المرأة المنتجة الماكثة في البيت.. “طاقة كامنة” تبحث عن فضاءات تجارية

المرأة المنتجة الماكثة في البيت.. “طاقة كامنة” تبحث عن فضاءات تجارية

تبحث المرأة المنتجة الماكثة بالبيت عن فضاءات تجارية لعرض مختلف منتجاتها، بهدف المحافظة على استقلاليتها المالية وضمان مردودية مفيدة للمجتمع، حسب ما أكدته لـ “واج” بعض النساء المنتجات.

وأجمع عدد من النساء المنتجات الماكثات بالبيت في حديثهن مع “واج”، بمناسبة معرض المرأة المنتجة الماكثة في البيت الذي جرت فعالياته شهر أفريل الجاري ونظمته مديرية النشاط الاجتماعي لولاية الجزائر برواق عائشة حداد بشارع ديدوش مراد، أنهن يشكلن “طاقة إنتاجية كامنة لم تحظ لحد الآن بالمكانة التي تستحقها في سوق الشغل”.

وأكدن حاجتهن إلى فضاءات تجارية “لائقة” بغرض تسويق أعمالهن الحرفية واليدوية “حفاظا على استقلاليتهن المالية ومردودية مفيدة للمجتمع”.

واستطاعت فريدة دراج (40 سنة) وهي أرملة من بلدية عين البنيان بعد 10 سنوات من العمل كخياطة، أن تتخطى جدران البيت بأعمالها بعد استفادتها من مبادرات المديرية وتعرفها على كيفيات التسويق والتواصل مع الزبونات وكذا استغلال موقع الفايسبوك للترويج لخدماتها.

وشاركت بدورها صانعة الحلويات التقليدية اسمهان سفراني من بلدية عين طاية، في برنامج “جسدي مشروعك” منذ عامين. وقالت إنها تمكنت من مواصلة تكوينها والحصول على شهادة كفاءة مهنية وهي تتنقل بفضل فضاءات العرض الموفرة لها لتوسيع شبكتها المهنية.

وأقرت السيدتان بدر نعيمة المختصة في صناعة المربى من بئر توتة و بلحرشاوي فرحناز حرفية في تزيين الفخار، أن نشاطهما المتزايد بات يستلزم مساحة أكبر من أجل العمل وكذا تخزين بعض الطلبات، وهو المطلب الذي لامسته “واج” لدى العارضات اللائي أجمعن على “الاستقلالية في فضاء الابداع والانتاج”.

وفي السياق ذاته، رافعت صانعة جهاز العروس السيدة نصيرة ماضي من أجل حق الحرفيات في “مرافقة فعلية” على مستوى البلديات والدوائر. وتساءلت عن “مصير” المحلات المغلقة بسوق علي ملاح التابع لبلدية سيدي امحمد أو “غير المستغلة من قبل أصحابها ممن يعيدون تأجيرها بأسعار غير مراقبة”، على حد قولها.

وتحمل السيدة ماضي بطاقة حرفي منذ سنوات، إلا أنها تؤكد “عدم اقتناعها بجدوى ذلك”، خاصة – تضيف- فيما يتعلق بالتسويق وتوفير فضاءات تجارية دائمة تقع في أماكن مغرية ومفتوحة على الزوار.

كما عبرت الحرفية عن المنافسة “غير العادلة” بين ما تنتجه هي يدويا وبين جهاز العروس المستورد من البلدان المجاورة وغيرها، وأكدت أن “حتى التجار لا ينخرطون في مهمة إبراز الصناعة التقليدية المحلية”.

وتضم البيوت نماذج “ناجحة” من النساء من مختلف الأعمار و المستويات التعليمية توصلن إلى مرحلة الاعتماد على أنفسهن في إعالة عائلاتهن، و “تحقيق استقلالية مالية” بفضل اجتهادهن في إيجاد منافذ خارج جدران البيت لتسويق منتوجهن، تقول عجالي نورة، رئيس مصلحة العائلة والتلاحم الاجتماعي بمديرية النشاط الاجتماعي و الأسرة لولاية الجزائر.

