القطاع الخاص أعطى زخما كبيرا للساحة الإعلامية
الجزائر- أوضح الخبير الإعلامي والمدير العام للمركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج الأستاذ محسن كريم سليماني عند نزوله ضيفا على “منتدى الموعد اليومي” أن الجزائر إعلاميا خلال سنة 2018 شهدت نشاطات
كبيرة وقفزة نوعية من خلال تواجد إعلامي مكثف للصحافة الجزائرية سواء المكتوبة أو المسموعة أو السمعية البصرية. وقال إن المشهد الإعلامي في الجزائر في السنوات الأخيرة أضحى متنوعا من خلال تعدد المحطات وتعدد القنوات، مشيرا إلى أن هناك جيلا جديدا أخذ يبرز بشكل كبير على الساحة الإعلامية الوطنية ويتطور في محيط سياسي واجتماعي واقتصادي متحرك جدا.
ويعتبر المتحدث أن الصحافة في الجزائر تعيش تطورا كبيرا نظرا لما تقوم به من عمل مهني واحترافي وينبغي تشجيعها سواء كانت عمومية أو خاصة، مضيفا أن القطاع الخاص أعطى زخما كبيرا للساحة الإعلامية وتنوعا ومنح فرصا كبيرة لفهم وإدراك ما يحدث في البلد على مختلف الأصعدة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية، وهذا رغم المشاكل التي تعاني منها بعض العناوين الإعلامية من خلال طرحها لموضوع الإشهار وموضوع التمويل.
الإعلام الجزائري يسعى لاحتلال مكانة ضمن الدول المتقدمة
صرح المدير العام للمركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج، الأستاذ محسن كريم سليماني، أن الجزائر إعلاميا لا تنتمي إلى الدول المتقدمة بل تسعى لتكون من بين الدول النامية المتطورة في هذا المجال، لافتا الانتباه إلى أن تجربة الجزائر إعلاميا تظل قصيرة مقارنة بتجارب الآخرين، وما يشهده الإعلام العالمي والدولي من تحول وتطور كبير يعود أساسا إلى إمكانيات الإعلام والتي تتعاطى الدول لصالحه، إلا أنه في الآونة الأخيرة تسعى وتجتهد الجزائر من أجل أن تتطور الصحافة الجزائرية أكثر، مشيرا أن هذا لا يعني أن الصحافة الجزائرية أدركت الهدف والاحتراف والمهنية بل تبقى الصحافة الجزائرية تبحث عن نفسها من حيث المهنية والأداء وتبقى بحاجة الى إمكانيات أكثر وأكبر، والعاملون في هذا القطاع بحاجة أيضا، يؤكد المصدر نفسه، إلى إمكانيات وإلى قدرات كبيرة تؤهلهم للعب أدوارهم بشكل جيد.
ضرورة التأكد من مصادر المعلومات وصحتها
كشف مدير عام المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج الأستاذ محسن كريم سليماني، أن الإعلام حقيقة يعتبر السلطة الرابعة نظريا حتى من عدة جوانب كون أن الإعلام في الجزائر يقوم بهذا الدور، حيث لوحظ بأن كثيرا من القضايا المطروحة على الإعلام متابعة من قبل الرأي العام، غير أن قدرة هذا الإعلام على التأثير في التوجهات العامة تظل غير فعالة لعدة اعتبارات مرتبطة بطبيعة منظومة الحكم في الجزائر وبطبيعة المجتمع السياسي الموجود في الجزائر، وطبيعة الأحزاب السياسية التي تنشط في الوطن ضاربا المثل بأن الرأي العام في الجزائر يشاهد الكثير من الأشياء التي يقرأها حول التوجهات السياسية متصلة برغبات وآراء ليست بالضرورة رغبات وآراء وسياسات موجودة لدى المسيرين داخل مؤسسات الدولة، وهذا هو المشكل الكبير بالنسبة للإعلام في الجزائر، مضيفا أيضا هناك مشكل آخر يتمثل في مصادر الأخبار وكيفية معالجة مختلف القضايا الخاصة والكبرى وما مدى تأثير هذه الأخبار التي يقرأها الرأي العام المتتبع في الجزائر، حيث أن الكثير من الأخبار في بعض الأحيان غير صحيحة ولا تستند إلى مصادر صحيحة وهذا ينقص من فعالية وقوة الإعلام في الجزائر.
