تعتزم شركة “اكسترامادورا” العالمية، إطلاق مشروعها الفلاحي، بغرداية مع بداية العام الجديد، في حالة موافقة السلطات الجزائرية عليه، ويتمثل المشروع في الغرس المكثف للأشجار المثمرة من مختلف الأنواع والأصناف التي تتلاءم مع المنطقة، بداية بأشجار الزيتون والعنب بالاعتماد على تقنيات بسيطة، وتشارك فيه أربع دول إسبانيا، البرتغال، الجزائر وكذا فرنسا، وتصل قيمته إلى حوالي مليون وستمئة أورو، وسيكون محطة لاستقطاب أيادي عاملة بسيطة كثيرة وكذا مختصين في المجال الفلاحي.
المدير العام لشركة اكسترامادورا لـ “الموعد اليومي”:
“نسعى لغرس أكثر من مليون شجرة بغرداية”
أثناء قيامنا بجولة في المعرض الدولي للفلاحة المنظم بقصر المعارض مؤخرا، حيث طفنا بمختلف أجنحته، وقفنا على آخر المنتجات المعروضة، كما تبادلنا الحديث مع العارضين الذين أكدوا أن السوق الجزائرية واعدة، معبرين عن استعدادهم لتجسيد مشاريعهم فيها في حالة توفر كل الشروط اللازمة لذلك، كما التقينا بمدير شركة “اكسترامادورا” العالمية “سانتوس لوزانو بالوميك”، الذي يعتزم إطلاق مشروع فلاحي ضخم بولاية غرداية، في حالة موافقة السلطات الجزائرية عليه، وقدم لنا شروحات حول المشروع، الذي يعتمد على الزراعة المكثفة للنباتات، باستعمال تقنيات بسيطة، وقد وقع الاختيار على غرداية لتوفرها على كميات معتبرة من المياه الجوفية، التي لم تستغل بعد، مشيرا إلى أن المشروع يعرض لأول مرة في الجزائر، بالمعرض الدولي للفلاحة، وقد جسد مثل هذا المشروع في الأردن، الذي يعتبر كأول تجربة ولقي نجاحا معتبرا، وحاليا نريد نقل تلك التجربة إلى الجزائر، لتوفرها على نفس المؤهلات.
كما أضاف “سانتوس لوزانو بالوميك”، في السياق ذاته، أن المشروع يعتمد على الزراعة المكثفة للنباتات، وأول تجربة ستكون في أشجار الزيتون النخيل والعنب، باعتبار المنطقة معروفة بهذه الأشجار المثمرة، على أن تتوسع إلى نباتات أخرى، وستصبح غرداية مشتلة لمختلف أنواع النباتات، وتشارك في المشروع أربع دول إسبانيا، البرتغال، إضافة إلى الجزائر وفرنسا، حيث يهدف المشروع الفلاحي الذي ستقوم به الشركة المختلطة، إلى تطوير الفلاحة في المنطقة التي عرفت تأخرا مقارنة بالسنوات الماضية، حيث حسب الملاحظين العالميين في مجال الفلاحة والتغذية، لو تواصلت الأمور على حالها، فسيكون هناك نقص كبير في المواد الغذائية مستقبلا، مما سيؤثر سلبا على الفرد، ما يتطلب تجسيد العديد من المشاريع في مجال الفلاحة، لتجنب الانعكاسات السلبية المحتملة، نظرا للإمكانيات التي تزخر بها المنطقة سوءا الباطنية أو السطحية.
اختيار غرداية لتوفرها على المياه الجوفية بكثرة
أما فيما يتعلق باختيار غرداية لتجسيد هذا المشروع الفلاحي الضخم، فقد قال “اخترنا ولاية غرداية لتوفرها على المياه الجوفية بكثرة، التي لم تستغل بعد لعدة اعتبارات، الأمر الذي شجعنا والمضي قدما في تجسيده، وكذا لكون المنطقة فلاحية بامتياز، ومعروفة بإنتاجها الوفير لعدة أنواع من المنتجات الفلاحية”.
