المرأة المسلمة والعولمة

المرأة المسلمة والعولمة

في عصرنا هذا حيث العولمة تغزو المجتمعات الإسلامية نحتاج إلى المرأة الواعية التي تُدرك معنى العولمة، وتُدرك معنى الحياة، وتستلهم من دينها أساليب وفنون إحياء الدين في نفسها، وفي نفوس أفراد أسرتها، والحديث عن العولمة غالبًا يُذكَر معه الحديث عن سَلْب دور المرأة الأساسي في الحياة، لا سيَّما في تربية الأبناء، وإذا جرى الحديثُ حول الأجيال المسلمة وانحراف بعضها أو دخول الخلل في سلوك بعضها الآخر، أو عندما تظهر العادات المخالفة للإسلام وقِيَمِه ومُثُلِه العُليا التي يجب التعوُّد عليها يعتذر الآباء، وتعتذر الأمهات، ويعتذر المجتمع، ويقولون: لم يَعُدْ للمنزل ذلك الدور التربوي الذي كان؛ فقد انتقلت التربية إلى:  وسائل الإعلام التي تُغذِّي حياة الناس الثقافية بوسائلها المختلفة.

والمدرسة التي يقضي فيها الطالب جُلَّ وقته. والشارع الذي يؤثِّر بما فيه مِن الدعايات والجوِّ العامِّ، ومَنْ فيه مِن أصدقاء وزملاء. والمحيط الاجتماعي الذي يُحيط بالفرد في منزله وسُوقه وطريقه. هذه حال العصر، فأين دورُ المرأة في خِضَمِّ تلك المتغيِّرات؟

إن المرأة المسلمة يجب أن تكتنفَها روح الإيمان والصلاح، والاتصال بالله سبحانه وتعالى، والنية الحسنة الصادقة بالمحبة، والحرص على الآخر والسعي لنفعه وفائدته. ومن ناحية أخرى فمن مسؤوليات المرأة بناءُ حياةٍ سعيدةٍ في ذاتها المسعِدة لكلِّ فردٍ من أفراد الأسرة؛ ابتداءً من الزوج، ومرورًا بالأبناء، وانتهاءً بالواجب الاجتماعي العام، تحقيقًا لواجب الاستخلاف في الأرض لإقامة شرع الله سبحانه وتعالى ونُصرة دينه، وإذا كان الإسلام يحرص على أن يختار الرجلُ زوجته من ذوات الدين، وأن يكون القبول بالزوج مشروطًا بكونه مِن أصحاب الدين، فليس المقصود بطبيعة الحال مجرد القيام بشعائر الإسلام، وإنما المقصودُ أن يصبغَا حياتهما بصبغة الإسلام؛ بحيث يكون كلُّ ما في المنزل وما يصدر عنه مؤسَّسًا على الدين. ويظهر دور المرأة في عصرنا هذا في جَذْب أفراد الأسرة إلى المنزل، وأهمُّ ما يجذب:

– المحبَّة وروح الودِّ والرحمة: فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يختار الرجلُ المرأةَ الودودَ، فلا بد أن يَظهر الودُّ والرحمةُ بين الزوجين في المنزل، تَرحمُه ويَرحمُها، وتُحسِن إليه ويُحسِن إليها، في كلمة طيبة، ولمسة حانية، ومعاملة حسنة، وكذلك مع الأولاد، فيحسُّون بالمحبة ويشعرون بها، فتنسجم أركان الأسرة.

– وبحسن تدبير وترتيب المنزل؛ وإحسان المطعم والمشرب، فيجدون ما يسرُّ ويُرضي، فلا يَتوق الفرد للبحث عمَّا يشتهيه خارج المنزل، وما يرتبط بذلك مِن صُحْبة سيئةٍ وعاداتٍ قبيحةٍ.

– تهتمُّ بحُسْن المقابلة لزوجها وأبنائها عند مقدمهم، فلا تُبادِرهم بالمشكلات، ولا تبدؤهم بالهُموم والمعضلات.

– تجمع العناية بالأبناء، وحُسْن رعايتهم في مظهرهم، وصحَّة أجسادهم.

– ثم بمشاركة أفراد الأسرة في هموم المنزل بما لا يُنفِّرهم، حتى يَزيد لديهم الولاءُ ويقوى الانتماءُ. إنَّ كلَّ شيء في العولمة يدعو إلى التمزُّق الأُسري والتفرُّق والتشتُّت، ويزداد مع ذلك الطلاق، فلتحرص المرأة المسلمة على تخطِّي عقبات الوِفاق بكمال الذكاء وحُسْن التصرُّف، فتغلب العولمة وهي امرأةٌ، وتُسهم في قوة الإسلام.

 

من موقع الالوكة الإسلامي