وألح المصدر على ضرورة التكفل بجانب التأكد من المعلومة الصحيحة، مشيرا أن تقاليد الإعلام في الجزائر خاصة من قبل المسيرين والمسؤولين لا تعتمد بشكل كبير على إيصال المعلومات وعلى سياسات واضحة فيما يتعلق بالاتصال. وقد لوحظ مؤخرا الوزير الأول في أحد تصريحاته عند لقائه بالمتعاملين الاقتصاديين وولاة الجمهورية يتحدث عن مشكلة الاتصال وضرورة التفتح على الإعلام خاصة على الإعلام المتصل باستعمال وسائل التواصل الاجتماعي
المركز العربي لتبادل الأخبار مكسب يجعل الجزائر قطبا إعلاميا
أفاد مدير عام المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج الأستاذ محسن كريم سليماني، أنه انتخب على رأس المركز العربي من قبل الجمعية العامة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات العربية في 18 ديسمبر 2016 وتم تنصيبه لعهدة أربع سنوات قابلة للتجديد لعهدة أخرى فقط.
وأشار في السياق ذاته أن المركز متواجد في الجزائر منذ 32 سنة ويسعى دوما للتقرب من المتتبع الجزائري الذي كان سابقا يجهل تماما وجود مركز عربي لتبادل الأخبار بالجزائر، إلا أنه ومنذ سنتين يسعى المركز لاستقطاب كل الشرائح الجزائرية من جامعات ومؤسسات إعلامية للتعرف على مهام ودور المركز العربي لتبادل الأخبار الذي يعد مكسبا للدولة الجزائرية بالدرجة الأولى، كون أن المركز باعتباره منظمة إعلامية مهنية تابعة لاتحاد إذاعات وتلفزيونات الدول العربية كان قد أنشئ في مارس من سنة 1987 ويشتغل تحت لواء الجامعة العربية هدفه هو تكثيف التبادلات الإخبارية فيما بين الدول العربية وتزويد الهيئات التلفزيونية والإذاعية بتقارير سياسية وأحداث كبرى حول الأخبار والمعطيات المتداولة في العالم فيما يتعلق بالأحداث الآنية، وهي أيضا أخبار متخصصة ومصنفة كالأخبار الرياضية والثقافية إلى جانب مواضيع متصلة بقضايا الدين.
وابرز المتحدث ذاته أن اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العربية يتعامل أيضا مع اتحادات إقليمية ودولية مهنية كاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الأوروبية “ورو فيزيون” واتحاد الإذاعات والتلفزيونات الأسيوية والإفريقية وغيرها من المنظمات الإعلامية المهنية بهدف تبادل الأخبار والبرامج إذاعيا وتليفزيونيا، ينتقيها المركز لتبادل الأخبار والبرامج مع الدول العربية.
ويعتقد المسؤول نفسه أن ما يتم عرضه من أخبار وبرامج تهم الهيئات بشكل جماعي آو بشكل ثنائي ويتم هذا، يقول محسن كريم سليماني، بطريقة الطلب.
وفي حديثه عن كيفية تحصل الجزائر على أحقية استقبال المقر، أفادنا بان اتحاد الإذاعات العربية هي منظمة دولية تأسست في 1969 بالخرطوم في السودان وتشكلت من عدد من الهيئات العربية إذاعات وتلفزيونات من بينها الجزائر، وكان الهاجس الرئيسي بالنسبة لتشكيل هذا النوع من الاتحادات المهنية هو خلق تكتل إقليمي عربي.
الجزائر لعبت دورا كبيرا في تطوير المركز العربي لتبادل الأخبار
أفصح مدير عام المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج، الأستاذ محسن كريم سليماني، أن الجزائر لعبت دورا كبيرا في ما يخص تطور المركز الذي كان سابقا يعتمد في بداية تأسيسه على منظومة الإرسال العادي، إلا أنه بعد التطور التقني والتكنولوجي أصبح يستعمل وسائل جديدة غير مكلفة للقيام بعملية التبادل بشكل سريع وجيد وذي نوعية أيضا.
