا مختلف الأدوار. وقد برزت في الجزء الثاني عدة وجوه منهم بلاحة بن زيان (النوري)، عثمان بن داود (دحمانوس)، سهيلة معلم (الأميرة عبلة) والدور الرئيسي للسلسلة الذي جسده ببراعة الفنان المتألق صالح أوڤروت.

 

وأيضا مسلسل “الخاوة” الذي عرضته قناة “الجزائرية وان”، حيث حقق نسبة عالية من المشاهدة وصنف ضمن الأعمال العالية الجودة ويعد نقلة نوعية في المجال التقني. وظهر العمل بحبكة محكمة وقصة واضحة – قصة صراع عائلة مصطفاوي على الميراث – وعرف مشاركة كبيرة لنجوم الفن المتألقين منهم حسان كشاش، عبد النور شلوش، موني بوعلام، فيريه توقرتي…

 

“صمت الأبرياء”… تكرار مملّ

“صمت الأبرياء” الذي عرضه التلفزيون العمومي خلال شهر رمضان ورغم الضجة التي أثيرت حول هذا العمل قبل عرضه إلا أنه لم يصنع الحدث. ولاحظ الكثير تشابها كبيرا بين هذا العمل والمسلسلات التي بثها التلفزيون العمومي في رمضانات الأعوام الخمسة السابقة. واحتفاظ المخرج بنفس الوجوه التي شاركت في جل تلك الأعمال جعل المسلسل يسقط سقوطا حرا ولم يعرف النجاح المرجو وكانت سارة لعلامة البطلة خارج النص في هذا المسلسل، وهي التي تألقت في أعمال سابقة…

 

فشل ذريع لـ “بيبيش وبيبيشة” في جزئه الرابع

رغم أنه عرف مشاركة قوية لألمع النجوم الذين انضموا إلى الجزء الجديد من “بيبيش وبيبيشة” أمثال مراد خان، محمد بوشايب وكمال عبيدات إلا أنه لم يحقق النجاح مثلما حدث مع الأجزاء السابقة. وبدا هذا العمل في الجزء الجديد فاشلا على طول الخط خاصة في مضمونه الذي كان بعيدا كل البعد عن واقع الأسر الجزائرية.

لم يلق العمل الإقبال المرجو من طرف الجمهور، رغم أن بطلي السلسلة الرئيسيين مروان ڤروابي وسهيلة معلم اللذين أكدا في تصريحات سابقة أن السلسلة في جزئها الجديد عرفت العديد من التطورات، لكن الواضح بعد عرضها أنها حملت الكثير من السلبيات ما أدى إلى فشلها.

 

“تيمسال ندا موحوش” صورة طبق الأصل لـ “أخام دا مزيان”

عرض التلفزيون العمومي على قناته الرابعة الناطقة بالأمازيغية خلال الشهر الفضيل سلسلة اجتماعية فكاهية بعنوان “تيمسال ندا موحوش” بمعنى “حكايات دا موحوش” وهي نسخة طبق الأصل للسلسلة الناجحة “أخام دا مزيان”، حيث احتفظ المخرج بأغلب نجوم هذه السلسلة في “تيمسال ندا موحوش” وأدى دور البطولة (دا موحوش) الفنان أرزقي سيواني وهو نفسه من أدى دور “دا مزيان” مع تعويض الوجوه التي رحلت بوجوه جديدة أمثال الراحلين بوعرابة محند أويدير الذي أدى في “دا مزيان” دور “دا بلعيد” وسليمة لعبيدي التي أدت دور “مونيكا”…

والمتتبع لسلسلة “تيمسال ندا موحوش” يلمس التشابه الكبير بين هذه السلسلة وسلسلة “أخام دا مزيان” في الكثير من الجوانب، حتى من ناحية الديكور وطريقة أداء الفنانين والموسيقى التصويرية، ناهيك عن طريقة الإخراج التي لم تكن في المستوى.

والجمهور دائما يبحث عن أعمال فنية جديدة من عدة جوانب ولا يريد نسخا طبق الأصل لأعمال أخرى سبق وأن نالت النجاح لدى الجمهور، وأيضا من ناحية اختيار الممثلين، فلا بد أن يختار لكل سلسلة ممثلين جدد لم يسبق لهم أن مثلوا في السلسلة السابقة حتى لا يدخل العمل الجديد في الروتين ويمل منه الجمهور من البداية.

 

لخضر بوخرص يكرر نفسه

لخضر بوخرص المعروف بالحاج لخضر ظهر أيضا خلال هذا رمضان بسلسلة جديدة من حيث العنوان، لكن لم نلاحظ الفرق في المحتوى ولا في الظهور. وسلسلة “ڤروم وڤرومة” لم تختلف عن كل السلسلات التي أنتجها الحاج لخضر منذ “عمارة الحاج لخضر” وحتى طريقة لباسه لم تختلف من حينها. فعبر كل السلسلات التي أنجزها منذ “عمارة الحاج لخضر” وهو يظهر بالڤندورة والعمامة وحتى طريقة أدائه لأدواره في مختلف هذه السلسلات كانت همجية ولم يبدع فيها، وهذا ما دفع الجمهور للنفور من متابعة هذا العمل، حيث لم يحقق المشاهدة المرجوة. وقد تلقى لخضر بوخرص عدة انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأيضا عبر الصحف الوطنية. وانطلاقا من ذلك على الحاج لخضر أن يعيد حساباته في المرات القادمة إن أراد إنجاز عمل فني جديد.

 

دخلاء يؤسسون شركات إنتاج

كما شهدت مختلف القنوات التلفزيونية العمومية والخاصة بث عدة سيتكوم وسلسلات تغيرت عناوينها لكنها تشابهت في طرح المحتوى، منها “أنا ومرتي”، “أنا وياك”…

وعرفت مختلف القنوات التلفزيونية الجزائرية التعامل مع دخلاء على الميدان الذين أصبحوا بين ليلة وضحاها أصحاب مؤسسات إنتاج وهذا باسم التقشف، لأن هذه المؤسسات لم يكن بوسعها اقتناء أعمال في المستوى تتعامل مع أكفاء ومبدعين ومحترفين حقيقيين، فكانت النتيجة فشلا على جميع الأصعدة.