وتبحث هذه الفئة الناشطة في المجتمع عن “فرص تسويقية ناجعة وضامنة لاستقلالية مالية دائمة”، تضيف عجالي، وهن ربات أسر “تختلف حالاتهن الاجتماعية من واحدة إلى أخرى” بين مطلقة و أرملة و أمهات لأبناء معاقين و أخريات مررن بتجارب حياتية عسيرة.

وتقول عجالي إن الهدف من هذه المعارض هو “إقحام المرأة في شبكة علاقات مهنية تسمح لها بتأسيس منهجية عمل فاعلة”، في إشارة منها إلى طرق التسويق واستعمال وسائل الاتصال الحديثة كالأنترنت والبطاقات الترويجية والتعليب وغيره.

وفي “غياب بطاقية ولائية تحدد ملامح هذا النشاط المتنامي للنساء في بيوتهن”، حسب ذات المصدر، تبقى شبكة العلاقات الشخصية و النشاط الجمعوي المنفذ الوحيد لهذه النسوة لتفعيل عملهن الحرفي و اليدوي، علما أن جلهن “غير مسجلات” في الغرفة الولائية للصناعات التقليدية و “لا ينتمين إلى الصندوق الوطني لتأمين غير الأجراء (كاسنوس)” تضيف السيدة عجالي.

 

برنامج دعم الأسرة المنتجة.. استفادة حوالي 100 عائلة بوهران

ستستفيد 95 عائلة بولاية وهران السنة الجارية من برنامج دعم الأسرة المنتجة الجديد الذي بادرت به وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، حسب ما علم لدى المديرية الولائية للنشاط الاجتماعي.

وأوضح رئيس مصلحة العائلة والتلاحم الاجتماعي بذات المديرية، بن تازي محمد، أنه تم تخصيص مبلغ 3 ملايين دج لدعم هذه الأسر لاقتناء وسائل العمل الخاصة بمشاريعها، وذلك بتمويل يتراوح بين 000 10 دج و 000 50 دج للأسرة الواحدة.

وتقطن العائلات المستفيدة من هذا البرنامج بكل من بلديات طافراوي وعين الكرمة وأرزيو وبئر الجير وقديل، تم إحصاؤها من قبل لجنة تقنية متعددة القطاعات جابت مختلف بلديات الولاية وأجرت لقاءات مع العائلات المنتجة التي هي في حاجة إلى دعم، وفق ذات المصدر. وتشتغل هذه الأسر في عدة مجالات على غرار صناعة العجائن والحلويات وتربية النحل وخياطة الملابس الجاهزة.

وقد تم تكوين أفراد هذه الأسر من قبل مؤسسات شريكة في البرنامج مثل معاهد التكوين والتعليم المهنيين والجمعيات وذلك قبل الاستفادة من الدعم. وقد مكن المخصص المالي الموجه لهذا البرنامج بشراء 50 عجانة متعددة الاستخدامات و 50 فرنا كهربائيا و 50 آلة لصنع العجائن الغذائية و 25 آلة خياطة وعدد من الخلايا المجهزة لتربية النحل، سيتم تسليمها للعائلات المعنية بعد التحقق من عدم استفادتها سابقا من أي دعم في إطار أجهزة التشغيل على غرار وكالة القرض المصغر والصندوق الوطني للتأمين على البطالة.

وسيسمح هذا البرنامج بتوفير 285 منصب شغل، وتمكين العائلات المستفيدة من تنمية وتنويع مصادر دخلها وإشراك جميع أفراد العائلة في عمليات الانتاج والترويج له، كما أشير إليه.

وستقوم اللجنة التقنية لمتابعة برنامج الأسرة المنتجة المتشكلة من ممثلين عن مديرية النشاط الاجتماعي ومديرية المصالح الفلاحية والوكالة الوطنية للقرض المصغر وجمعيات محلية، بمتابعة تجسيد هذا البرنامج الذي سيتوسع في المستقبل إلى باقي بلديات الولاية وكذا نشاطات أخرى.

لمياء. ب