في حوار خص به المسرحي يزيد صحراوي “الموعد اليومي” تطرق فيه إلى العديد من الجوانب عن أبي الفنون وعن مشاركته في الأعمال المسرحية الجديدة ورأيه في ماضي وحاضر ومستقبل المسرح الجزائري.
– هل من جديد مسرحي لديك؟
** آخر عمل مسرحي شاركت فيه كان مع التعاونية الفنية بورسعيد وجسدت فيه دورا مهما في مسرحية “جاء يسعى ودر تسعة” من إخراج علي جبارة، وقدمنا أكثر من 17 عرضا في عدة ولايات وآخر عرض كان في قاعة كازينو الجزائر الوسطى في 13 أكتوبر 2018، ومن المقرر أيضا أن أشارك في مهرجان الضحك بالمدية، وحاليا أنا موزع في عمل جديد وهي مسرحية “ماكبث” مع المسرح الوطني الجزائري ومن إخراج الأستاذ أحمد خودي، ونحن حاليا نقوم بتدريبات يومية على أن يكون العرض الشرفي لهذه المسرحية في 15 نوفمبر 2018 على ركح مسرح بشطارزي.
– ما هو الدور الذي تجسده في المسرحية الجديدة “ماكبث”؟
** أقوم بتجسيد دور الملك.
– هل تمت تسوية المشكل الذي كان موجودا بينك وبين المسرح الجزائري؟
** ليس لدي أي مشكل مع المسرح، والحقيقة تكمن في أن المسؤولة عن البرمجة على مستوى المسرح الوطني ارتكبت أخطاء في البرمجة وكتبت بكل تلقائية في صفحتي حول الحادثة، لكن لم يكن لي أي مشكل مع إدارة المسرح أو المدراء.
– مهرجانات مسرحية كثيرة أصبحت لاحدث بسبب ضعف الميزانية التي تخصص لها
(للمهرجانات) التي قلصت وأيضا إلغاء عدة مهرجانات أخرى، ما تعقيبك؟
** فعلا الحركة المسرحية أصبحت ضعيفة نظرا لنقص التمويل بالنسبة للفرق الحرة والتعاونيات، حتى التوزيع والبرمجة للعروض أصبح صعبا… أما بالنسبة للمهرجانات فقد تقلصت بسبب نقص الميزانيات الممنوحة، لكن في رأيي لو اهتم القطاع الخاص والشركات الوطنية الكبيرة بمساعدة الإنتاج المسرحي كما تفعله مع الرياضة، نستطيع في المستقبل التقدم نحو الأفضل وهذا راجع لإرادة الدولة في وضع استراتيجية حقيقية للنهوض بالفن المسرحي..
– حسبك لماذا لا يمول أصحاب المال المسرح وميدان الثقافة بصفة عامة كما يفعلون مع الرياضة؟
** لأنه ليست هناك استراتيجية على المدى البعيد للدولة، كما أنه لا وجود لقرار سياسي يدعم المسرح وأيضا لأنه ببساطة المسرح في مفهوم وذهنية رجال الدولة و السياسيين مفهوم خاطئ، هم يعلمون أن المسرح دوره توعوي، أما الرياضة فيشجعون أصحاب المؤسسات على تمويلها لأنه ليست لهم ثقافة، همهم الوحيد انشغال الشباب في الملاعب لإبعادهم عن السياسة وتفرغهم لجمع الأموال….
– ربما المسرح أيضا لم يعد يجلب الجمهور؟
** أنا معك في هذا الطرح لكن هذه قضية أخرى، ففي العشرية السوداء بدأ الجمهور يقاطع العروض المسرحية شيئا فشيئا وبعدها جاء غزو عالم الفيديو والأنترنت
ومواقع التواصل الاجتماعي.. كلّ هذه العوامل لها دور في عزوف الجمهور عن قاعة العروض، ولعلمك أيضا أن المسرح الوطني الجزائري كان مغلقا من 1996، وقامت الدولة بترميمه وأعادت فتحه عام 2000، وفي عهد رئيس الحكومة بن بيتور، قامت وزيرة الثقافة بمبادرة سميت بالشهر المسرحي، حيث قمنا بعدة جولات فنية في عدة ولايات شاركت فيها عدة دول عربية مثل مصر، تونس، ليبيا، السودان، وبدأ الجمهور يعود للقاعات، كذلك المهرجانات كانت قوية حتى الإنتاج كان نوعيا
ومتميزا… لكن كلّ هذا راجع للإرادة السياسية المنتهجة للنهوض بالمسرح، وأشير هنا إلى أنه عندنا طاقات شابة من ممثلين وكتاب ومخرجين لكن لا حياة لمن تنادي
وأصبح المسرح مرتبطا بالمناسبات وهذا شيئ خطير..
