في عنابة والعاصمة

المسرحيون يتذكرون فقيد الخشبة عز الدين مجوبي

المسرحيون يتذكرون فقيد الخشبة عز الدين مجوبي

تجاوب الجمهور من عشاق الفن الرابع بعنابة مع أحداث مسرحية “الحقار والمكار والنية” للمخرج بشير سلاطنية، التي قدم عرضها الشرفي، الاثنين، في إطار برنامج إحياء الذكرى الـ28 لرحيل فقيد المسرح الجزائري، عز الدين مجوبي.

وقد شكل حضور عدد كبير من الجمهور لمتابعة العرض بقاعة المسرح الجهوي عز الدين مجوبي “علامة تقدير للإبداع الفني المسرحي الذي يبقى وسيلة راقية لطرح قضايا مجتمعية ومعالجة إشكاليات حساسة تهم المجتمع”، كما أعرب عنه عدد من الشباب عقب العرض.

وتبرز مسرحية “الحقار والمكار والنية”، التي أنتجت من طرف التعاونية الثقافية للمسرح “بور سعيد” بالجزائر العاصمة بمساهمة المسرح الجهوي بعنابة “ضمن طابع فكاهي”، إشكالية التكفل بجيل المستقبل ومسؤولية الاستثمار في الإنسان من خلال دور الأولياء في تربية الأبناء وكذا المسؤولية الجماعية للمجتمع في إعداد جيل الغد.

وعلى مدار ساعة و15 دقيقة، تناول هذا العمل الذي هو عبارة عن اقتباس حر لنص “خدع سكابان” للمؤلف العالمي موليير بإسقاط على الحاضر، قصة رجلين بورجوازيين من أصحاب سفن صيد يسعيان وراء الربح وجمع الثروة ويتناسيان الأهم وهو الاستثمار في الأبناء.

وأوضح المخرج بشير سلاطنية أن فريق العمل اختار الطابع الفكاهي الهادف لطرح مظاهر وسلوكيات اجتماعية سلبية في أوساط الشباب، مما يفرض على الجميع مراجعة الذات وتحمل المسؤولية تجاه جيل الغد. وقد تقاسم أدوار المسرحية تسعة ممثلين أربعة منهم نساء جلهم من ولاية عنابة.

وفي نفس الإطار، أقيمت، الاثنين، بالجزائر العاصمة، وقفة ترحم على روح الراحل، عز الدين مجوبي، أحد أكبر وجوه المسرح الجزائري، الذي اغتيل فيه بتاريخ 13 فيفري 1995، أمام مبنى المسرح الوطني الجزائري الذي كان يتولى إدارته.

وحضر هذه الوقفة، عديد الممثلين والمخرجين ووجوه من المسرح والسينما، فضلا عن عديد المعجبين بالفنان الراحل، حيث تم وضع باقة من الزهور عند المكان الذي تعرض فيه الراحل للاعتداء الارهابي الذي حرم الساحة الثقافية الجزائرية من أحد ألمع أقطابها.

بهذه المناسبة، أعرب الممثل عبد الحميد رابية، عن أسفه لفقدان قامة من قامات المسرح والثقافة الوطنية، داعيا إلى المحافظة على ذاكرة هذا الفنان، الذي “ترك أعمالا مسرحية خالدة” وأشرف على تكوين أجيال من الممثلين الشباب”.

كما شارك في وقفة الترحم على روح مجوبي، عديد الممثلين ووجوه المسرح الجزائري، على غرار إبراهيم شرقي وجمال قرمي وهشام مصباح، إلى جانب ممثلين شباب ومهنيين.

ولد عز الدين مجوبي في سنة 1945 بسكيكدة، واستهل مساره المهني كممثل في سنة 1963 بالمعهد البلدي للموسيقى والمسرح بالجزائر العاصمة، ثم في المسرح الوطني الجزائري، قبل أن يلتحق بأول فرقة لمسرح الإذاعة والتلفزيون الجزائريين.

كما عمل بكل من وهران وسعيدة وتولى أيضا إدارة المسرحيين الجهويين لكل من باتنة وبجاية، دون أن ينقطع عن ركح الخشبة والمسرح الهاوي والتكوين.

وهو معروف بأعمال مسرحية من قبيل “باب الفتوح” و”قالو لعرب قالو” و”غابو لفكار” أو كذلك عمله الأخير “الحوينتة”، أما عمله الخالد والشهير، فيبقى “حافلة تسير” مع الممثلة البارزة دليلة حليلو.

وبعد كل هذا المشوار الثري بالتجارب، قام بمعية رفيقي دربه بتأسيس فرقة “القلعة” في نهاية الثمانينيات (1980) والتي تضم خاصة، زياني شريف عياد وأمحمد بن قطاف وصونية والتي أبدعت في انتاج روائع في الفن الرابع على غرار “العيطة”.

كما لم يبخل الراحل مجوبي بفنه وموهبته على السينما والتلفزيون، حيث غالبا ما يلجأ إليه المخرجون من أمثال محمد شويخ، حيث استطاع في عديد المناسبات أن يضع لمسته الفنية المميزة على أعمال تلفزيونية موجهة للأطفال برفقة وجوه فنية شهيرة في تلك الحقبة.

ب/ص