وأضاف المتحدث نفسه أن المركز تحصل على إمكانات كبيرة من قبل إدارة المالية للاتحاد لتجديد التجهيزات وبالفعل تم تجهيز المركز بمنظومة المينوس وهي منظومة جد متطورة تعتمد على الرقمنة وهي منظومة متعددة الوسائط، يضيف محسن كريم سليماني، قام بتصميمها مهندسون جزائريون وعرب وبفضل هذه المنظومة تحصل الاتحاد لإذاعات الدول العربية على الكثير من الجوائز الدولية.
وأوضح مدير عام المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج أن المنسق في هيئته الإذاعية أو التلفزيونية يبقى هو الحلقة الأقوى في عمل التبادل اليومي لدى الهيئات العربية، مشيرا أن نجاح الهيئة وفوزها لا يكون إلا إذا كان منسقها ناجحا وناشطا ويدرك عمله كما يجب، وإذا كان المنسق غير ناشط فالهيئة تصبح شبه نائمة غير ناشطة.
ومن جهة أخرى وفي حديث متصل أفاد محسن كريم سليماني أن المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج لديه نشاط سنوي مستمر يقوم باستقبال عدد من الوفود العربية من ممثلي الإذاعات والتلفزيونات العربية إلى جانب منسقين ومديري أخبار ومسؤولين على مستويات عليا داخل الهيئات العربية للمشاركة بما يعرف بالاجتماعات الدورية للمنسقين والمهندسين والتقنيين بالجزائر، ويفتح من خلالها نقاشات حول عملية التبادل ما بين الإذاعات العربية.
وأفصح محسن كريم سليماني أن الإذاعات العربية تطورات كثيرا من ناحية التحكم في العمل الإذاعي من ناحية الوسائل والإمكانات، أضحت تشتغل بمعايير مهنية جد مرتفعة إلى جانب -يضيف المصدر- الاهتمام من قبل الإذاعات العربية بالتطور الذي لم يعد فقط اهتماما عاديا سطحيا بما له من علاقة بالتفاعلات الموجودة داخل المجتمعات، فقد تجد – يقول محسن كريم سليماني- من القضايا المطروحة بشكل كبير من قبل الإذاعات العربية مع قضايا الاقتصاد التي تعيش حركية كبيرة في ظل اعتمادها على النفط وانخفاض أسعاره إلى جانب الأزمات التي تشهدها معظم الدول العربية كسوريا واليمن وليبيا والعراق. فالمركز هو من يقوم بنقل الأحداث الكبرى الى الاتحادات المهنية الأخرى كالأوروبية والأسيوية والإفريقية.
وأشار مدير عام المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج محسن كريم سليماني أنه تم مؤخرا وفي هذا الشهر الجاري تنظيم دورات تدريبية كانت مخصصة للاتحاد الإفريقي حول المنظومة السحابية لتبادل الأخبار عن طريقها في المستقبل القريب مع مطلع جانفي 2019 ليصبح المركز العربي لتبادل الأخبار همزة وصل بين الهيئات العربية والإفريقية وحتى الأوروبية لتبادل الأخبار بشكل مكثف ويومي، وذلك بإدراج منظومة المينوس بلاس والازبو كلاود أي الشبكة السحابية العالمية التي من خلالها سيرقى العالم العربي إعلاميا والإعلام الجزائري بصفة خاصة إلى المهنية والاحترافية العالمية.
الجزائر تحقق إنجازات إعلامية عربيا وعالميا
أعرب مدير عام المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج، محسن كريم سليماني، عن ارتياحه بما حققته الجزائر من إنجازات في قطاع الإعلام خلال سنة 2018 بمواصلة الاجتهاد في تحسين ظروف حرية التعبير وحماية الصحفي والجهود متواصلة لغاية الارتقاء إلى درجة أن يصبح الصحفي الجزائري مثل زملائه في الدول المتطورة والمتقدمة من حيث الحقوق، يقول الأستاذ محسن كريم سليماني، إلى جانب الأداء الصحفي الذي يكون إلا بالاحتكاك والممارسة المهنية داخل وخارج الوطن لاكتساب الخبرات والتجارب، وذلك بالتكوين المتواصل والمستمر إلى جانب التكفل بالصحفي وبمشاكله اليومية التي يعاني منها.
كما ثمن مدير عام المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج محسن كريم سليماني في الوقت ذاته العمل الجبار الذي قام به المركز العربي لتبادل الأخبار بالجزائر وتطوير التقنيات الحديثة إلى تقنيات إعلامية متطورة تنافس العالمية .