كما أضاف رئيس المجمع، أن المشروع الذي تشارك فيه أربع دول أوروبية، مهم جدا لتطوير الفلاحة بالمنطقة، نظرا لتوفرها على المؤهلات والإمكانيات، كما أن التغيرات المناخية التي حدثت خلال السنوات الأخيرة، تستلزم تغيير المعايير المعمول بها في الفلاحة لتجنب نقص التغذية، من خلال تجسيد مشاريع مختلفة في عدة دول من العالم على غرار الإفريقية والآسيوية، ويهدف المشروع إلى غرس أكثر من مليون شجرة من مختلف الأنواع خلال العام، التي تتأقلم مع المنطقة وتتلاءم مع مناخها، حيث لو تم غرسها في منطقة الشمال ستموت، وبالتالي اختيرت غرداية لتجسيد هذا المشروع الكبير، على أن تنقل الأشجار إلى المناطق الأخرى من الوطن مستقبلا، نظرا لتأقلمها مع مناخ تلك المناطق، وستطبق نفس تجربة الأردن في غرداية، بالاعتماد على وسائل بسيطة واستعمال الطاقات المتجددة.
قيمة المشروع الإستثماري مليون وستمئة أورو
كما أوضح المتحدث ذاته، أن قيمة المشروع تصل إلى حوالي مليون وستمئة أورو، وهو مبلغ معتبر، وسيجلب أيادٍ عاملة كثيرة، ومختصين في المجال الفلاحي، في حالة تم تجسيده ميدانيا، يجسد في البداية بغرداية، على أن تعمم التجربة على الولايات الأخرى من الوطن، ويمكن إنتاج في العام 100 ألف شجرة بالمتر المربع، دون تبذير المياه التي تعد مادة حيوية، باستعمال تقنية الزراعة المكثفة، وكشف بالمناسبة، أن مدة المشروع ثلاث سنوات وسينطلق مع دخول العام الجديد، إضافة إلى وجود تسهيلات بالجزائر للمستثمرين، لإنجاز مشاريعهم مقارنة بالدول الأخرى، التي لا تتوفر على شبكة مواصلات و الكهرباء، اللذان يعدان عنصرين مهمين لإنجاح أي مشروع استثماري.
مدير شركة “تيمسو فرنس” محمد محفوظي لـ “الموعد اليومي”:
“المشروع لقي ترحيبا من السلطات على أمل أن يجسد ميدانيا”
من جهته، أوضح مدير شركة “تيمسو فرنس” محمد محفوظي، الطرف الجزائري المشارك في المشروع، أن فكرة تجسيده راودته عندما كان في إسبانيا، نظرا للتكاليف البسيطة التي يتطلبها، فقلت لما لا يتم إنجاز مثل هذا المشروع ببلدنا، نظرا للإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها في مختلف المجالات، كما أن التقنية المطبقة به نستطيع بها إنتاج ثلاثة أضعاف ما ينتجه الهكتار الواحد، وحاليا يعد هذا المشروع الأول في غرداية، وستكون أخرى في الجزائر مستقبلا، قصد تطوير الفلاحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث لقي ترحيبا كبيرا من قبل السلطات وهو مؤشر إيجابي، على أن تنطلق الأشغال به مطلع هذا العام في حالة تم الاتفاق بين الطرفين أي المجمع والسلطات الجزائرية.
إمكانيات غرداية جعلتها قبلة للمستثمرين الأجانب
تزخر ولاية غرداية التي تقع شمال صحراء الجزائر، المقدرة مساحتها الإجمالية بـ 86105 كلم2، ويحدها من الشمال ولاية الجلفة والأغواط، أما غربا فكل من البيض وأدرار، ومن الشرق ورقلة وتمنراست جنوبا، بإمكانيات معتبرة في عدة مجالات سوءا الفلاحية من مياه جوفية لم تستغل بعد، وكذا تربة صالحة لزراعة مختلف المنتجات، كما تتمتع بالسياحة من خلال الآثار التاريخية التي تعود لآلاف السنين، وتعبر عن تاريخ المنطقة الضارب في الأعماق، كما تعرف بنسيجها وتنظيمها كل عام تظاهرة للزربية التقليدية، التي تستقطب العديد من السواح سواء جزائريين أو أجانب، ما جعلها محطة للمستثمرين الراغبين في تجسيد مشاريعهم وإخراج غرداية من عزلتها، من خلال مختلف المشاريع الاستثمارية سواء المحلية أو الأجنبية، مرتبط بمدى موافقة السلطات على تجسيدها وتوفير كل التسهيلات، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها بلدنا، ما يتطلب إقامة مشاريع فلاحية وسياحية لإعطاء نفس جديد للاقتصاد الوطني الذي ما زال يعاني.
نادية حدار


