في تصريحه للموعد اليومي.. الشيخ رضوان عمري عضو البعثة الجزائرية للحج:

المرشد الديني في الحج وريث مقام النبوة وخدمة الحجاج أمانة تتطلب ضميرا حيا وجهدا متواصلا

المرشد الديني في الحج وريث مقام النبوة وخدمة الحجاج أمانة تتطلب ضميرا حيا وجهدا متواصلا

في تصريح خص به جريدة الموعد اليومي، أكد الشيخ رضوان عمري، إمام وعضو البعثة الجزائرية للحج، أن مهمة الإرشاد الديني خلال موسم الحج هي من أشرف المهام التي يمكن أن يُكلف بها أحد، مشددًا على أنها مسؤولية عظيمة تستوجب العلم والإخلاص والرحمة، لأنها تمس مباشرة ركنًا من أركان الإسلام.

وقال الشيخ عمري: “المرشد الديني لا يؤدي مجرد دور تنظيمي أو شكلي، بل هو حامل لأمانة كبرى ومكلف بمقام نبوي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجته: خذوا عني مناسككم. وعليه، فإن المرشد يعلم الناس كيف يؤدون مناسكهم بالشكل الصحيح، ويصحح الأخطاء، ويواكب الحجاج في كل خطوة، ليكون لهم عونا وسندا في أداء ركن من أعظم أركان الدين”. وأضاف: “لكي يؤدي المرشد هذا الدور على أكمل وجه، عليه أن يكون صاحب كفاءة علمية راسخة، متمكنًا من أحكام الحج والعمرة، وفي ذات الوقت يتمتع بكفاءة بدنية ونفسية عالية، لأنه يتعامل مع أوضاع وظروف مرهقة، ومع فئة عمرية حساسة من الحجاج، ككبار السن والمرضى”. وتابع الشيخ عمري حديثه واصفا واقع المهمة الميدانية بقوله: “خدمة الحجاج ليست مهمة سهلة أو مريحة، بل هي عمل مضن يتطلب صبرا وضميرا حيا، لأننا نتعامل مع حجاج بذلوا من أعمارهم وأموالهم وانتظروا سنوات من أجل نيل فرصة الحج، وبعضهم ينتظر 15 أو 20 سنة ليحج، ثم يجد نفسه أمام تحديات بدنية أو مواقف صعبة، وهنا يتجلى دور المرشد كداعم إنساني قبل أن يكون مرشدا دينيا”. وعن بعض المواقف المؤثرة التي صادفها، قال: “في أحد الأيام، وجدت حاجة مسنة تائهة وتبكي بحرقة وتردد أنها لا تريد العودة دون أن تتم شعائرها بالشكل الصحيح. مثل هذه المشاهد تؤثر فينا كثيرا وتزيدنا إصرارا على بذل كل جهد من أجل خدمتهم”. وأشار إلى أن بعض المرشدين يقضون أياما دون نوم، يتنقلون بين المشاعر المقدسة لمرافقة الحجاج والبحث عن التائهين وتقديم النصيحة والمساعدة، مضيفا: “نحن ننظر إلى الحجاج كما ننظر إلى والدينا، وهذه الخدمة ليست وظيفة، بل رسالة”. وختم الشيخ رضوان عمري تصريحه، بتوجيه الشكر للسلطات السعودية على ما تبذله من جهود متواصلة في تنظيم الموسم وتوفير كل الوسائل لخدمة ضيوف الرحمن، داعيا في ذات السياق إلى تعزيز التنسيق بين البعثات والحكومة السعودية لضمان أداء الحجاج الجزائريين لمناسكهم في أفضل الظروف، وختم بقوله: “نسأل الله أن يتقبل من الجميع وأن يرزقنا الإخلاص في خدمة هذا الركن العظيم”.

محمد بوسلامة