تفاجأ عدد من الحرفيين بالعاصمة لقرار اقصائهم من الاستفادة من إعانة كورونا بعد شهر من آخر عملية فرز اُستثني منها أكثر من 400 حرفي لعدم خضوعهم للشروط المطلوبة، معربين عن امتعاضهم للوضع الذي أجبروا على التواجد عليه بعد صبر كبير طمعا في مساعدة من طرف السلطات لتخفيف وطأة المعاناة التي فرضت عليهم بعد تراجع قدرتهم الشرائية وتجميد نشاطهم المتأثر بتبعات وباء كورونا.
في المقابل، استاء المستفيدون من آلية صب الإعانة رغم أنهم استغرقوا كثيرا لتأمين مستلزمات الملف الذي لم يكن في متناول الجميع ليمضوا أكثر من أربعة أشهر في الانتظار قبل أن يصطدموا بحصولهم على الشطر الأول فقط دون الشطرين الآخرين اللذين لا يعرفون متى سيستفيدون منهما، وكثيرون لم يحصلوا على المنحة الأولى أو لم يعلموا بصبها. لا يزال حرفيو العاصمة يترقبون استفادتهم من إعانة كورونا من عدمها لاستمرار حالات الإقصاء التي مست هذه المرة 12 حرفيا تم إمهالهم حتى الفاتح من فيفري لإيداع طعونهم إزاء قرار الإقصاء، لينضموا إلى أكثر من 400 شخص نالوا نفس المصير قبل شهر من الآن، الأمر الذي أثار حفيظتهم وجعلهم يتهمون السلطات بإجحاف حقوقهم باعتبارهم عانوا الويلات خلال الفترة الماضية، فلم يمارسوا نشاطهم منذ أكثر من عامين بداية بعام الحراك فعام كورونا وقبلهما كانوا يشتكون جملة من المعوقات التي حالت دون ترقية حرفهم على غرار حرمانهم من الوسم الذي يشير إلى منتوجاتهم التقليدية للترويج عنها خارج البلد، كما يشكون غياب مساعي جمعهم ضمن مجموعات للرفع من الإنتاج الواحد، فتح أسواق لعرض منتوجاتهم وغيرها من المشاكل التي حالت دون إنعاش نشاطهم بمستوى المجهودات المبذولة، في المقابل اشتكى المستفيدون من الاعانة من آلية صبها، بحيث لم يتم إشعارهم بها و لا حتى إدراج قائمة تشير إلى أسماء المستفيدين الذين اضطروا طوال أربعة أشهر إلى تفقد حساباتهم المصرفية والبنكية طمعا في الحصول عليها، منتقدين صب شطر واحد فقط، والذي لم يحصل عليه الجميع في انتظار الشطرين الآخرين اللذين لا يعرفون متى يستفيدون منهما في ظل غياب آليات اتصال تريحهم.
وتجدر الإشارة إلى أن كثيرا من الحرفيين المقصين من الامتياز أعابوا على الوصاية حرمانهم من المبادرة التي أدرجت أصلا لتخفيف وطأة الوباء على أصحاب الدخل الضعيف وتلقوا القرار بكثير من الامتعاض بعدما وجهت مديرية السياحة والصناعة التقليدية لولاية الجزائر إخطارا للمعنيين، قالت فيه، إن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء استثناهم من القائمة وطالبتهم بتقديم طعونهم لديها في كل مرة يتم فيها اسقاط أسماء من القائمة لإعادة دراسة ملفاتهم، معتبرين أن المسؤولين فرضوا عليهم شروطا تعجيزية، خاصة وأن الجميع يعلم بعجزهم عن تسديد اشتراكات الصندوق المقدرة بـ 48000 دج على الأقل بدون الحديث عن تكاليف الكراء والضرائب، داعين إلى تطبيق المادة 4 من المرسوم التنفيذي 20–211 التي تقضي بعدم اخضاع هذه المساعدة للضريبة ولا للضمان الاجتماعي. يذكر أن النشاطات غير المعنية بالمساعدة حسب مديرية السياحة هي حرفي خباز، حرفي خباز وحلواني – الخبز التقليدي، الطحن التقليدي، العجائن الغذائية، أغذية الأنعام، طحن التوابل، تحضير الأعشاب، طحن القهوة، حرفي حماص، صناعة أغذية الأنعام، صناعة مواد التنظيف، صناعة الصابون، الفلكنة وإصلاح العجلات، صيانة المركبات والسيارات والآلات و المعدات الفلاحية وإصلاحها (ميكانيك وكهرباء السيارات – دهن السيارات… الخ)، غسل السيارات وتنظيفها، إصلاح الحواسيب والأجهزة الإلكترونية (تلفاز-راديو ….الخ)، إصلاح الهواتف والهواتف النقالة.
إسراء. أ