كما أنني أعترف بوجود طاقات شابة في المستوى، لكن الأعمال التي تقدم لم تستطع إعادة الجمهور بقوة للركح مثلما كان في السابق، هذا الموضوع طويل ومعقد وطبعا من حقهم أن يقولوا ما يشاءون، لكن أنا أقول لك إن الفنان لو وجد كل الإمكانيات المطلوبة يستطيع أن يقدم عملا جيدا وخير مثال على هذا الأمر.. جارتنا تونس… عندما يقوم الفنانون بإنتاج عرض.. يوفرون للمخرج والممثل كل الإمكانيات المادية
والمعنوية وأكثر من ذلك حتى الإشهار يلعب دورا كبيرا في جلب الجمهور عبر التلفزة، الجرائد والشارع… الخ.
– في كثير من الأحيان توفير الإمكانيات لم يرفع من مستوى المسرح مثلما كان يقدم في السابق بدليل أن في زمن البحبوحة لم يكن الأمر كذلك، ما تعقيبك؟
** في زمن البحبوحة، صحيح لكن القضية معقدة، فبعض الوجوه الفنية الجزائرية الله يسامحهم قاموا بإدخال شبه الفنانين واستغلوا بعض المناصب لجمع ما يستطيعون جمعه من أموال… وكلّ من كان ضدّ هذه السياسة كان لا يعمل، أي كان يُهمش بحجة أنه يتكلم كثيرا… وهناك عدة اتهامات أخرى، وفي زمن البحبوحة هناك أناس ليس لهم علاقة بالفن أصبحوا مشهورين..
– هل تعترف أن المسرح الجزائري في عهد يحياوي أعطى الفرصة للشباب وفتح لهم الأبواب مقارنة بالعهد السابق؟
** نعم، أعترف بذلك، في عهد يحياوي تغيرت بعض الأمور مثلا الإدارة الفنية يديرها فنان شاب وهو جمال قرمي يحب عمله، سمعته طيبة وله استراتيجية في التسيير الفني، والدائرة الإعلامية كذلك يديرها مجموعة من الشباب الصحفيين. كما أثبت السيد يحياوي العام الماضي كفاءته، فبميزانية ضعيفة أنجح المهرجان الوطني للمسرح المحترف… وبرنامج هذا العام ثريّ…. إتفاقية مع مسرح وهران وإتفاقية مع المسرح المغاربي، وأثمن مجهود هذا الرجل، صحيح أنه فتح الأبواب للشباب، وهذا ما يجب أن يكون لكي نقدم الأفضل في هذا المجال.
– عندما نسأل عن المسرح، الكثير من الناس يعرفون ويتذكرون المسرحيات والمسرحيين القدامى دون تذكرهم للمسرح الجديد ورواده، ما تعليقك؟
** بكل بساطة لأن المسرحيات القديمة والممثلين تركوا بصمة… خاصة مثل مسرحية: الأجواد لعبد القادر علولة… الشهداء… حزام الغولة وغيرها…. لكن ليكن في علمك أن تلك الفترة كان لها جمهور يتابع ويدخل لمشاهدة العرض عدة مرات… وهذا راجع للإشهار بالعرض قبل ولادته وبعد… وكذلك استراتجية توزيع العرض لا يتوقف عند 30 عرضا، بل يبقى أكثر من 3 سنوات يجول كلّ الولايات عندما كان القرار السياسي لقطاع الثقافة له سيادة.
حاورته: حورية/ ق