يقولون: المرأة نصف المجتمع، بل هي المجتمع بكامله، فعلى المرأة تقع مسؤولية تربية الأبناء والبنات، الذين هم عماد المجتمع وشباب المستقبل، فإذا اعتنت المرأة بتربية أولادها، وربَّتهم تربية إسلامية صحيحة، شبُّوا أفرادًا صالحين في مجتمع صالح، وإلا كانوا وبالاً على مجتمعهم، وسببًا من أسباب فساده وانهياره. ولهذا حثَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على اختيار الزوجة الصالحة؛ قال عليه الصلاة والسلام: “تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك” متفق عليه،
وقال عليه الصلاة والسلام: “الدنيا متاع، وخير متاعها الزوجة الصالحة”، وخير شريكة حياته هي الزوجة الصالحة ذات الدين؛ لأن الدين باقٍ مع الإنسان وملازم له، بعكس المال والحسب والجمال، وقد جعل الله تعالى قوامة البيت للرجل دون المرأة؛ لأنه أقوى بفطرته على إدارة شؤون البيت؛ قال تعالى: ” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ” النساء: 34.
والمرأة في بيت زوجها تكون مطيعة له، إلا إذا أمرها بمعصية الله تعالى فلا سمع ولا طاعة. وتعلم أولادها الدين، وتقرأ عليهم القرآن، وتحفظهم الآي، وتعلِّمهم حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتى إن أحد العلماء يقول: تعلمت نصف علمي من أمي، كانت تقرأ علينا كلَّ يوم من القرآن والحديث. ويجب عليها أن تعتني ببيتها وتحافظ على نظافته، وتهيّئ أكبر قدر من الراحة لزوجها وأولادها، وتهيئ لهم الطعام والشراب وتنظف ملابسهم، ولا تفرق بينهم في المعاملة. قال عليه الصلاة والسلام: “المرأة راعية في بيت بعلها وولده” رواه مسلم. وتحافظ على أمواله وأولاده وعلى نفسها، سواءٌ في حضوره أم غيابه، ولا تأذن لأحد في بيتها إلا بإذن زوجها؛ قال عليه الصلاة والسلام: “ألا أن لكم على نسائكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقًّا، فحقكم عليهن ألاَّ يوطئن فُرشكم من تكرهون، ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون، وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن” رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.