لا يزال العاصميون متضررين من النقص الملفت لمكاتب البريد التي بالكاد توفر الحد الأدنى من الخدمة، رغم المحاولات المتواصلة لمديرية البريد والمواصلات لولاية الجزائر امتصاص الضغط المسجل بإنشاء مراكز جديدة،
لكنها تبقى أبعد من أن تستوعب العدد الهائل من المواطنين المقبلين عليها، خاصة في الأحياء السكنية الجديدة التي تفتقر إلى المرافق تماما، وهذا دون الحديث عن نوعية الخدمة المقدمة والتي فشلت حتى في ترجمة جهود عصرنتها سيما ما تعلق بأجهزة السحب الآلي التي أضحت مجرد ديكور بسبب تعطلها المستمر الذي قد يستغرق سنوات.
يطالب سكان العاصمة بضرورة تجسيد مراكز بريد جديدة تستوعب الزيادات المتواصلة في الحاجة إليها بمناطقهم المحرومة منها، وإن وجدت، فإنها تشهد عدة نقائص ومشاكل تحول دون تحسين خدمتها العمومية التي تقدمها، فبعد التوسع العمراني الكبير الذي تشهده ولاية الجزائر، أصبح من الضرورة بمكان إلحاق هذا التوسع بتجسيد المرافق الخدماتية على غرار مراكز البريد أو الموزعات الآلية، خاصة وأنهم في كل مرة يتوجهون إلى مراكز البريد المتوفرة يجدون صعوبة كبيرة في التعامل مع عمال مراكز البريد، وأن الكثير منهم لا يحترمون أوقات العمل، وفي كل مرة يتحججون بوجود مشكل خارج عن نطاقهم، كما أنه في الكثير من الأحيان يضطرون إلى تأجيل أشغالهم للوقوف في الطابور منذ الساعات الأولى للصباح، حيث تصبح هذه المعاناة أكثر قسوة بالنسبة للمسنين وكذا المتقاعدين الذين لا يطيقون الوقوف لساعات طويلة، منتقدين عدم انجاز مراكز بريد بأحيائهم الجديدة التي أنجزت بمناطق بعيدة عن المدن والمناطق العمرانية، حيث يتكبدون عناء ومشقة من أجل سحب أموالهم في مركز البريد المجاورة التي أصبحت تشهد اكتظاظا كبيرا وفوضى بسبب التوافد والاقبال المكثف للزبائن، مطالبين بضرورة توفير مراكز بريدية بأحيائهم من أجل إنهاء المعاناة التي يتكبدونها كلما أرادوا سحب رواتبهم أو معاشاتهم وغيرها، منتقدين في هذا الإطار ضيق بعض مراكز البريد على غرار بريد العاشور، كما احتجوا على الابقاء على مراكز بمعدات ضئيلة رغم الانفجار السكاني بها كما هو الحال بالكاليتوس، مشددين على ضرورة الالتفات إلى مثل هذه النقائص التي أفقدت السكان صبرهم.
في ذات السياق، احتج سكان العاصمة ضد ظاهرة تعطل أجهزة السحب الآلي المتكرر، بحيث أصبح لزاما على المستخدم لهذه الأجهزة العودة للطرق التقليدية في سحب النقود، داعين القائمين على هذه الخدمة النظر في مشكل التعطيلات المتكررة في أجهزة السحب الآلي، والتي أصبحت عبارة عن ديكور فقط، مما حرم المواطنين من سحب أموالهم، حيث يتفاقم المشكل خاصة مع نهاية كل شهر مع ضخ الرواتب ومنح المتقاعدين والموظفين والعمال، وتتجدد معه معاناة المواطنين الذين أعربوا عن استيائهم من هذا الوضع ومن نفاذ السيولة وتعطل أجهزة السحب الآلي أو الشبكة خاصة في المناسبات والأعياد أين تتضاعف عمليات سحب النقود، متسائلين عن أسباب إبقاء بعض الأجهزة معطلة رغم مرور سنوات على ذلك.